تضاربت الأنباء في العاصمة الجزائرية، أمس، عن مصير الرجل الثاني في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة الشيخ علي بن حاج الذي تردد انه رفض عرضاً من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للخروج من السجن في اطار عفو مشروط يحرمه من ممارسة نشاطات سياسية مباشرة بعد خروجه من السجن العسكري في البليدة جنوب العاصمة. وفي حين ذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الاتصالات مع بن حاج توقفت في اليومين الماضيين بعد تشدده في التعامل مع شروط موفدي بوتفليقة، لم تستبعد مصادر أخرى أن يعمد الرئيس الى الافراج عنه في اليومين المقبلين من دون الحاجة الى رضاه. وما زاد من غموض الموقف "اختفاء" رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان السيد علي يحيى عبدالنور، محامي بن حاج، عن مكتبه في العاصمة الجزائرية، مما اطلق تكهنات بأنه يُتابع "مفاوضات الساعات الأخيرة" لاطلاق موكله. وقالت زوجته ل"الحياة"، في اتصال هاتفي مساء أمس، انه "غادر الجزائر العاصمة الى ولاية أخرى ولن يعود الا بعد عيد الفطر". ويسود اعتقاد بأن ثمة اجماعاً لدى قيادة الجيش والرئيس بوتفليقة في شأن ضرورة حصر نشاط قادة "الانقاذ" بعد رفع العقوبات عنهم. ويُعتقد أيضاً ان الجيش أبدى تحفظات في السابق عن اطلاق بن حاج كونه كان مؤيداً ل"الجماعة الاسلامية المسلحة" ووعد العام 1994 بأن يلتحق بالجبال فور خروجه من السجن. وفي السياق ذاته، أكد رئيس اللجنة الاستشارية الوطنية لحقوق الانسان السيد محمد فاروق قسنطيني في تصريحات نشرت أمس تسلمه رسالة رسمية من احدى زوجات زعيم "الانقاذ" عباسي مدني يطلب فيها منحه جواز سفر لمغادرة الجزائر مباشرة بعد رفع الاقامة الجبرية عنه في مقر سكنه في حي بلكور الشعبي في العاصمة. على صعيد آخر قتل متظاهر وأصيب 21 عنصراً من قوات الأمن خلال أحداث شغب هزت حي ديار الزيتون في دائرة عزابة في سكيكدة 350 كلم شرق الجزائر. وبدأت المواجهات، مساء الأحد، عندما احتج سكان الحي الذي يضم خليطاً من المباني الفوضوية والقصديرية، على تسرب المياه الى بيوتهم. وتحولت احتجاجاتهم الى أعمال عنف استغلها اشخاص قطعوا الطرقات بين عنابة وقسنطينة وابتزوا المارة وخرّبوا أملاكاً عمومية. وفي ولاية النعامة 600 كلم جنوب غربي الجزائر تدخل الدرك الوطني، مساء الأحد، لتفريق أكثر من 500 متظاهر في بلدية مكمن بن عمار بعد أعمال شغب قادها منتخبان من حزب حركة الشبيبة والديموقراطية ضد تعيين منتخب من التجمع الوطني الديموقراطي في منصب رئيس المجلس الشعبي البلدي. وأصيب ثلاثة محتجّين وخمسة دركيين خلال تفريق التظاهرة. الى ذلك، تلقى الرئيس الجزائري برقية من الرئيس جورج بوش بمناسبة حلول عيد الفطر عبر له فيها عن أمله بأن تجرى هذه الاحتفالات "في جو من الفرحة والسلم"، مشيراً الى أن "الأميركيين والجزائريين يأملون في بترقية الحرية والرفاهية عبر العالم".