لواندا، لشبونة - أف ب، رويترز، أب - عرضت حكومة أنغولا على الصحافيين أمس السبت جثة جوناس سافيمبي، مؤسس وزعيم حركة "يونيتا" التي تقاتل ضد سلطات لواندا منذ استقلال أنغولا عن البرتغال في 1975 . وكانت السلطات أكدت مقتل سافيمبي واثنين من كبار مساعديه الجمعة الماضي في اشتباك في محيط بلدة لوكوسي على بعد 1300 كلم شرق العاصمة لواندا. وقال مراسل لوكالة الأنباء الأنغولية الرسمية في اتصال هاتفي من موقع الاشتباك أن جثة سافيمبي اصيبت ب15 طلقة، بينها طلقتان في الرأس. فيما قال مصدر عسكري في جنوب أفريقيا أن زعيم "يونيتا" الاتحاد الوطني لاستقلال أنغولا التام قتل في وقت سابق من الأسبوع الماضي وأرجأت لواندا الاعلان لكي يتزامن مع زيارة الرئيس خوسيه ادواردو دوس سانتوس الى واشنطن والتي تبدأ غداً الاثنين. وكانت "الحركة الشعبية لتحرير أنغولا" اليسارية قادت حرب التحرير ضد الاستعمار البرتغالي وشكلت الحكومة في لواندا بعد الاستقلال في 1975. وتشاركت واشنطن مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا في استخدام حركة "يونيتا" لشن الحرب على النظام اليساري المدعوم من الاتحاد السوفياتي السابق. وكلفت الحرب البلاد نحو مليون قتيل ودمرت البنى التحتية، محيلة هذه الدولة التي كان يمكن ان تكون من بين الأغنى في افريقيا الى واحدة من أفقر دول العالم. ووصلت العلاقة بين واشنطن وسافيمبي أوجها في 1986، عندما زار زعيم "يونيتا" واشنطن واستقبل على مستوى رؤساء الدول والتقى الرئيس رونالد ريغان في البيت الأبيض. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي غيّرت حكومة لواندا من تواجهاتها اليسارية وتقاربت مع واشنطن، ما سمح بتدفق بلايين الدولارات من الاستثمارات في حقول النفط الأنغولية. كما توقفت مساعدات جنوب أفريقيا الى "يونيتا" بعد زوال النظام العنصري. وانعكس الوضع الجديد في عدد من محاولات السلام القائمة على مبدأ الديموقراطية وتقاسم السلطة. وكانت المحاولة الأولى في 1992، وانهارت بعدما خسرت "يونيتا" الانتخابات واعلن سافيمبي العودة الى القتال. كما انهارت في 1998 عملية ثانية للسلام بدأت في 1994 باشراف الأممالمتحدة. وفرضت المنظمة الدولية حصاراً اقتصادياً على المناطق التي تسيطر عليها "يونيتا". وفيما أعلنت حكومة أنغولا في بيانها عن مقتل سافيمبي أول من أمس استعدادها للعودة الى اتفاق 1994، وعبّر ديبلوماسيون غربيون في لواندا عن الأمل في ان يشكل مقتل سافيمبي الفصل الأخير في الحرب الأهلية الطويلة هذه، حذّر مراقبون من أن ل"يونيتا" ما يكفي من الخبرة القتالية والتمويل المستحصل من تهريبها للماس للاستمرار في القتال أمداً غير منظور. لكن غياب سافيمبي سيضعف هذه الحركة التي تراجعت في السنوات الاخيرة بسبب عدم احرازها اي نصر حاسم على النظام، ولم تنجح في تطوير اطروحاتها السياسية فيما استطاع النظام ان يحقق اختراقاً دولياً بفضل براغماتيته.