انحسرت الآمال امس في امكان استمرار وقف النار الذي تم التوصل اليه بجهود اميركية بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتحل محلها احتمالات تصاعد الصراع ليس فقط بين الجانبين وانما على الصعيد الاقليمي ايضاً. وسادت اجواء من التشاؤم في المنطقة وخارجها بعد اغتيال اسرائيل ثلاثة فلسطينيين اعضاء في "حركة الجهاد الاسلامي" ليل الاحد - الاثنين قرب مدينة جنين وحدوث انفجار في بلدة قرب تل ابيب اعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عنه ومقتل مدني اسرائيلي قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية. راجع ص 3 و 4. وشهدت الاسكندرية مساء أمس محادثات مصرية - سعودية بين الرئيس حسني مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، تناولت التطورات الجارية في المنطقة. واعدّ للامير عبد الله استقبال شعبي حاشد لدى وصوله. وجرت لاحقاً مباحثات مصرية - فلسطينية بين مبارك والرئيس ياسر عرفات، اعقبتها مباحثات سعودية - فلسطينية بين الامير عبد الله وعرفات، تناولت سبل دعم الشعب الفلسطيني. واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان امس ان راداراً اسرائيلياً رصد صباح الاحد اطلاق صاروخ ارض ارض من نوع "سكود" من مدينة حلب في شمال سورية سقط في منطقة صحراوية جنوب الاراضي السورية. وقال ناطق باسم الجيش ا ف ب ان اطلاق الصاروخ كان بهدف "تجريبي". واطلق الصاروخ يوم الغارة التي شنتها مقاتلات اسرائيلية على موقع رادار سوري في سهل البقاع شرق لبنان، وقالت اوساط مطلعة في دمشق ان "سورية لا تكشف اوراقها دائماً، وفي حال صح هذا الخبر اطلاق الصاروخ فإنه رسالة الى الاسرائيليين بأن سورية قوية وتعرف متى تستخدم قوتها". يذكر ان سورية كانت اجرت تجربة على صاروخ "سكود" طويل المدى قبل القمة العربية في القاهرة نهاية العام الماضي. شارون يفكر في "هجوم شامل" واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس في تصريح نقلته الاذاعة الرسمية الاسرائيلية ان الحكومة الامنية المصغرة فكرت اخيراً في شن "هجوم شامل" على السلطة الفلسطينية، غير ان هذا الخيار خضع لتصويت اعضاء الحكومة الامنية الذين قال شارون انهم صوتوا بغالبيتهم على "الدفاع الذاتي النشيط". وادلى شارون الذي بدأ قاض بلجيكي امس التحقيق في مسؤوليته عن جرائم بحق الانسانية تشمل مذبحة صبرا وشاتيلا في العام 1982 في بيروت بهذه التصريحات خلال اجتماع لنواب حزب ليكود الذي ينتمي اليه في الكنيست البرلمان. وهو تباهى امام النواب بأن اسرائيل "مستعدة للذهاب في طريق اخرى لم يحن وقتها بعد"، من دون ايضاح طبيعة التهديد، و"من يظن ان ضبط النفس يعني اننا نجلس مكتفي الايدي يخطىء، وقد اثبتنا ذلك امس بتصفية الناشطين الفلسطينيين الثلاثة لاحباط امكان قيامهم بعمليات عدائية ضدنا رغم انه كان بوسعنا اعتقالهم". واشارت تعليقات محللين اسرائيليين بارزين في الايام القليلة الماضية الى نية شارون التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين بعدما اعد قادة الجيش خطة تفصيلية لتنفيذه، خصوصاً بعدما منحته ادارة الرئيس جورج بوش دور الحكم في تقويم وقف النار وصلاحية مطلقة لتحديد بدء عد ايام "التبريد" السبعة. وكان معلقون اسرائيليون اشاروا الى ان شارون سعى خلال زيارته واشنطن الاسبوع الماضي الى تلقي ضوء اخضر من المسؤولين الاميركيين لتوجيه ضربة عسكرية تقوض اركان السلطة الفلسطينية ولم يستبعدوا ان تكون نقطة الخلاف بين الجانبين الاميركي والاسرائيلي مقتصرة على التوقيت فقط. في غضون ذلك قطع رئيس اركان الجيش الجنرال شاؤل موفاز زيارته لواشنطن وعاد امس الى اسرائيل، بعدما اجرى محادثات مع كبار المسؤولين الاميركيين ركزت على الوضع الامني واحتمالات التصعيد العسكري، وشملت مستشارة الامن القومي الاميركي كونوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول. وذكرت مصادر اسرائيلية ان موفاز ابلغ الاميركيين انه لا يرى في السلطة الفلسطينية "اكثر من كيان ارهابي". ودانت فرنسا امس التصفية الاسرائيلية "المتعمدة" لثلاثة ناشطين فلسطينيين، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان فرنسا والاتحاد الاوروبي دانا دائماً لجوء اسرائيل الى "الاعدامات التعسفية من دون محاكمة" للفلسطينيين في اطار "عمليات متعمدة ومحددة خارج اي اطار قضائي". واضاف ان "هذه العمليات لا يمكن تبريرها وليس من شأنها سوى زيادة تعقيد الجهود الحالية الرامية الى التهدئة والحوار".