بوخارست، فيلنيوس - أ ف ب - وصل الرئيس جورج بوش أمس إلى بوخارست المحطة الاخيرة من جولة زار خلالها روسيا وليتوانيا، وتلي قمة حلف شمال الاطلسي الذي دعا رسميًا رومانيا وستة دول شيوعية سابقة إلى الانضمام إليه. وخاطب بوش مساء أمس اكثر من مئة الف شخص تجمعوا تحت المطر في ساحة الثورة في بوخارست التي شهدت التمرد ضد الشيوعية في كانون الاول أكتوبر 1989، ووجه تحذيرا جديدا للعراق ورئيسه صدام حسين. وأشاد الرئيس بوش في فيلنيوس خلال أول زيارة لرئيس أميركي إلى إحدى دول البلطيق، بليتوانيا لوقوفها في وجه الطغيان وقال للدول المدعوة إلى الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي في شرق أوروبا أن مساعيها من أجل الحرية كانت مثالاً للدول الاخرى في حلف الاطلسي. وقال بوش في مراسم حفل أقيم لمنحه وسامًا نظير خدماته لهذه الدولة المطلة على بحر البلطيق أن "شجاعة ليتوانيا تلقى مكافأة من خلال عضوية أعظم حلف شكل حتى الآن". وأضاف: "تمثل ليتوانيا شجاعة شعب وقف في وجه الطغيان وطالب بالحرية". وأعرب عن ثقته في أن الارهابيين سيهزمون كما هزم النازيون والشيوعيون. وقال بوش أمام آلاف الاشخاص في ساحة بلدية فيلنيوس في ليتوانيا "إن الارهابيين يسعون إلى القضاء على الارواح على غرار النازيين والشيوعيين من قبلهم"، مضيفًا: "وكالنازيين والشيوعيين سيتعين عليهم مواجهة الامم الحرة وسيهزمون". واعتبر أن حلف شمال الاطلسي سيواجه من الآن فصاعدًا "أخطارًا جديدة ومروعة" في مكافحته الارهاب مشيدًا بانضمام ليتوانيا ولاتفيا وآستونيا، السوفياتية سابقًا، قريبًا إلى الاطلسي. وتابع بوش: "إنه ليوم عظيم في تاريخ ليتوانيا وبلدان البلطيق وفي تاريخ الحلف الاطلسي وتاريخ الحرية". مضيفًا: "كنا نعلم أن هذه القارة لن تبقى مقسومة، كما كنا نعلم أن الحدود الاعتباطية التي رسمها الديكتاتوريون ستزال وقد أزيلت. لا ميونيخ ولا يالطا بعد اليوم". وأضاف: "إن شعوب ليتوانيا ولاتفيا وآستونيا الشجاعة لن تبقى أبدًا وحدها بعد اليوم في وجه أي عدوان" فيما رد عليه الجمهور الكثيف وهو يلوح بالعلمين الاميركي والليتواني على رغم البرد القارس "شكرًا، شكرًا". ويعتبر هذا الخطاب أهم نقطة في الزيارة القصيرة والرمزية التي أجراها إلى فيلنيوس مباشرة بعد قمة براغ. وأجرى بوش أيضًا محادثات مفصولة مع رئيس الوزراء الليتواني ألغيرداس برازوسكاس ورئيس البرلمان أرتوراس بولوسكاس تلتها محادثات على انفراد مع الرئيس الليتواني فالداس أدامكوس. وعقدت إثر هذا اللقاء قمة موسعة استغرقت نصف ساعة شارك فيها إلى جانب أدامكوس الرئيسان اللاتفي فايرا فيك-فريبيرغا والاستوني آرنولد روتل.