ردت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية التي يتزعمها حسان حطاب بعمليات عنف واسعة على سلسلة عمليات الدهم والتمشيط التي نفذتها القوات الحكومية ضد هذا التنظيم الذي قتلت عناصره 14 عسكرياً في ولايات عدة. ففي ولاية باتنة 400 كلم شرق أدى اشتباك عنيف بين دورية تابعة للقوات الأمنية المشتركة وبين عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، ليل الخميس - الجمعة، إلى مقتل عشرة عسكريين بينهم خمسة من أعوان الحرس البلدي وإصابة ستة آخرين بجروح. وسجل أيضا مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم. وتردد أن بين القتلى المدعو الساسي الذي يقود أخطر سرية ينسب اليها معظم الاعتداءات في هذه المنطقة. ولا تزال عمليات البحث جارية عن بقية عناصر المجموعة المسلحة التي انسحبت في اتجاه منطقة مكتظة بالغابات بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إليها. وسمع قصف مكثف من المروحيات العسكرية التي ظلت تراقب المناطق القريبة من الموقع حيث جرت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وعناصر تنظيم حطاب. وأكدت مصادر محلية ان الاشتباك بدأ عند الساعة الخامسة فجر الجمعة عندما باشرت فرقة مشتركة للجيش معززة بأعوان الحرس البلدي، عملية تمشيط واسعة في منطقة جبلية تدعى تيكروال في بلدية أولاد سي سليمان غرب ولاية باتنة المحاذية لمنطقة وعرة تشترك مع بلديات بومقر وأولاد عون. وفوجئت قوات الجيش بمكمن نصبته مجموعة مسلحة كبيرة العدد بادرت بإطلاق وابل من الرصاص صوب قوات الأمن. واستمر الاشتباك حتى الصباح بعدما تدخلت المروحيات الحربية التي قصفت المناطق التي يعتقد بأن "الجماعة المسلحة" لجأت إليها. وفي ولاية البويرة 120 كلم شرق اغتالت "الجماعة" في الليلة ذاتها أربعة جنود وأصابت ثمانية آخرين بجروح في مكمن نصبته في منطقة القادرية على الطريق الوطني الذي يربط العاصمة بمدن شرق الجزائر. وبحسب مصادر محلية فإن مجموعة مجهولة العدد تابعة لتنظيم "الجماعة السلفية" أقامت حاجزاً مزيفاً عند الساعة التاسعة والنصف ليلا في منطقة المرجانية التي تبعد مسافة كيلومترين فقط عن مدينة القادرية، وسلب المسلحون أموال المدنيين قبل أن تصل الى الحاجز سيارة إسعاف آتية من مدينة سيدي عيسى وتنقل عسكرياً مصاباً بجروح، فقتلته عناصر "الجماعة" بالسلاح الأبيض. ثم طلبت العناصر من سائق سيارة الإسعاف والممرض الخروج من السيارة قبل اضرام النار فيها والجثة داخلها. وأثناء تدخل فرقة تابعة للجيش من ثكنة بولرباح في بلدية الجباحية مرت شاحنة عسكرية على لغم أرضي زرعته عناصر "الجماعة السلفية" مما أدى إلى انفجار عنيف سمع دويه على بعد أكثر من عشرة كيلومترات. وفي ولاية سكيكدة 500 كلم شرق أسفرت عمليات التمشيط التي باشرتها قوات الجيش الجزائري منذ أسبوع في مناطق الغابات عبر المحور الجبلي لمدينة عين القشرة المحاذية للساحل، عن تدمير خمسة ملاجئ ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وجدت فيها أغطية ومؤوناً ومعدات طبية. وبعد أسبوع من هذه العمليات التي استخدمت فيها الطائرات والمروحات العسكرية بدأ الحديث عن تسلل "الجماعة المسلحة" إلى جبال ولاية جيجل التي كانت في السابق معقل "الجيش الإسلامي للإنقاذ" الذي وضع عناصره السلاح مطلع 2000 تنفيذاً لتدابير العفو الرئاسي التي تضمنها قانون الوئام المدني. وكانت هذه الولايات شهدت خلال الشهرين الماضيين تصاعداً خطيراً لأعمال العنف راح ضحيتها عدد كبير من العسكريين. وكانت قوات الجيش نفذت منذ مطلع آب اغسطس الماضي سلسلة من العمليات أدت إلى مقتل أكثر من 60 عنصرا من "الجماعة السلفية" واعتقال أكثر من 150 شخصاً ينشطون ضمن شبكات الدعم والإسناد ل"الجماعة السلفية" خلال عمليات كبيرة جرت في ولايات البويرة وبومرداس وتيزي وزو، اضافة الى تدمير عدد كبير من الملاجئ التي كانت تتحصن داخلها "الجماعة" في هذه المناطق. وفي ولاية عين الدفلى 150 كلم غرب أدى انفجار قنبلة إلى إصابة أربعة قرويين بجروح نقلوا إثرها إلى مستشفى مليانة. وبحسب مصادر متطابقة فإن الانفجار حدث عندما مرت حافلة كانت تنقل المسافرين، مساء الخميس فوق لغم زرعته عناصر مجموعة إسلامية مسلحة قرب محطة الحافلات عند المخرج الغربي لبلدية عين التركي في الولاية نفسها. وكانت مجموعة مسلحة اغتالت في اليوم نفسه 11 قروياً عند حاجز مزيف اقامته في منطقة بوحدود التابعة لبلدية بن علال. وفي بلدية الزبيرية التابعة لولاية المدية 90 كلم جنوب قتل عنصر من فرق المقاومة إثر اصابته بطلقة نارية في الرأس. واختلفت الروايات عن ظروف مقتل الضحية الذي كان في طريقه للالتحاق بمركز المراقبة الدوام الليلي. وفي حين ذكرت بعض الروايات أن رصاصة انطلقت خطأ من بندقية زميله، أفادت مصادر أخرى أن الضحية كان أول من بادر بإطلاق النار في اتجاه زميله ظنا منه أنه عنصر من "الجماعة المسلحة" يريد اغتياله. وفي مدينة خميس الخشنة في ولاية بومرداس 30 كلم شرق قتلت قوات الجيش، ليل الخميس - الجمعة، عنصرين من "الجماعة السلفية" للدعوة والقتال. وجاءت هذه العملية بعد يوم واحد من تفكيك قوات الأمن مجموعة للدعم والإسناد في منطقة برج منايل كانت تنشط على مستوى جنان عامر ومنطقة الزرارقة.