أبلغ رئيس الجمهورية اميل لحود الموفد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغل انخل موراتينوس "أن لبنان يتطلع الى دور اوروبي اكثر فاعلية وحضوراً في عملية السلام في المنطقة، انطلاقاً من حرصه على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، ونظراً الى الموقف الأوروبي الحيادي في التعاطي مع هذا الملف". وأكد لحود، خلال لقائه موراتينوس الذي وصل ليل أول من أمس الى بيروت، ان "لبنان يرفض رفضاً قاطعاً التهديدات التي أطلقها عدد من الوزراء الإسرائيليين"، معتبراً أنها "تعكس نيات مبيتة ضد لبنان، لأنها ارتكزت على ادعاءات عن تحويل مجرى نهر الحاصباني، أكدت قيادة القوات الدولية عدم صحتها ونفتها في شدة واستغراب مذكرة بأن ما يحصل لا يعدو كونه جر مياه من نبع الوزاني الى قرية فقيرة في حاجة إليها. وهذا حق تمارسه الدولة اللبنانية لتوفير مياه الشفة لأبنائها، وهذا جزء من ممارستها سيادتها على أرضها". وعرض موراتينوس لرئيس الجمهورية ما يقوم به الاتحاد الأوروبي من اتصالات في المنطقة وأبدى اهتماماً بموقف لبنان الرافض توطين الفلسطينيين في أراضيه، والذي يلقى دعماً أوروبياً أكده تقرير أعدّ عن هذه المسألة يشير الى استحالة تحمل لبنان توطين أي فلسطيني". وأبلغ موراتينوس لحود أن زياراته المنطقة "ستتكثف خلال الأسابيع المقبلة لمتابعة التطورات فيها ميدانياً". وأكد له استمرار المساعدات الأوروبية غير المشروطة للبنان. وأعلن ان جولته "استطلاعية لمعرفة اجواء الحكومة الإسرائيلية الجديدة ومصير عملية السلام والدور الذي يمكن الاتحاد الأوروبي أن يؤديه في هذا الشأن". وقال رداً على التهديدات الإسرائيلية: "نحن ضد التهديدات ونحبذ الحوار وضبط النفس على كل الصعد، كلامياً وعسكرياً، ونؤمن بالسلام والحوار والتفاوض"، مشيراً الى أنه اطلع من لحود على ارتياح لبنان الى موقف الأممالمتحدة من مسألة المياه. وأمل بإنجاز اتفاق الشراكة مع أوروبا في حزيران يونيو المقبل. وقال موراتينوس بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان الأخير أثار معه قضية الوزاني، وشرح له الأشغال التي تحصل هناك بدعم كامل من الأممالمتحدة، مستغرباً رد الفعل الإسرائيلي. وأمل موراتينوس بعدم حصول حوادث سلبية. وأبدى اعتقاده ان "الأممالمتحدة والسلطة اللبنانية تعملان بطريقة جيدة لتنمية الجنوب وإيصال المياه الى المناطق التي تحتاج إليها". وقال "انا متفهم جداً الموقف اللبناني وسأبذل ما في وسعي لتفادي أي نوع من المواجهة، علماً أنني عندما التقيت رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز لم تطرح معي هذه القضية". وعرض بعد ذلك التطورات مع رئيس الحكومة رفيق الحريري. وكان استهل لقاءاته صباحاً مع وزير الثقافة غسان سلامة. ودعا الى "إيجاد صيغة للتعامل مع الوضع الجديد في إسرائيل والعمل على مواصلة جهود السلام في المنطقة"، مشيراً الى "الوضع الصعب والمتوتر في جنوبلبنان والأراضي الفلسطينية". وفي حديث الى تلفزيون "المستقبل"، علق موراتينوس على التهديدات الإسرائيلية بالقول: إن "الاتحاد الأوروبي يعارض اي تهديد ولا يمكننا العيش تحت التهديد في هذا العالم. نحن في مرحلة سياسية جديدة وعلينا ان نعمل لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة كلها والتوصل الى نتيجة نهائية في المفاوضات في أسرع وقت ممكن". وعن زيارته إسرائيل مع وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي، قال: "ذكرنا لشارون وبيريز ان مصلحة إسرائيل إرساء الاستقرار والتطبيع مع الموقف في لبنان وسورية، وطلب مني شارون ان أنقل رسالة حسن نية الى الطرفين، وتوجهت الى دمشق والآن انا في لبنان للقول إنه يريد علاقات جيرة حسنة وعلينا ان نعمل على ذلك". سئل: هل طلب منك نقل تهديدات؟ أجاب: "لا، أبداً، ليست هذه الرسالة، لم يطلب مني ذلك، ولن أنقل اي شيء كهذا. على العكس قال لي شارون انه يريد علاقات جيدة مع كل الدول العربية وهذه ستكون رسالتي". وعن مفاوضات السلام، رأى "أن الوضع اقترب كثيراً من التسوية النهائية على كل المسارات، ولن يكون هناك سلام ولا استقرار إذا لم يكن هناك سلام عادل وشامل. وأعتقد أن كل الأطراف فهموا ذلك بمن فيهم إسرائيل". واعتبر أن الإجراءات الاقتصادية لحكومة الحريري "دفعت أوروبا ولبنان في الشهر الأخير، الى تغيير نظرتهما وتسريع مفاوضات الشراكة". وأمل ان يستكمل اجتماع باريس في القريب العاجل. وقال: "كنت في واشنطن والتقيت رئيس البنك الدولي جيمس وولفنسون وكان معجباً جداً بلقاء باريس وكذلك رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي". وأضاف: "لنقل ان هناك بعض التخطيط اللازم خلال الأسابيع المقبلة وهناك وفد يجب ان يأتي الى لبنان ليكون الجميع مستعدين ليتمكنوا في أسرع وقت من عقد اجتماع ثانٍ والطلب من المجتمع المانح ان يقدم دعماً أكثر فاعلية وأكبر حجماً للجهود الاقتصادية التي تقوم بها السلطات اللبنانية". الوزاني الى ذلك لا تزال قضية تهديدات اسرائيل للبنان في شأن مياه الوزاني تتفاعل. فدانها وزير الطاقة والمياه محمد بيضون، وأعلن انه سيطلب من مجلس الوزراء رفع الموضوع الى الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وقال الناطق الرسمي باسم القوات الدولية تيمور غوكسيل لوكالة "رويترز" ان اسرائيل "تضخم مشكلة المياه في لبنان وتغالي في رد فعلها حين تتهمه ببناء محطة لضخ المياه". وسأل "كيف تزعم ان خط انابيب قطره اربع بوصات يغير مسار النهر؟ لقد تحول خط المياه ازمة في الشرق الاوسط يتحدث عنها الجميع". الكتيبة الارلندية وأكد وزير الدفاع الارلندي مايكل سميث "ان الوضع السائد على الحدود الدولية اللبنانية الاسرائيلية جيد". وقال: "هذا ما لمسته خلال اجتماعي مع قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال سميث كوفي اوبينغ". وأضاف، خلال احتفال في تبنين لكتيبة بلاده العاملة ضمن قوات الطوارئ، وتقليد افرادها أوسمة، في حضور الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ستافان دي ميتسورا، ان حكومة بلاده اتخذت قراراً نهائياً بانهاء عمل الكتيبة الارلندية، على أن تكون الكتيبة التي ستليها الأخيرة، وتنتهي مدة عملها آخر العام الجاري".