توقع ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ان تحقق زيارة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري لموسكو "نقلة نوعية" بحصول روسيا على موافقة بغداد على "السلة" التي اقترحتها وتقضي بعودة المفتشين الدوليين الى العراق مقابل تعليق العقوبات ثم رفعها لاحقاً. وعلمت "الحياة" من مصدر وزاري لبناني ان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أكد استعداد بغداد لاستقبال المفتشين و"التعاون مع الأممالمتحدة أو أي جهة دولية للكشف عن مستودعات الأسلحة". وفيما هددت المانيا بسحب دباباتها وجنودها من الكويت اذا شنت الولاياتالمتحدة حرباً على العراق، أعلن الاتحاد الأوروبي عقب اجتماع وزراء خارجيته في الدنمارك أمس انه يؤيد واشنطن في ان العراق "دولة خطرة" لكنه طالبها بالعودة الى مجلس الأمن للحصول على موافقته على أي عمل عسكري. وقال ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان "إشارات مشجعة صدرت عن بغداد بعد سلسلة اتصالات ومحادثات كان أهمها اتصال الرئيس فلاديمير بوتين بالرئيس صدام حسين ولقاءات جرت بين صبري ونظيره الروسي ايغور ايفانوف" اسفرت عن تليين الموقف العراقي، وتوقع ان يحمل صبري معه موافقة على الاقتراح الروسي. واضاف انه ليس من الضروري ان تحظى موافقة بغداد على عودة المفتشين بموقف اميركي ايجابي، لكنها ستضطر واشنطن الى العودة الى مجلس الأمن، وستعطي روسيا والدول المعارضة للحرب فرصة مهمة للاعتراض على نزعة الولاياتالمتحدة. واذا لم "تمنع الحرب فقد تؤخرها أو تعرقلها". في بيروت علمت "الحياة" ان رمضان أبلغ بعض الوزراء ان بغداد على استعداد لقبول عودة المفتشين، على رغم تصريحاته الصحافية التي تؤكد رفضها، ونقل احد المصادر عن نائب الرئيس العراقي قوله: "نحن مستعدون لتطبيق قرار مجلس الأمن بحرفيته، وإذا وجدوا أسلحة دمار شامل فليدمروها وليتم تطبيق هذه الأمور على دول أخرى في المنطقة...". في هلسنكي أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ان الوزراء "وافقوا بالإجماع على مطالبة صدام حسين بالسماح للمفتشين الدوليين بالعودة الى العراق من دون شروط". واكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا ان الاتحاد يثق بالأمين العام للأمم المتحدة "لمنع أي نزاع في العراق وابعاد التهديد الأميركي بضرب هذا البلد". الى ذلك اف ب أعلن ناطق عسكري عراقي امس ان الطائرات الاميركية والبريطانية قصفت امس واول من امس منشآت مدنية وخدمية جنوبالعراق، ولم يشر الى سقوط ضحايا. وافاد الناطق ان الطائرات قامت بثماني طلعات جوية مسلحة فوق مناطق البصية والناصرية والشطرة والكوت والرفاعي والسلمان، كما تعرضت لمنشآت مدنية وخدمية في محافظة واسط. واضاف ان "المقاومات الارضية العراقية تصدت لها واجبرتها على الفرار الى قواعدها في الكويت".