كشفت اعترافات أدلى بها عضو قيادي في التنظيمات الإسلامية المسلحة عن محاولة "قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب إنشاء "تنظيم سري" يخلف "الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح" فيدا التي ركزت في السنوات من 1993 إلى 1998 على اغتيال المثقفين والصحافيين. اعترف عمر بوشناق 32 عاماً، العضو القيادي في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أنه كان وراء تنفيذ عدد من الاغتيالات التي استهدفت قوات الأمن في العاصمة الجزائرية في منتصف السنة 2002، كما اعترف أنه كان في صدد إنشاء تنظيم مسلح جديد. وأمر المدعي العام في العاصمة بإيداع بوشناق قيد الحبس الاحتياطي، علماً أن العنصر القيادي في التنظيم المسلح الذي يتزعمه حسان حطاب من مواليد منطقة الأخضرية في ولاية البويرة 120 كلم شرق العاصمة. وأفيد أن مسدساً عثر عليه مع بوشناق، وأكدت الأبحاث الباليستية أنه السلاح نفسه الذي استخدم في اغتيالات استهدفت عناصر الشرطة. وكانت مصالح الأمن اعتقلت بوشناق قبل أسبوع في وسط مدينة بومرداس 50 كلم شرق العاصمة، وهو اعترف أمام المحققين أنه كان يسعى، برفقة شقيقيه حسان وحميد وباتفاق مع حطاب، على تشكيل تنظيم مسلح سري ينشط في ولايات البويرة وبومرداس والجزائر، على أن تكون مهمته تصفية المثقفين، مثلما كانت تقوم به "فيدا" التي تشكلت من عناصر الجزأرة. وكشف بوشناق أيضاً أنه كان وراء اغتيال شرطيين في وسط مدينة بومرداس في نهاية رمضان الماضي، كما استعمل سلاحه في اعتداءات مسلحة في العاصمة، وان تنظيمه اتخذ "فيلا" في زموري البحري في الولاية نفسها مقراً لها منذ أربعة أشهر. وذكر أن تنظيمه كان يخطط للاستيلاء على الأموال من البنك الوطني الجزائري - وكالة بومرداس وتحديد قائمة المثقفين الذين ستطاولهم الاغتيالات. وكان وزير الداخلية السيد نورالدين يزيد زرهوني تحدث في شهر أيار مايو الماضي عن تنظيم مسلح يتولى القيام بالاغتيالات الفردية التي تستهدف عناصر الشرطة في مواقع محروسة جداً في العاصمة مثل إقامة "قصر الشعب" التابعة لرئاسة الجمهورية. إلى ذلك قتلت قوات الجيش الجزائري، مساء الأربعاء، عنصرين مسلحين عثر عليهما داخل ملجأ في مرتفع بوملاح الواقع على بعد كيلومترين شرق مدينة القادرية في ولاية البويرة. وذكرت مصادر متطابقة أن العملية نفذت عندما شرع أفراد الجيش في تمشيط المنطقة المذكورة. وبعدما قصفت المدفعية المواقع التي يحتمل أنها كانت تؤوي عناصر "الجماعة السلفية"، تقدم المشاة نحو أحد الملاجئ حيث تحصن عنصران مسلحان. وحصل تبادل لاطلاق النار اصيب خلاله جنديان توفيا لاحقاً كما قتل المسلحان. وبعد العملية مباشرة باشرت وحدات الجيش عملية تمشيط في غابات القادرية وتيزي غنيف والأخضرية، وهي العملية التي لا تزال متواصلة. إلى ذلك، ذكرت الصحف الجزائرية أن مجموعة إسلامية مسلحة اغتالت شرطياً وأصابت خمسة أشخاص بجروح الجمعة قرب بوداو في منطقة بومرداس. وأوضحت أن الشرطي قتل بانفجار قنبلة لدى مرور دورية لقوات الأمن في منطقة سيدي سالم الجبلية التي تنشط فيها "الجماعة السلفية". وبحسب احصاء أعد انطلاقاً من أرقام رسمية وأخرى نشرتها الصحف، قتل ثمانون شخصاً منذ بداية كانون الأول ديسمبر الجاري في أعمال عنف تورط فيها إسلاميون مسلحون.