} تستأنف الأممالمتحدة في غضون أيام جهودها مع الأطراف المعنية بقضية الصحراء الغربية للبحث في صيغة حل لهذا النزاع. ويُعتقد بان الجهود الجديدة التي سيبذلها الوسيط الدولي جيمس بيكر ستتركّز على ما يُعرف بصيغة "الحل الثالث". يرصد مراقبون لتطورات قضية الصحراء الغربية المشاورات التي سيرعاها الوسيط الدولي جيمس بيكر قبل نهاية الشهر الجاري، سواء من خلال زيارة يقوم بها للمنطقة أو عبر دعوة الأطراف المعنية الى جولة جديدة من المفاوضات في إحدى العواصم الأوروبية. ومن المرجّح ان تبدأ هذه المشاورات في غضون أيام، خصوصاً ان الولاية الحالية لبعثة "المينورسو" تنتهي آخر الشهر الجاري، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان يرفع تقريراً الى مجلس الأمن عن التقدم في جهود التسوية منذ التجديد للبعثة الدولية في شباط فبراير الماضي. ويسود اعتقاد ان لا بديل عن تمديد ولاية البعثة الدولية في الصحراء، سواء حصل تقدّم أم لم يحصل في المشاورات المنتظرة، نظرا الى ان "المينورسو" ترعى وقف النار في الصحراء. وكان أنان تحدث في تقريره الأخير الى مجلس الأمن عن مؤشرات الى إمكان إنفلات الوضع الأمني في المنطقة. علماً ان "بوليساريو" كانت هددت أكثر من مرة بمعاودة عملياتها. ويرى مراقبون ان مشاورات بيكر ستركّز على تقريب وجهات النظر حيال ما يُعرف بصيغة "الحل الثالث" الذي ينص على منح الصحراويين صلاحيات واسعة في إدارة شؤونهم المحلية مع احتفاظ المغرب بالسيادة على الاقليم. وذهب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي الى اعلان إمكان إقامة حكومة وبرلمان مستقلين في الصحراء. لكن تصريحاته قوبلت بانتقاد في المغرب. وأعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أخيراً إنشاء صندوق للتنمية في المحافظات الصحراوية يُخصص لتأمين السكن للصحراويين العائدين، في حين أقامت الحكومة مساكن في الصحراء لهذه الغاية. وكان لافتاً ان المحافظات الصحراوية عرفت منذ اعلان "الحل الثالث" تحركات قامت بها شخصيات متنفّذة هناك دعت الى "استفادة سكان الإقليم من مشاريع التنمية من دون تمييز أو تهميش". وعلى الجبهة المقابلة، شكّلت "بوليساريو" مجلساً وطنياً برلمان يُعتقد بانه يندرج في سياق الإعداد للاستحقاقات المقبلة، في حال رُبط تنفيذ "الحل الثالث" بوجود هيئات منتخبة. وتسرّبت معلومات من "بوليساريو" عن ارسال كوادر الى بلدان أوروبية للتأهيل على نظام الحكم الذاتي. لكن قيادة الجبهة ما زالت متمسكة برفض "الحل الثالث" وطلبت من أنان التمسك بالاستفتاء.