ترأس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء أمس في مقره المدمر في رام الله اجتماعا مشتركا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولجنة المفاوضات العليا لبحث التصعيد الاسرائيلي وتقييم نتائج اللقاءات الفلسطينية الاسرائيلية. وقال المستشار الرئاسي نبيل ابو ردينة لوكالة الأنباء الفرنسية ان محمود عباس رئيس الوزراء شارك في الاجتماع عقب عودته من جولته الخارجية الأولى. وأضاف: إن التصعيد الاسرائيلي المستمر، خصوصا مواصلة بناء الجدار الفاصل، وعدم الانسحاب من المدن والمناطق الفلسطينية وعدم اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين، تمثل كلها تحديا للمجتمع الدولي الذي ناشده المستشار أن يضغط على اسرائيل لتذعن للاتفاقيات. وجاء الاجتماع بعد فشل اجتماع وزير شؤون الامن الفلسطيني محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الذي استغرق أربع ساعات في فندق خارج القدس قبل فجر أمس الخميس، في مؤشر آخر على عرقلة اسرائيل لمحاولات تنفيذ خريطة الطريق. وفشل الطرفان في الاتفاق على شروط تسليم مدينتين بالضفة الغربية من الاحتلال الى السلطة الفلسطينية وفي المواضيع الرئيسية الاخرى ومنها الافراج عن السجناء والأسرى الفلسطينيين. وقال ناطق باسم دحلان ان الجانبين بحثا الانسحابات الاسرائيلية المقبلة من المدن الفلسطينية لكنهما لم يتمكنا من التوصل الى أي اتفاق لانه توجد فجوة كبيرة بين ما طالب به الفلسطينيون وما اقترحه الاسرائيليون. وقال مصدر قريب من الحكومة الاسرائيلية ان دحلان طلب من موفاز سحب القوات من رام الله، لكن وزير الدفاع عرض بدلا من ذلك تسليم مدينتي أريحا وقلقيلية، وأريحا لا تقع أصلا تحت الاحتلال الاسرائيلي المباشر حاليا. وفي ظل هذه الظروف، أعطى موفاز تعليمات الى جيش الاحتلال بالاستعداد لمواجهة موجة جديدة من عمليات المقاومة. وقال أمس الأول في القدس: هذا أمر حتمي. واصيب الفلسطينيون بالاحباط من اجتماع الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون، حيث لم ينتقد الأول الثاني بشأن الجدار الامني والتباطؤ المتعمد في تنفيذ خريطة الطريق والتلكؤ في اطلاق سراح السجناء والانسحابات من أراضي الحكم الذاتي، رغم أن وزير الخارجية الامريكي كولن باول اعتبر أن واشنطن ستواصل الضغط على اسرائيل بشأن الجدار الامني. واتهم صائب عريقات عضو لجنة المفاوضات، اسرائيل بالاصرار على تجزئة الانسحابات من المدن والمناطق الفلسطينية ومواصلة الاستخفاف بخريطة الطريق، موضحا ان مدينة اريحا التي اقترح الاسرائيليون الانسحاب منها ليس فيها قوات اسرائيلية اصلا. وقال: ان الجانب الفلسطيني يسعى الى وضع جدول زمني للانسحاب من المدن والمناطق لاستكمال الانسحاب الى حدود 28 ايلول/سبتمبر 2000 (اي قبل اندلاع الانتفاضة) تدريجيا ورفع الحصار والاغلاق. واوضح عريقات وهو عضو بالمجلس التشريعي عن مدينة اريحا: أنا من سكان اريحا ولا علم لدي انه توجد اي قوات احتلال في المدينة.