جددت الولاياتالمتحدة تحذيراتها من احتمال تعرض مواطنيها ومصالحها في الخارج الى اعتداءات ارهابية بعد التسجيل الاخير لزعيم "القاعدة" اسامة بن لادن، كما اصدرت الخارجية الاميركية تحذيراً دعت فيه المواطنين الى تجنب السفر الى دول جنوب شرقي آسيا وخصوصاً ماليزيا. واثار التحذير حفيظة السلطات الماليزية التي اعتبرت ان الحكومات الغربية تبالغ في التحذير من السفر اليها منذ تفجيرات بالي. جاء ذلك في الوقت الذي اعلنت فيه اندونيسيا انها اعتقلت الرأس المدبر لهجمات بالي ويدعى امام سامودرا. وفي الوقت نفسه، اعلن مسؤول في مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا ان "ارهابيين إسلاميين يحضرون لاعتداءات" في الاراضي الالمانية. واشنطن، كوالالمبور، لاس فيغاس، جاكرتا -أ ف ب، رويترز - ذكرت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس، أن الاميركيين ومصالح الولاياتالمتحدة في العالم ما زالوا معرضين لاعتداءات. وأوضحت الخارجية الاميركية في بيان "في ضوء التسجيل الصوتي لأسامة بن لادن" الذي وزع في 12 الشهر الجاري، "تذكر وزارة الخارجية، الاميركيين بأن مواطني الولاياتالمتحدة ومصالحها ما زالوا معرضين لخطر متزايد للهجومات الارهابية عبر مجموعات تقيم علاقات مع زعيم تنظيم القاعدة الارهابي". وذكرت الخارجية الاميركية ان المصالح الاميركية يمكن ان تكون مهددة بسبب تنفيذ حكم الاعدام الاسبوع الماضي، بالباكستاني مير ايمل قانسي لاقدامه على قتل اثنين من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي عام 1993. كذلك، حذر علماء مشاركون في مؤتمر عن الحرب البيولوجية من ان الولاياتالمتحدة لا تملك نظام حماية فعالاً ضد اي هجوم بيولوجي على قطاعها الزراعي، ما قد تنتج منه عواقب اقتصادية مدمرة. وكشف توم مكغين المسؤول البارز في قطاع الطب البيطري في ولاية نورث كارولاينا نتائج دراسة كومبيوتر لرصد الآثار المحتملة لنشر مرض الحمى القلاعية بصورة متعمدة ومتزامنة في خمسة مواقع مختلفة من البلاد. وكشفت الدراسة التي اعدت بناء على طلب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انه في غضون اسبوعين سينتشر المرض في 44 ولاية وسيؤدي الى نفوق .548 مليون حيوان. وقال مكغين امام مؤتمر حرب الارهاب البيولوجية الذي يعقد تحت رعاية كلية الصحة العامة في هارفارد: "الارهابيون لديهم العناصر الحية. ولديهم النية والقدرة. ونحن بحاجة الى تطوير قدرات افضل للمراقبة والرصد والمواجهة. لسنا مستعدين بصورة جيدة الآن، واي هجوم سيشكل كارثة". ماليزيا وفي المقابل، هونت كوالالمبور امس من تحذير وزارة الخارجية الاميركية من احتمال تعرض ماليزيا لهجوم على غرار تفجيرات بالي، قائلة ان قوات الامن على اهبة الاستعداد منذ الهجوم على الجزيرة الاندونيسية الشهر الماضي. وقال حاكم ولاية صباح الماليزية تشونج كاه كيات في بيان: "اتفهم تماماً مخاوف الاميركيين التي تدفعهم الى توجيه اصابع الاتهام للجميع وفي كل اتجاه يشتبه بأن فيه مثل هذه الانشطة الارهابية". وقال مصدر امني ماليزي بارز ان الدوريات كثفت حول كل السفارات وخاصة الاميركية والبريطانية والاسترالية. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: "تشديد المراقبة يشمل كذلك كل المجالات الاخرى التي يتركز فيها الاجانب، ومنها الملاهي الليلية واماكن العبادة". اندونيسيا وأعلن رئيس الشرطة الاندونيسية ضي بختيار توقيف العقل المدبر لاعتداء بالي، إمام سامودرا، مساء امس. وقال بختيار انه "تم توقيف ثلاثة اشخاص، بينهم امام سامودرا". وكانت الشرطة الاندونيسية اعلنت في 17 الشهر الجاري، انها توصلت الى ان شخصاً يدعى امام سامودرا هو المسؤول الرئيس عن الاعتداء. وقدم سامودرا بصفته عضواً بارزاً في منظمة "الجماعة الاسلامية" المنتشرة في آسيا والتي اتهمت بإقامة صلات مع تنظيم "القاعدة". المانيا وحذّرت خبيرة في مكافحة الارهاب تعمل في المكتب الفيديرالي لمكافحة الجريمة، من ان "ارهابيين إسلاميين يعيشون في ألمانيا ويحضرون لاعتداءات". وتحدثت الخبيرة 32 عاماً التي لم يذكر اسمها كشاهدة جديدة امس، في الدعوى المرفوعة ضد الاسلامي المغربي منير المتصدق امام محكمة هامبورغ، عن "وجود مجموعة من المقاتلين الاسلاميين الذين يستخدمون ألمانيا كمسرح للتحضير لاعتداءاتهم اللاحقة". وقالت ان "تنظيم القاعدة لا يزال ينشط" على رغم مرور سنة على مكافحة الارهاب في أفغانستان، ولا تزال توجد نشاطات صادرة بوجه خاص عن اسامة بن لادن" كما ذكرت. وكانت هيئة المحكمة حولت أول من أمس المحاكمة من جلسة علنية الى جلسة سرية بعدما طلب ذلك شاهد لبناني 22 عاماً اثر الادلاء بجزء من اقواله حيث اتهم المحققين الألمان بالتهديد بتعذيبه اذا لم يصرح بما يريدون سماعه. لكن رئيس المحكمة البريشت مينتس رفض تصديق كلامه، مشيراً الى انه لا يجرؤ على ما يبدو على الادلاء بما سبق وصرح به.