سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومة باراك تتبع سياسة "العصا والجزرة" مع عرفات بعد ظهور بوادر حرب استنزاف . مقتل 3 اسرائيليين في مكمنين قرب رام الله بعد اعلان استشهاد 3 فلسطينيين في غزة
تحقق قول "الحرب سجال" في الاراضي الفلسطينية خلال الاسابيع الاخيرة لانتفاضة الاقصى، وتحديدا يوم امس، فبعد اعلان استشهاد محمد ناصر الطويل 18 عاما ويحيى ابو شمالة 17 عاما في خانيونس، ووفاة احمد حسن دحلان 19 عاما متأثرا بجروحه واصابة رابع بجروح خطيرة، نصب الفلسطينيون مكمنين لمستوطنين على الشارع الالتفافي المخصص لتنقلهم في منطقة تدعى وادي الحرامية قرب بلدة سلواد على طريق رام الله - نابلس وقتلوا ثلاثة اسرائيليين وجرحوا ثمانية آخرين. اشارت المعلومات الاولية الى ان المقاتلين الفلسطينيين كمنوا لسيارة كانت في طريقها من مستوطنة عوفرة شمال غرب رام الله الى مستوطنة بيت ايل شمال رام الله، مما ادى الى مقتل مستوطِنة تعمل مُدرسة في مستوطنة نيفي تسوف. وقال مصدر عسكري ان اسرائيليين آخرين قتلا واصيب ثمانية اخرون في هجوم مسلح على باص كان يقلهم قرب موقع الحادث الاول. رسائل مزدوجة في غضون ذلك، شرعت اسرائيل بعد فشل سياسة التهديد والوعيد ضد الفلسطينيين طوال سبعة أسابيع، ببث رسائل مزدوجة من خلال تصريحات مسؤوليها السياسيين والعسكريين وفق نهج "سياسة العصى والجزرة"، وذلك بعد ان باتت واضحة بوادر حرب استنزاف طويلة قد تكلف الجيش ثمنا غاليا. وتزامن ذلك مع تحذير وجهه الفلسطينيون الى قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين من "يوم السيادة الشعبية" على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 غدا الذي يصادف الذكرى الثانية عشر لاعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر. ولم يعد اركان الدولة العبرية يفكرون سوى بوقف الانتفاضة التي تشير المعطيات على الارض الى انها في طور التحول الى "حرب استنزاف" لقوات الاحتلال الاسرائيلي. وخفف داني ياتوم رئيس الهيئة الامنية والسياسية في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك للمرة الاولى من حدة تصريحاته ضد الرئيس ياسر عرفات، وقال: "اعلم ان عرفات مهتم بمواصلة عملية السلام ويفضل طريق السلام"، مضيفا انه لا يعلم ان كان عرفات مستعدا لحضور لقاء ثلاثي يجمعه والرئىس بيل كلينتون وباراك. وفيما درج المسؤولون الاسرائيليون، ومن بينهم ياتوم، على اشتراط "وقف كامل" لما يسمونه ب"العنف الفلسطيني" بل شككوا بعرفات "كشريك" في العملية السلمية، قال ياتوم: "لا يرى باراك املا في استئناف المفاوضات في ظل هذا المعدل من العنف"، في اشارة الى تزايد عمليات اطلاق النار من المقاتلين الفلسطينيين باتجاه الجنود الاسرائيليين الذين يحاصرون المدن الفلسطينية ويقتلون المتظاهرين الفلسطينيين، وباتجاه المستوطنات حيث تتموضع الدبابات والمروحيات القتالية التي تقصف المدن. واسهبت الاذاعة الاسرائيلية في تحليلاتها في شأن احتمال عقد اجتماع ثلاثي بين الفرقاء على هامش جنازة ليا رابين الاربعاء. وطالب وزير الاتصالات الاسرائيلي الجنرال بنيامين بن اليعاز المعروف بمواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين ب"تغيير اساسي في تصرفات السلطة الفلسطينية ورئيسها". وصرح للاذاعة الاسرائيلية ب"ان عرفات يكرر كل يوم بانه اوقف استراتيجية الكفاح المسلح. ونحن نؤمن بضرورة التفاوض، لكن اذا لم ينجح الامر لا انصح احدا باختبارنا". وزاد: "لن نقبل بان ينام اطفال غيلو وهي مستوطنة مقامة على اراضي بيت جالا مع اهاليهم على الارض اتقاء للرصاص بينما يسود الهدوء على الجانب الاخر من الطريق في بيت جالا"، وذلك في اشارة الى اطلاق الفلسطينيين النار باتجاه المستوطنة المذكورة في وضح النهار اول من امس للمرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة، وهو الامر الذي اعتبرته مصادر عسكرية اسرائىلية "خطيرا جدا". وقتل وفقا للمصادر الاسرائيلية 23 اسرائيليا منذ اندلاع الانتفاضة، عشرة منهم من الجنود والباقون مدنيين. ودعا بن اليعازر الذي يشغل منصب رئيس الحكومة بالوكالة في غياب باراك الى "اعطاء الاذن لعرفات بالمجيء الى اسرائيل" اذا اراد تقديم التعازي بوفاة ليا رابين. من جانبه، هدد أحد جنرالات الجيش الاسرائىلي المسؤول عن منطقة رام الله غال هيرش ب"تصفية الارهاب ومواجهة حرب العصابات التي يخوضها الفلسطينيون". وقال للاذاعة الاسرائيلية: "لاحظنا على الارض خلال الفترة الاخيرة ان الفلسطينيين عبر حرب العصابات التي يعتمدونها، باتوا يشددون اكثر فاكثر على الوسائل الارهابية بسبب الحزم الذي نبديه تجاههم ونتيجة الخسائر الكبيرة التي يمنون بها". أما دان ميريدور رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن التابعة للكنيست و"تلميذ" رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن، فقال ان على عرفات "ان يدفع ثمن الحرب" التي اثارها حسب قوله في الاراضي الفلسطينية. وقال: "آسف لسقوط قتلى، خصوصا الاطفال، لكن هنالك ثمن للحرب، اقتصاديا مثلا". ايام غضب جديدة ويستعد الفلسطينيون ل"ايام غضب" جديدة في ذكرى "اعلان الاستقلال" الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني العام 1988 خلال دورته التي عقدت في الجزائر بعد سنة واحدة من اندلاع الانتفاضة الاولى. وقالت مصادر في حركة "فتح" ل"الحياة" أن يوم اعلان الاستقلال الذي يصادف غدا سيكون "يوم السيادة الشعبية" على الاراضي الفلسطينية. واوضحت ان الجماهير الفلسطينية ستحاول منع المستوطنين وقوات الاحتلال الاسرائيلي من المرور عبر الشوارع والقرى الفلسطينية. كازينو اريحا الى ذلك، تعرض كازينو الواحة في اريحا للقصف ليل الاحد - الاثنين من جهة مستوطنة بيريد اريحا، وظهرت عشرات الثقوب من قذائف الدبابات والبنادق الالية على الواجهة المصممة بالزجاج والخرسانة. واوضح الكسندر كيس مدير الامن في الكازينو: "تعرضنا لنيران مكثفة من بيريد اريحا ومنطقة موقع المراقبة الفلسطيني - الاسرائيلي السابق، وحدث ذلك نحو مرتين في السابق لكن قصف الليلة الماضية كان اشد بكثير". وقال الجيش في بيان انه اطلق قذائف الدبابات ونيران الاسلحة الخفيفة على الكازينو لانه كان مصدرا لاطلاق النار على المستوطنة وعلى نقطة تفتيش. عسكرية في جنوب اريحا.