واصلت اسرائيل التهديد باقتحام مدن ومناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية وتنفيذ سياسة اغتيال نشطاء فلسطينيين. وفيما بدا امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ينتظر تجدد اطلاق النار من مدينة بيت جالا على مستوطنة "غيلو" اليهودية التي اقيمت على اراضيها بعد حرب 1967 ليطلق الجيش لاقتحام منطقة مدينتي بيت جالا وبيت لحم، اغتالت "وحدة خاصة" من "المستعربين" امس عماد ابو سنينة 27 عاماً في مدينة الخليل. وقالت مصادر اسرائيلية ان أبو سنينة قتل في اطار سياسة تعقب الناشطين الفلسطينيين وقتلهم. وأضافت انه مطلوب في اسرائيل لتنظيمه هجمات بالرصاص على مناطق المستوطنين في الخليل. وفي موازة التحركات العسكرية الاسرائيلية، اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه سيجري اتصالات لدعوة وزراء الخارجية العرب الى اجتماع طارئ، بعدما اتفق على المبدأ خلال اجتماع رباعي عقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة مساء امس وضم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزيري الخارجية المصري احمد ماهر والاردني عبد الإله الخطيب وموسى. اما وزراء الإعلام العرب فأقرّوا خلال اجتماعهم الطارئ أمس في القاهرة الخطوط العريضة لخطة تحرك اعلامي عربي موحد توجّه اساساً الى الرأي العام الغربي وتهدف الى كشف حملة الاكاذيب الإسرائيلية. وأعلنت مفوضة الجامعة للإعلام الدكتورة حنان عشرواي ان تنفيذ الخطة سيتم من خلال لجنة متابعة وزارية وزراء إعلام اضافة الى الأمين العام موسى وعشراوي. ونوقشت في الاجتماع الرباعي التطورات الحالية في الاراضي المحتلة، فيما عرض ماهر نتائج التحركات والاتصالات المصرية مع الاطراف الدولية لوقف التدهور الحاصل. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن عرفات كرر طلب قمة عربية طارئة لمناقشة الوضع الخطير في الاراضي الفلسطينية المحتلة وصيغة التحرك العربي المقبل والإجراءات الواجب اتخاذها في الوقت الراهن، وقالت المصادر ان الاجتماع بحث في برنامج عربي منظم لاستثمار مؤتمر دوربان لمجابهة العنصرية في جنوب افريقيا في ادانة السياسة الإسرائيلية. واوضح موسى ان وزراء الخارجية سيتشاورون في كيفية التحرك لمواجهة العدوان الاسرائيلي واحتلال "بيت الشرق" وعدد من المؤسسات الفلسطينية، مؤكداً ان الموقف العربي داعم ومساند للموقف الفلسطيني. وقال الخطيب: "نحن جميعاً في معركة سياسية مهمة ومطلوب مساندة الفلسطينيين مادياً ومعنوياً وسياسياً واجبار اسرائيل على العودة الى مائدة المفاوضات". وبدأ الوفد السياسي المصري الذي يزور واشنطن برئاسة الدكتور اسامة الباز ،المستشار السياسي للرئيس المصري، لقاءات امس في البيت الابيض، ومن المقرر ان يلتقي اليوم الخميس مستشارة الامن القومي كونوليزا رايس وغدا الجمعة وزير الخارجية كولن باول، وذلك لمحاولة استجلاء السياسة الاميركية في المنطقة والتشاور في سبل وقف الصراع الدائر بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتنفيذ توصيات ميتشل. وصرح مصدر في وزارة الخارجية الاميركية امس بأن الولاياتالمتحدة لا تزال تعتقد أن وقف العنف هو الاساس لتطبيق توصيات لجنة ميتشل، وان اي محاولات لربط قضية "بيت الشرق" والقدس بمجموعة المراقبين "لا يخدم هذا الهدف". خطة "اورانيم"... وارجاء الاقتحام وتأتي الاستعدادات لاقتحام بيت جالا وبيت لحم بعد تكاثر الحديث اخيراً في أوساط السياسيين والعسكريين عن تبني الحكومة الاسرائيلية "خطة اورانيم" أو "العملية المتدحرجة"، والمقصود منها الانتقال من سياسة الرد على عمليات الفلسطينيين الى سياسة نشاط عسكري متواصل ضد الفلسطينيين. وكتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان امس ان "اجتياح جنين كان البداية، وكان ضربة صغيرة ستتواصل بمزيد من القضم للمناطق الخاضعة للسلطة مروراً ببيت لحم وبيت جالا والخليل ونابلس في كل مرة، ولوقت اطول ومع قوة أكبر وفي مواقع اكثر اهمية حتى يشعر عرفات بأن المبنى ينهار على رأسه فيخسر عالمه". ونقلت الاذاعة العبرية عن مصادر عسكرية اسرائيلية رفيعة المستوى قولها امس ان عملية اقتحام مدينتي بيت جالا وبيت لحم لم تلغَ وانما ارجئت. واكد شهود ان الدبابات التي كان الجيش الاسرائيلي حشدها اول من امس على مداخل بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور والخضر ظلت ترابط في مكانها امس. واكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وتصريحات وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر ان التعليمات للجيش تقضي باقتحام بيت لحم وبيت جالا في حال تجدد اطلاق النيران على مستوطنة "غيلو". وكانت قوات مشاة ومدرعات اسرائيلية استعدت بعد ظهر الثلثاء للدخول الى منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني اثر اطلاق نار على مستوطنة "غيلو". وتحركت دبابات الى مواقع قريبة من بيت لحم في منتصف الليل بعد 24 ساعة من دخول دبابات اسرائيلية بلدة جنين بشمال الضفة الغربية وتدميرها مبنى للشرطة الفلسطينية. وعوضاً عن شن عملية واسعة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الفلسطينية كليا، اكتفى الجيش الاسرائيلي بالدخول في وقت متقدم من ليل الثلثاء - الاربعاء الى قرى فلسطينية تخضع أمنياً للسيطرة الاسرائيلية وإداريا للسلطة الفلسطينية هي العساكرة وحرملة وبيت تعمر والعروج. وانسحبت قوات الاحتلال من تلك القرى بعد بضع ساعات.