سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئىس المجلس النيابي اللبناني يلتقي الرئىس الفرنسي وكبار المسؤولين في باريس . شيراك ينصح بالتهدئة وتأجيل ملف الوزاني وبري يرحب بأي وساطة في إطار الأمم المتحدة
أعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري "قبول لبنان الوساطة في موضوع جر مياه من نبع الوزاني من أي كان، ولا نقول لا لأي وساطة حتى وان كانت اميركية او غير أميركية شرط ان تأتي في اطار الأممالمتحدة"، مجدداً دعوته الأممالمتحدة الى "رسم خط أزرق مائي". وقال بري الذي يزور فرنسا، في حديث اذاعي "طالما فتحت اسرائيل هذا الموضوع، فنحن نريد حقنا كاملاً"، مؤكداً ان "لبنان لن يفرط بذرة من ترابه ولا بنقطة من مائه، وعلى الجميع ان يعلموا ان هذه المياه تنبع من عندنا ونبعها بيدنا، وسأفتتح في السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر هذا المشروع، والذي لا يريد ذلك عليه ان يتذكر ان نبع هذه المياه في أرضنا". وعن موقف الرئىس الفرنسي جاك شيراك في هذه القضية، قال: "هو يعلم ان هذا حق من حقوق لبنان، وكذلك الأميركيون لا يستطيعون ان يقولوا عكس ذلك، وموقف شيراك عُبر عنه في شكل أو بآخر بأن القانون الدولي والمؤسسات الدولية هي التي تحكم الأمر". وسئل بري عن الوجود السوري في لبنان فأجاب "هو حاجة لبنانية ولمصلحة لبنان ولمصلحة استراتيجيته، ويجب ان يُسأل عن الاحتلال الاسرائيلي. لا يُسأل الانسان عن ضيف كم سيمكث عندما يكون هناك لص في المنزل". وعن الحريات في لبنان، قال: "اذا كان الاستبداد في الحكم شر مطلق، فالحرية الاعلامية من دون قانون شر مطلق. على الحاكم ان يكون تحت القانون وعلى الاعلام ان يكون أيضاً تحت القانون وعندئذ لا توجد في أي بلد في العالم حرية كالحريات الموجودة في لبنان، وهذا لا يعني انه لا تحصل تجاوزات ولذلك تعود الأمور الى القضاء". وكان بري واصل زيارته لفرنسا والتقى رئيس مجلس الشيوخ كريستيان برنسوليه، ووقع معه اتفاقاً بين المجلسين لتعزيز العلاقات الثنائية ونوع العمل البرلماني. وكان رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية جان - لوي دوبري اقام امس غداء عمل على شرف بري. ورشق معارضون أمام السفارة اللبنانية إحدى سيارات موكبه بالبيض. وكان بري التقى أول من امس الرئيس شيراك. وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية ان المحادثات تركزت على إعداد لبنان نفسه لمؤتمر "باريس -2" وقضية مياه نهر الوزاني التي يعتبر شيراك ان حلها بالقانون الدولي. وقالت المصادر ان شيراك أبلغ بري انه ينبغي على لبنان ان يكون حازماً في موازنة 2003، لأن المؤسسات المالية الدولية تريد رؤية المزيد من الجهد على صعيد ضبط عجز الموازنة إعداداً ل"باريس -2" الذي يبذل شيراك جهوداً كبرى لعقده وإنجاحه. وذكرت ان شيراك لمس تجاوباً كبيراً على هذا الصعيد لدى بري الذي ابدى تفهماً تاماً لحاجة لبنان الى انتهاج مثل هذا المسلك الاقتصادي. ونصح شيراك بري بأن يكون هناك توافق سياسي بين الرؤساء في اطار الاعداد ل"باريس - 2"، ويتعين على الطبقة السياسية ان تدعم جهود الحكومة اللبنانية الاصلاحية. وخلافاً لما نشر قالت المصادر ان شيراك لن يعلن موعد مؤتمر "باريس -2" خلال وجوده في بيروت لمناسبة القمة الفرنكوفونية، لأن الإعداد لهذا المؤتمر لم يكتمل بعد. وأضافت ان بعثة صندوق النقد الدولي وصلت امس الى بيروت حيث ستبقى لمدة اسبوع، ما يعني انها ستوجد في العاصمة اللبنانية عندما سيزورها شيراك. وتابعت المصادر ان المنسق الفرنسي ل"باريس -2" ميشال كاندسو المكلف التحضير للمؤتمر لم يقم بعد بالاتصالات التي ينوي القيام بها في لبنان وبعض الدول الغربية مثل الولاياتالمتحدة لأنه ينتظر انتهاء بعثة صندوق النقد من مهمتها ليتوجه الى بيروت. ونقل عن شيراك قوله لبري ان الظروف الدولية تتطلب تهدئة الوضع في الجنوب، خصوصاً أن لبنان والدول المجاورة بحاجة الى تحسين وضعها الاقتصادي وأن التهدئة مع إسرائيل لمصلحة لبنان، والظروف غير مواتية لفتح جبهات. وذكرت مصادر مطلعة ان شيراك قال لبري ان من الأفضل ان يؤجل فتح ملف الوزاني الآن، ورد بري انه لو لم يفتحه الآن لفتحه غيره من الأحزاب مثل "حزب الله"، واصفة اللقاء بين شيراك وبري بأنه جيد.