} استغربت الرباط طلب الاممالمتحدة، في تقرير أمينها العام كوفي انان عن الصحراء الغربية، منها التنازل عن سلطات في الصحراء في الوقت الذي لا تزال جبهة "بوليساريو" ترفض الاقتراح المغربي اجراء مفاوضات مباشرة في اطار حكم ذاتي تحت السيادة. وكان انان رفع مساء أول من امس تقريراً الى مجلس الأمن يناقش اليوم طلب فيه تجديد مهمة البعثة الدولية الى الصحراء مينورسو مرة أخيرة تنتهي في 30 نيسان ابريل المقبل. شدد الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، في تقرير الى مجلس الأمن عن الوضع في الصحراء الغربية، على ان طلبه التجديد للبعثة الدولية هو "الطلب الأخير الذي سيؤيده لتمديد ولاية البعثة لتوفير الوقت من أجل التأكد مما اذا كانت حكومة المغرب مستعدة لتقديم أو تأييد بعض التنازل عن السلطة الحكومية" في الصحراء. وقال انان في تقريره: "انني أشاطر آراء مبعوثي الشخصي الى الصحراء" جيمس بيكر و"أوصي مجلس الأمن بتمديد ولاية بعثة الاممالمتحدة شهرين، حتى 30 نيسان ابريل المقبل". ووصف انان الوضع خلال الشهرين الماضيين، بأنه شهد "تدهوراً في العلاقة بين الطرفين"، المغرب وجبهة "بوليساريو". وقال: "على رغم ان جبهة بوليساريو قررت في آخر وقت عدم تنفيذ تهديدها باستئناف الاعمال الحربية، خيّم جو من الريبة والمرارة المتزايدة، على الطرفين، مما يؤدي الى تقويض نظام وقف اطلاق النار المتفق عليه". واضاف: "للأسف، لا استطيع الإفادة عن احراز اي تقدم نحو التغلب على العقبات التي تعترض تنفيذ خطة التسوية، أو صوب تحديد ما إذا كانت حكومة المغرب، بوصفها السلطة الادارية في الصحراء الغربية، مستعدة لتقديم أو تأييد بعض التنازل عن السلطة، بجميع سكان الاقليم وسكانه السابقين، تنازلاً حقيقياً ومادياً ومنسجماً مع المعايير الدولية". واعتبر الأمين العام ان "التطور الايجابي الوحيد خلال فترة الشهرين الماضيين كان قرار جبهة بوليساريو في 14 كانون الأول ديسمبر، تمشياً مع التزام سابق لممثلي الشخصي، اطلاق سراح مئتين وأسيراً مغربياً لأسباب انسانية". واعرب عن "تقديري العميق لجبهة بوليساريو على هذه البادرة وعن امتناني للجنة الصليب الاحمر الدولية وجميع من ساعدوا في تيسير اعادة الأسرى الى وطنهم". وقال انان في تقريره، ان بيكر اوصاه بتمديد ولاية البعثة الدولية لشهرين "لمعرفة ما إذا كانت حكومة المغرب مستعدة لتقديم أو تأييد بعض التنازل عن السلطة الحكومية"، محذراً من انه "إذا لم يتوافر ذلك العرض أو التأييد، ستوجه البعثة الى ان تبدأ في الاستماع الى الطعون المعلقة في عملية تحديد الهوية بصورة سريعة، بصرف النظر عن المدة الزمنية التي قد يتوقع ان يستغرقها اتمام النظر في هذه الطعون". وينظر مجلس الأمن في التقرير اليوم الجمعة في ضوء تلميح انان بوضوح الى ان هذه ستكون التوصية الأخيرة بالتمديد للبعثة الدولية، ما لم تحدث مستجدات ايجابية. في الرباط، رهن مصدر رسمي تقديم اقتراحات نهائية الى الاممالمتحدة في شأن الملاءمة بين صيغة ادارة الشؤون المحلية في الصحراء والقوانين الدولية بإجراء تقدم في الموقف. وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه "ان الرفض الذي قوبل به اقتراح الرباط من جبهة "بوليساريو" لجهة بدء حوار مع بوليساريو في نطاق السيادة المغربية يعيق مجالات التعاون مع الاممالمتحدة". وابدى استغرابه ل"طلب تقديم تنازلات من السلطة المغربية، في الوقت الذي لا زالت "بوليساريو" متمسكة برفض الاقتراح في جوهره"، لكنه أضاف "ان المغرب ملتزم التعاون مع الاممالمتحدة وان قرار العودة الى تنفيذ خطة الاستفتاء في حال تعذر اقرار حل سياسي بديل يتماشى والتزام المغرب تنفيذ خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة لاجراء الاستفتاء". وشدد المصدر على "ان خطة الاستفتاء لا زالت قائمة، وان معاودة درس طعون أكثر من 130 الفاً من المتحدرين من اصول صحراوية قد ينقذ الخطة"، لكنه رهن ذلك "بمعاودة النظر في القوائم المنشورة للناخبين المحتملين، وعلى اساس اضافة اسماء نحو سبعة آلاف مرشح اقصوا من القوائم المجازة باعتراف بعثة الاممالمتحدة لتحديد الهوية، وكذلك معاودة النظر في تشكيل اللجنة وانصاف الرعايا المتضررين من خلال عمليات الطعون". وسئل المصدر المغربي عن التوتر الذي أشار اليه تقرير انان في ضوء تهديدات "بوليساريو" ل"رالي باريس - دكار" فأجاب ان بلاده تحترم وقف اطلاق النار، وان البعثة العسكرية ل"مينورسو" رصدت مظاهر انتهاك صدرت عن "بوليساريو" لدى الاقرار بانتشار قوات الجبهة بداية من الثالث من كانون الثاني يناير الماضي خارج مواقعها المحددة من دون اخبار الاممالمتحدة". بارتباط مع تنفيذ الاجراءات المتعلقة بخطة الاممالمتحدة، دعا المغرب مرة اخرى الى تسريع عودة اللاجئين المقيمين في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر، وطالب باطلاق جميع الاسرى المحتجزين. وقال المصدر المغربي "ان الاسلوب الذي يلجأ اليه الطرف الاخر، عبر الافراج التدريجي عن الاسرى يناقض مضمون الخطة الدولية"، مشيراً الى ان تقرير انان يؤكد ان 1471 اسيرا يعيشون في "اوضاع صحية سيئة بعد فترة احتجاز بالغة الطول". الى ذلك، قال المصدر المغربي ان قرار مجلس الامن الرقم 1309 ينص على منح الصحراويين صلاحيات في ادارة الشؤون المحلية، ملاحظاً "ان مفهوم الصحراويين ينطبق على السكان المقيمين في الاقليم وعلى المنتسبين الى بوليساريو، وبالتالي فان الجبهة ليس لها وحدها ان تدعي تمثل السكان"، واعتبر تهديد تقرير الامين العام حول الولاية النهائية ل"مينورسو" "موجه ضد من يعيق التعاون مع الاممالمتحدة". وكان الوسيط الدولي جيمس بيكر ارجأ زيارة كانت مقررة للمنطقة الاسبوع الجاري واكتفى باتصالات مع الاطراف المعنية لوضعها في صورة التطورات والبحث في امكانات دعم جهود الاممالمتحدة لتسوية النزاع. وتوقعت مصادر غربية ان يواصل بيكر مساعيه بعد اقرار مجلس الامن مضمون تقرير انان، لكن تمديد ولاية "مينورسو" فترات لاحقة يظل قائما في حال العودة الى الاستفتاء او اقرار "حل بديل".