أعربت الولاياتالمتحدة عن التفاؤل في إمكان التوصل إلى اتفاق مع روسيا على تمرير مشروع قرار "العقوبات الذكية" في مجلس الأمن، فيما جدد الرئيس فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، تأكيد اقتناعه برفع العقوبات تدريجاً عن العراق الذي توقع تمديد برنامج "النفط للغذاء" ستة أشهر. نيويورك، موسكو، بغداد - أ ف ب - أعلن ديبلوماسي اميركي ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا ما زالتا تأملان في التوصل الى اتفاق مع روسيا على مشروع قرار لإعادة النظر في العقوبات المفروضة على العراق. وقال القائم بالأعمال الاميركي جيمس كانينغهام في ختام اجتماع مغلق لمجلس الامن: "إننا نحرز تقدماً، وان اعضاء آخرين في المجلس يحرزون تقدماً". واضاف في تصريح صحافي: "اعتقد اننا قريبون الى حد ما من اتفاق يمكن ان توافق عليه أكثرية أعضاء المجلس وتدعمه". لكن ديبلوماسياً آخر أكد ان المندوب الروسي سيرغي لافروف كرر معارضته مشروع "العقوبات الذكية"، الذي رفضته بغداد رفضاً تاماً. وأبلغ وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف نظراءه في الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا ان موسكو لا يمكنها الافساح في المجال امام تبني هذا القرار. وقال كانينغهام: "من المؤسف أن يتخذ الروس هذا الموقف. نعتقد انه خاطئ، ونأمل في ان يعيدوا النظر فيه في المرحلة الاخيرة". واضاف: "انهم سيواصلون العمل لإقرار المشروع" الذي يهدف إلى تسهيل التجارة المدنية مع العراق وتشديد الرقابة في الوقت نفسه على السلع ذات الطابع العسكري عبر السعي الى وقف تهريب النفط. وتبنى مجلس الامن في الأول من حزيران يونيو الجاري قرارا ًحدد الثالث من تموز يوليو المقبل موعداً نهائياً للتوصل الى اتفاق على المشروع الأميركي - البريطاني. وفي حال الفشل، يتعين على المجلس ان يقرر اذا كان سيمدد البرنامج الانساني "النفط للغذاء" لمرحلة قصيرة جديدة أو لستة أشهر كما درجت العادة. ويأمل البريطانيون في مواصلة الضغط مع التمديد لفترة شهر، فيما يطالب الروس بتمديده ستة اشهر. وأكد المندوب الاميركي ان الولاياتالمتحدة لم تقرر بعد الخطوات التي ستعتمدها. لكن اجتماع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الذي كان يفترض ان يقرر الخطوة التي يتعين اتخاذها في المراحل المقبلة، ألغي بسبب استمرار الخلافات بين الاميركيين والبريطانيين والروس، كما ذكر ديبلوماسيون. وسيدافع نائب وزير الخارجية العراقي رياض القيسي عن موقف بغداد خلال المناقشات المقبلة. وفي موسكو، أعلن الكرملين ان الرئيس بوتين وبلير اجريا محادثات هاتفية مساء الاربعاء تمحورت حول اقتراحات موسكو المضادة للمشروع الاميركي - البريطاني بإعادة النظر في العقوبات وحول القمة المقبلة للدول الصناعية الثماني الكبرى في ايطاليا. وأعاد بوتين تأكيد اقتناعه بأن العقوبات المفروضة على العراق يمكن تعليقها تدريجاً إذا تعاونت بغداد من جديد مع الأممالمتحدة، كما اوضح المتحدث باسم الكرملين. وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن بوتين وبلير اتفقا خلال اتصالهما الهاتفي على اجراء محادثات ثنائية في ايطاليا بين 20 و22 تموز المقبل. إلى ذلك، توقعت صحيفة "بابل" أمس تمديد برنامج "النفط للغذاء" ستة اشهر بعد معارضة روسيا مشروع "العقوبات الذكية". ونشرت الصحيفة التي يديرها عدي صدام حسين، النجل البكر للرئيس العراقي ان تمديد البرنامج الانساني لمدة ستة اشهر "احتمال وارد في ظل الاجواء الحالية". وأضافت: "بعد الاعلان الروسي المتضمن عدم السماح بتمرير المشروع الاميركي - البريطاني الخبيث والتحفظات الصينية والفرنسية والدولية عموماً عليه اصبحت فرص اصدار القرار ضئيلة جداً ان لم تكن معدومة" قبل موعد الثالث من تموز الذي حدده مجلس الامن. ولم تستبعد الصحيفة العراقية ان تقدم روسيا على استخدام حق النقض الفيتو لافشال مشروع القرار الاميركي، ف"إذا كانت روسيا لم تصرح حتى الآن بأنها ستستخدم هذا الحق، إلا أن لغة الاعلان الروسي الاخير كانت تفصح عن هذه النية الى حد ما". وأوضحت: "لم يبق أمام اميركا وبريطانيا سوى طريقين اولهما المضي قدماً في خطط تقديم المشروع رسمياً للتصويت عليه قبل الثالث من تموز المقبل وهذه الخطوة غير مضمونة النتائج او تمديد مذكرة التفاهم لمدة شهر آخر". وكانت روسيا أعربت الثلثاء عن معارضتها مشروع القرار الذي رفضه العراق بشدة وقدمت مشروعاً مضاداً لرفع العقوبات، طالبة تمديد برنامج "النفط للغذاء" ستة اشهر لدرس لائحة المنتجات لاغراض مدنية وعسكرية التي لا يمكن للعراق استيرادها بحرية وتشكل حجر العثرة الرئيسي امام المشروع الاميركي. وعلق العراق صادراته النفطية منذ الثالث من حزيران يونيو احتجاجاً على تمديد البرنامج لمدة شهر بدلاً من ستة اشهر كما درجت العادة.