لندن، برلين، واشنطن - "الحياة"، أف ب، أب - أعلن وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية ان موسكو لن تنسحب من الائتلاف المناهض للارهاب التي تقوده الولاياتالمتحدة في حال شنت واشنطن ضربات من طرف واحد على العراق. وقال ايفانوف انه لا يهدد بالانسحاب من الحرب المناهضة للارهاب في حال تعرض العراق لهجوم، ولكنه اوضح ان مثل هذا التحرك سيوجه "ضربة جدية" للائتلاف وان روسيا ما زالت تعارضه. واضاف "ليس من المناسب توجيه انذارات للقول اننا سننسحب من الائتلاف، فالمشاركة فيه ليست منة او هدية لاي كان ولكنها في مصلحتنا". وكان ايغور ايفانوف قد حذر الولاياتالمتحدة من مغبة "اي عمل عسكري ضد العراق" وذلك في بداية اجتماعه في موسكو مع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله. وشدد ايفانوف في مقابلته على كون الاممالمتحدة لوحدها مخولة اتخاذ قرار للقيام بعمل ضد بلد ما، وحث بريطانياوالولاياتالمتحدة على اجراء مشاورات حول عودة المفتشين الدوليين الى العراق. وتصر واشنطن على عودة هؤلاء المفتشين تحت طائلة شن هجوم واسع النطاق ضد نظام الرئيس صدام حسين. وترغب روسيا التي نددت باتهام واشنطنلبغداد بمشاركتها في نشاطات ارهابية، في عودة المفتشين مقابل الرفع التام للحصار التي فرضته الاممالمتحدة على العراق اثر غزوه الكويت في 1990. وفي برشلونة، سعى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى سبر آراء القادة الاوروبيين خلال القمة الاوروبية في برشلونة حول امكان القيام بتحرك ضد صدام حسين. وقال مسؤولون بريطانيون ان دول الاتحاد الاوروبي تقرّ بوجود تهديد من جانب العراق بسبب تطويره اسلحة الدمار الشامل، لكنهم اوضحوا انه لم يتخذ اي قرار بشأن الاجراءات الواجب اتخاذها. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لهيئة الاذاعة البريطانية ان "الجميع متفق على ان الرئيس العراقي يشكل تهديدا خطيرا للامن في منطقة الشرق الاوسط والعالم باسره". واضاف ان "الولاياتالمتحدة اوضحت وجوب التأني والحذر في اتخاذ اي قرار وضرورة ان يتماشى مع الالتزامات الدولية". وقد ابدى عدد من الدول الاوروبية الاخرى تشددا ازاء العراق، لكن المانيا اعلنت امس انها ترفض المشاركة في هجمات خارج حدود افغانستان، بما في ذلك العراق، في اطار الحملة الاميركية المناهضة للارهاب، من دون تفويض جديد من مجلس الامن الدولي. وقال المتحدثة باسم الحكومة الالمانية شاريما راينهارت ان المستشار غيرهارد شرودو اوضح هذا الموقف خلال لقاء الاربعاء مع مجموعة من المثقفين الالمان في شان "النقاش العلني عن احتمال توسيع الحرب على الارهاب". واضافت ان "المستشار اكد ان اي التزام عسكري اضافي من جانب الحكومة سيكون مشروطا بالحصول على غطاء من الاممالمتحدة". واكدت "انه موقف مبدئي يعرفه شركاؤنا الاميركيون". ومن وجهة نظر المانيا، فان القرارات الحالية لمجلس الامن لا تغطي هجوما على العراق. وكان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر قد حذر الادارة الاميركية من التعامل مع حلفائها ك"تابعين". وقلل شرودر من أهمية التوتر بين اوروبا وادارة بوش حول العراق مؤكدا مرارا انه ليس على علم بوجود خطط لتحرك عسكري اميركي جديد. وقالت راينهارت انه "ليس هناك اي مؤشرات على خطط ملموسة" لمهاجمة العراق. وفي الوقت نفسه اعرب شرودر عن تأييده ممارسة ضغط على نظام صدام حسين لدفعه الى الموافقة على عودة المفتشين الدوليين. وفي واشنطن، اعلن رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان ان الرئيس الاميركي جورج بوش اكد له خلال محادثات صريحة حول العراق عدم وجود مشروع لضرب بغداد في الوقت الراهن. وقال بعد عشاء عمل في واشنطن مع بوش "لا يوجد اي تحرك" في الوقت الراهن. واضاف كريتيان ان الولاياتالمتحدة وعلى غرار كندا ليست مرتاحة لرد الرئيس العراقي صدام حسين على المطالبة بعودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة ولكن "لا توجد اي خطة حاليا". واوضح رئيس الوزراء الكندي ايضا ان بوش لم يطلب من كندا زيادة مشاركتها في الحملة المناهضة للارهاب مشيرا الى ان بوش كان "ممتنا" للدعم الذي قدمته اوتاوا للعمليات العسكرية في افغانستان.