أعيد انتخاب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي في نهاية مداولات استمرت أسابيع في ختام المؤتمر السادس للحزب الذي انعقد نهاية الشهر الماضي في مدينة الدار البيضاء والذي شهد انسحاب قياديين بارزين مثل الزعيم النقابي نوبير الاموي والمعارض الفقيه محمد البصري وكذلك تيار "الوفاء للديموقراطية" وتنظيم "الشباب والمقاومة". واجتمعت اللجنة الادارية للاتحاد الاشتراكي التي تضم 189 عضواً أول من أمس في الرباط لانتخاب اعضاء المكتب السياسي ال 21 الذين ينتخبون مباشرة الامين العام. وأُعلن رسمياً ان السيد محمد اليازغي الذي خرج قوياً من المؤتمر الأخير للحزب، انتُخب نائباً أول لامين الاتحاد الإشتراكي. وتحسم إعادة انتخاب اليوسفي جدلاً كاد يهدد وحدة الحزب إثر اتهامات ب "تزوير قوائم المؤتمرين وطبخ النتائج". لكن بعض المراقبين يعتبر اعادة انتخاب المكتب السياسي لحزب اليوسفي "اضعافاً لموقفه داخل الحكومة وأمام القصر كونه لم ينتخب مباشرة من المؤتمر كما كان يحبذ بل من المكتب السياسي". ومن أبرز اعضاء المكتب السياسي للحزب الذي اضيفت اليه اربع نساء: رئىس مجلس النواب محمد الراضي، وزير الاعلام والثقافة محمد الاشعري، وزيرة التضامن والمعاقين نزهة الشقروني، وزير المال والاقتصاد فتح الله ولعلو وعبدالرحمن شناف النقابي البارز. وكان لافتاً ان ثلاثة قياديين سابقين هم محمد لحبابي ومحمد منصور والحبيب الشرقاوي لم يترشحوا للمكتب السياسي. وكان لحبابي دعا في وقت سابق الى فتح حوار مع الاسلاميين، فرد عليه اليوسفي بأنه لا يشاطره الرأي وان هذا الاقتراح "يخصه وحده" ولا يمثّل الحزب. وقال مصدر من التيار المنسحب من المؤتمر انه "لا يعترف بانتخاب اليوسفي لسبب بسيط هو اننا لم نعترف بالاجهزة المنبثقة عن المؤتمر الاخير للحزب"، مجدداً التشكيك في شرعيتها. واللافت ان المركزية النقابية التي يقودها نوبير الاموي ستنظم تجمعات لها غداً في انحاء عدة من البلاد، في اول رهان قوة مع الحزب والحكومة. ويسود اعتقاد بأن الاعضاء القياديين في الاتحاد الاشتراكي الذين كانوا يشاركون في تظاهرات عيد العمال قد يغيبون هذه المرة بسبب مؤاخذات الاموي ضد المؤتمر الاخير للحزب. لكن بعض الاوساط يذهب الى امكان اعتبار تظاهرات عيد العمال مناسبة لمعاودة فتح الحوار بين المنشقين وقادة الاتحاد الإشتراكي في حال حضورهم جوانب من هذه التظاهرات. من جهة اخرى، حمّل مسؤول حكومي الجزائر مسؤولية تردي الاوضاع في منطقة شمال افريقيا وتصعيد التوتر في العلاقة بين العرب والقارة الافريقية. وعبر عباس الفاسي، وزير العمل زعيم حزب الاستقلال، اثناء المجلس الوطني لحزبه اول من امس في الرباط عن اسفه ل "اعاقة الجزائر اي حل لا يرضي سياستها التوسعية"، في اشارة الى دعمها جبهة "بوليساريو" والجهود التي بذلتها لضمان عضوية الجبهة في منظمة الوحدة الافريقية. وقال ان "اقحام دولة وهمية في حظيرة منظمة الوحدة الافريقية افقد المنظمة كل صدقية وصارت عاجزة على حل النزاعات وتقديم برنامج شمولي لنمو القارة السمراء". وأخذ الفاسي على ليبيا منح "بوليساريو" العضوية داخل الاتحاد الافريقي الذي تأسس أخيراً في سرت. وطالبها بتقديم اعتذار الى المغرب على "خطأ اقحام بوليساريو في الاتحاد الافريقي". وتوقع "الفشل والانهيار" للاتحاد الافريقي.