} أعلنت الاممالمتحدة ان مبعوثها الخاص في نزاع الصحراء الغربية جيمس بيكر حقق تقدماً في محادثاته مع المغرب لمعرفة مدى استعداد الرباط لاعطاء الصحراويين نوعاً من الحكم الذاتي. ونقلت وكالة "رويترز" عن كوفي أنان، الامين العام للمنظمة الدولية، قوله في تقرير الى مجلس الامن عن جهود بيكر: "تحقق تقدم جوهري في استعداد المغرب كقوة ادارية في الصحراء الغربية لتقديم بعض التنازل عن سلطاتها لكل السكان والسكان السابقين للاقليم، في شكل حقيقي وجوهري يتماشى مع الاعراف الدولية". وطلب أنان من مجلس الأمن تمديد مهمة بعثة "مينورسو" في الصحراء الى 30 حزيران يونيو المقبل. قالت مصادر رسمية في الرباط ان طلب الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان تمديد ولاية "مينورسو" شهرين جديدين يفسح في المجال لاستمرار المشاورات في صيغة "الحل السياسي" لقضية الصحراء. ورأت في ابراز أنان "التقدم" الحاصل في قضية الصحراء "خطوة مهمة تؤشر الى بداية فترة جديدة في التعاطي مع هذا الملف، كون صيغة "الحل الثالث" المقترحة تحظى بدعم المجتمع الدولي". وتوقعت مصادر مغربية صدور قرار عن مجلس الامن يدعم هذا التوجه في ضوء تقديم الرباط اقتراحات تتعلق بتنازل الحكومة المركزية عن بعض صلاحياتها لمصلحة الرعايا الصحراويين، اي منح المحافظات الصحراوية حكماً محلياً موسعاً يطاول ادارة قطاعات عدة باستثناء ما يتعلق منها بالعملة والعلم والخارجية والامن والجيش، وهي مسائل تعتبرها الرباط سيادية. وربطت المصادر بين تمديد ولاية "مينورسو" ومساعي تحقيق انفراج في العلاقات المغربية - الجزائرية، لافتة الى ما تردد عن طلب الجزائر مهلة لدرس اقتراحات الرباط في قضية الصحراء. ورجحت ان تطاول المشاورات المقبلة اجراءات "بناء الثقة" حول الصيغة الجديدة للحل وكذلك مسؤوليات "مينورسو". وكان المغرب وقياديون في جبهة "بوليساريو" اجروا، على حدة، محادثات مع مسؤولين في الاممالمتحدة قبل صدور تقرير انان. لكن التكتم ما زال يسود مضمون تلك المحادثات التي يُعتقد انها كانت تهدف الى الحصول على موافقة الطرفين على الحل الثالث المقترح. وكانت الجزائر و"بوليساريو" اعلنتا في السابق تمسكهما بخطة الاستفتاء، ما يعني رفض "الحل الثالث". لكن مصادر غربية رأت في ذلك محاولة للحفاظ على "موقع افضل" في المفاوضات المقبلة. ومعلوم ان الرباط اقترحت اجراء حوار مباشر مع "بوليساريو" في اطار البحث عن حل سياسي لقضية الصحراء في اطار سيادة المغرب على المنطقة. ورفضت "بوليساريو" العرض المغربي. وفي الجزائر، نسبت وكالة الأنباء الرسمية الى مصادر ديبلوماسية أن أنان أكد في تقريره عن الصحراء الغربية ان بيكر سيغتنم فرصة الشهرين الجديدين لإجراء مشاورات مع طرفي النزاع. وأضافت: "على عكس تقريره الأخير الذي بدا انه يفضل الحل السياسي على تطبيق خطة التسوية، أشار الأمين العام الى أن بيكر سيستغل الشهرين المقبلين - مدة تمديد فترة "مينورسو" - لاستشارة الطرفين في احتمال حل سياسي يقبلانه وإزالة العراقيل التي تعترض عملية تنفيذ خطة التسوية". ورأت أن أنان في قراره هذا "يحترم حرفياً رسالة اللائحة الأخيرة التي أعدها مجلس الأمن في شباط فبراير الماضي وكلفت في شكل صريح بيكر البحث مع طرفي النزاع - المغرب وجبهة بوليساريو - في إمكان تذليل العقبات التي تواجهها خطة السلام والتوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان". وقالت المصادر الرسمية في الجزائر ان أنان أشار في تقريره إلى "نية السلطات العسكرية المغربية بناء طريق معبدة تربط بين الصحراء الغربية وموريتانيا". وتابعت ان الرباط لم تبدأ المشروع في آذار مارس الماضي لأن ممثل أنان في الصحراء الغربية ويليام ايغلتون وقائد "مينورسو" الجنرال كلود بوز اعتبر ان بناء الطريق يُمثّل خرقاً لوقف اطلاق النار. ونسبت وكالة "رويترز"، في تقرير من نيويورك، الى ديبلوماسيين ان اعطاء الاقليم الصحراوي الغني بالفوسفات نوعاً من الحكم الذاتي يمثل "طريقاً ثالثاً" محتملاً لإنهاء النزاع المستمر منذ عقود لتحديد هل تنضم الصحراء الغربية الى المغرب أم تستقل كما تريد "بوليساريو" التي تدعمها الجزائر. ومن المقرر ان يبحث مجلس الامن قريباً ربما اليوم مد عمل بعثة الاممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المؤلفة من 264 فرداً بينهم مراقبون عسكريون وقوات أمن وشرطة مدنية. ولم يكشف أنان او بيكر تفاصيل المحادثات التي جرت في المغرب. غير انه نُقل عن السيد عبدالرحمن اليوسفي، رئيس الوزراء المغربي، قوله الشهر الماضي ان الرباط تريد "التوصل الى اتفاق" مع مواطني الصحراء الغربية لتشكيل مؤسسات لامركزية لادارة شؤونهم الداخلية.