ينتظر مجلس الأمن نتائج محادثات حاسمة بدأت في بودابست أمس وتستمر اليوم، حيث يسعى وزيرا الخارجية الأميركي كولن باول والبريطاني روبن كوك إلى اقناع نظيرهما الروسي ايغور ايفانوف بطروحاتهما المتعلقة بالملف العراقي، فيما وصفت بغداد المساعي الفرنسية للتقريب في وجهات النظر بين موسكو والصين من جهة، وواشنطن ولندن من جهة أخرى بأنها "زائفة" و"تخدم المشروع البريطاني - الأميركي". وتوقعت مصادر في الأممالمتحدة أن يمدد برنامج "النفط للغذاء" بضعة أسابيع، وليس ستة أشهر، تستكمل خلالها مساعي التوفيق في وجهات النظر بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. ويعود سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين إلى الاجتماع مجدداً اليوم على ضوء حصيلة اجتماعاتهم في بودابست أمس، بعدما فشل السفراء في سد الفجوات في المواقف في اجتماعاتهم السابقة. ووصفت مصادر ديبلوماسية الموقف الروسي الذي عرضه السفير سيرغي لافروف في اجتماع لسفراء الدول الخمس الاثنين، بأنه "لا يعكس نية للامتناع عن التصويت" على مشروع القرار البريطاني، مما يعني إمكان استخدام "الفيتو" لمنع مجلس الأمن من تبنيه. ولفتت المصادر إلى أن اجتماع بودابست اليوم سيحدد المواقف. وكان لافروف، حسب هذه المصادر، أوضح أن لروسيا "مشاكل حقيقية" مع الطروحات الأميركية - البريطانية، بينها، أن تبني مثل هذا القرار قد يطلق "أزمة جديدة" وقد يؤدي إلى "انقطاع تدفق النفط" وإلى تدهور العلاقة بين العراقوالأممالمتحدة، مما يؤثر جذرياً في برنامج "النفط للغذاء". وتابعت المصادر أن لافروف ناقش أيضاً "الناحية القانونية" من البرنامج، علماً أنه نتيجة "مذكرة تفاهم على تنفيذ القرار 986" ولفت إلى أن "اقحام تغييرات من طرف واحد" على مذكرة التفاهم بين الأمانة العامة للأمم المتحدةوالعراق ستكون له جوانب قانونية. كما تحفظ لافروف عن "البديل" من رفع العقوبات في مشروع القرار البريطاني، وكرر معارضته "الاسراع" إلى تبنيه في "ظروف زمنية مصطنعة". وقالت المصادر إن الديبلوماسية الأميركية والبريطانية "فهمت بصورة أفضل مصادر القلق الضخمة لدى روسيا ولدى بعض الدول المجاورة للعراق". ومع اقتراب موعد انتهاء المرحلة التاسعة من برنامج "النفط للغذاء" في 4 الشهر المقبل، استبعدت المصادر نفسها أن يتفق أعضاء مجلس الأمن على تبني مشروع القرار البريطاني بدلاً من التمديد التقليدي للبرنامج في مرحلة عاشرة لستة أشهر. وتوقعت أن تلجأ الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى اقتراح تمديد البرنامج لأسابيع وليس لستة أشهر، فيما تستمر المفاوضات على مشروع القرار البريطاني وقائمة السلع ذات "الاستخدام المزدوج" التي يُمنع العراق من استيرادها. لكن هذا الاقتراح لم يقدم بعد، وقد يؤدي إلى انقطاع تدفق النفط العراقي لتلك الفترة. وواصلت الديبلوماسية الفرنسية محاولة سد الفجوات بين المواقف الأميركية - البريطانية من جهة، والروسية - الصينية من جهة أخرى، وتقدمت بطروحات فضلت واشنطن ولندن عدم التعليق عليها، فيما وجدتها موسكو وبكين خطوة ومحاولة جيدة ظاهرياً، لكنها دون المطلوب من حيث الجوهر.