} استمرت المواجهات في منطقة القبائل في الجزائر حيث قتل خمسة من رجال الدرك وجرح نحو 250 متظاهراً يومي امس واول من امس، فيما كرر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة دعوته الى "حوار هادئ" من أجل حل المشكلات في المنطقة، لكنه ربط الحل بعودة الأمن و"سقوط الأقنعة وليس في ظل الضغوطات". واذيع رسميا ان نحو الف من رجال الدرك اصيبوا خلال المواجهات منذ اندلاعها وحتى 20 الشهر الجاري. تواصلت المواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في مناطق عدة من ولايات تيزي وزو وبجاية وحتى البويرة. وأفادت مصادر محلية أن خمسة دركيين قتلوا يومي الخميس والجمعة خلال مواجهات عنيفة في منطقة ذراع بن خدة وتادمايت. وعلم أن رجال الدرك تعرضوا إلى إصابات خطيرة من جراء رشقهم بقذائف كوكتيل المولوتوف. واضافت المصادر انه في منطقة ذراع الميزان بين ولايتي تيزي وزو والبويرة جرح اكثر من250 متظاهرا. كما اصيب نحو20 دركيا بجروح خطيرة في مدينة أزفون. وأعلن بيان لقيادة الدرك، مساء الخميس، ان 966 دركياً جرحوا، بينهم 273 في حال خطرة، وأن 22 اصيبوا بحروق من الدرجة الثالثة منذ بداية الأحداث في منطقة القبائل. وذكر البيان "ان 19 عضواً من عائلات الدركيين اصيبوا بجروح خلال هذه الأحداث، بينهم 3 أطفال وخمسة مراهقين. وتم كذلك تخريب 258 سيارة للدرك الوطني والهجوم على 35 فرقة للدرك الوطني هدمت 3 منها بنسبة 80 في المئة وفرقتين أخريين بنسبة 50 في المئة. كما تم تخريب فرقتين للدرك الوطني كانا في طور البناء". ولوحظ أن المواجهات لم تخف حدتها على رغم النداء الذي وجهه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى الحوار خلال جولته الثانية على الصحراء الكبرى والتي أنهاها أمس. وكان بوتفليقة حضّ، في خطاب ألقاه مساء الخميس، على "حوار هادئ ومسؤول من أجل حل المشاكل الراهنة". لكنه أضاف انه يرهن أي محادثات مع ممثلي منطقة القبائل "بضرورة سقوط الأقنعة حتى تتم معرفة من يتحاور مع من"، مشيراً الى أن "الحوار لا بد أن يكون من منطلق وحدة الشعب وحب الوطن وعلى أساس الثوابت الوطنية"، معتبراً "ان المشكلات كلها يمكن أن تحل على أساس عودة الأمن والأمان وسقوط الأقنعة وليس في ظل الحرائق والضغوطات". وأضاف ان "الحوار يجب ربطه من منطلق الانتماء الى المجموعة الوطنية، بحيث يتم الاتفاق على الأمور الثابتة ويتم الحديث عن المسائل الممكن تغييرها". وشدد على أن اللغة الأمازيغية "تجري في عروق كل الجزائريين الذين هم عرب وأمازيغ. ويبقى الاسلام جامع لشمل الجزائريين". وحذر من أن "الجزائر التي عانت من ويلات الارهاب ليست على استعداد لارهاب من نوع آخر. فعدد المنكوبين من ظاهرة الارهاب بلغ مليون شخص، فازداد عدد اليتامى والأرامل وازداد الخراب والدمار". ودعا الرئيس الجزائري من أسماهم ب"المتواطئين مع القوى الأجنبية ضد الجزائر الى العودة الى المنابع الوطنية والكف عن هدم البلاد لأن عدو الأمس لن يصبح صديقاً قط". في موازة ذلك، أصدر تجمع أحزاب "القطب الديموقراطي"، أمس، بياناً اعتبر فيه ان "الأمة في خطر" وأن "الأحداث الأليمة التي عاشتها منطقة القبائل وبقية مناطق الوطن كشفت بكل وضوح هشاشة الدولة ورفضها من قبل المواطن". وأعلن البيان الذي وقعه كل من "الحزب البربري" التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية المنسحب من الحكومة و"التحالف الوطني الجمهوري" عضو في الائتلاف الحكومي و"الحركة من أجل الحريات والديموقراطية" و"الحركة من أجل الديموقراطية الاجتماعية" اضافة الى "الجبهة الديموقراطية" و"اللجنة التنسيقية من أجل الدفاع عن الجمهورية"، والعزم على بلورة مبادرة سلمية جديدة. وسنجمع قوانا من أجل الحصول على موقف موحد قادر على ايجاد الحلول العاجلة التي تدعو اليها الأوضاع في وطننا. لهذا الشأن نرسي هيئة تشاور دائمة ندعو كل القوى الغيورة على الوطن والمؤمنة بالديموقراطية ان تلتحق بهذا المسعى الى انقاذ الوطن".