تجري الديبلوماسية الأميركية والروسية والبريطانية مفاوضات مكثفة على مشروع قرار لمجلس الأمن هدفه الاتفاق على صيغة لتمديد برنامج "النفط للغذاء" في العراق تتجنب المواجهة بين روسيا من جهة، والولايات المتحدةوبريطانيا من جهة اخرى، كي لا يخدم الخلاف إما العراق أو المعسكر المتشدد في واشنطن الذي يريد ضرب العراق. وأكدت المصادر البريطانية في الأممالمتحدة أن الأطراف الثلاثة "تنظر في جميع الخيارات المتاحة وتعمل بصورة مكثفة للتوصل إلى اتفاق". وزادت أن بريطانيا ما زالت "مهتمة جداً بادخال مقترحاتها على أية صيغة من أجل تعديل العقوبات". وأكدت: "لم نتخذ أي قرار بعد". وحسب هذه المصادر، فإن الموقف الروسي "ليس غير مساعد"، لكن المفاوضات مستمرة، و"سنعرف لاحقاً إن كان في استطاعتنا التغلب" على العراقيل أمام اتفاق. وقالت مصادر أخرى في مجلس الأمن إن بريطانيا وعدت بتسليم مسودة مشروع قرار مساء أمس الاثنين، فيما عرضت روسيا مسودتين لمشروع قرار، إحداهما عرضته حصراً على الديبلوماسية البريطانية - الأميركية. ولفتت هذه المصادر إلى أهمية "قائمة البضائع" التي سترافق تعديل العقوبات والتي من شأنها أن تخفض عدد العقود المعلقة في لجنة العقوبات. وقالت إن فرنسا تريد هذه القائمة وكذلك بريطانيا والولايات المتحدة. أما روسيا فإنها "مترددة"، لأنها تخشى أن تكون القائمة "وسيلة لدفن مشروع الاسلوب الشامل" لمسألة العقوبات والذي تريده موسكو. وزادت ان هناك اتفاقاً عاماً على تحديد برنامج "النفط للغذاء" لفترة ستة أشهر، لكن ذلك يبقى رهن الاتفاق على "قائمة البضائع" وموعد تطبيقها، إلى جانب عناصر أخرى. وأشارت المصادر إلى خشية الديبلوماسية الأميركية من أن يخدم أي خلاف علني مع روسيا أهداف المعسكر المتشدد في واشنطن، الذي يضغط على المعسكر المعتدل كي يغتنم الفرصة المتاحة لانذار بغداد وتوجيه ضربة إلى العراق ما لم توافق بغداد على عودة المفتشين الدوليين للكشف عن وضع برامج أسلحة الدمار الشامل. وقالت المصادر إن الديبلوماسية الأميركية "في حاجة للحصول على شيء ما من الروس"، في إطار تمديد صيغة "النفط للغذاء" كي لا يتم التمديد بصورة آلية فنية لستة أشهر، كما تريد بغداد. وكان مجلس الأمن وضع في برنامج عمله جلسة مغلقة مساء الاثنين للبحث في تقرير الأمين العام عن برنامج "النفط للغذاء" الذي تنتهي المرحلة العاشرة منه نهاية الشهر الجاري.