باريس - أ ف ب - كشفت صحيفة "الموند" الفرنسية امس ان الرئيس الراحل فرنسوا ميتران الذي كان وزير العدل عامي 1956 و1957 كان على علم بممارسات التعذيب خلال حرب الجزائر، وابلغ رئيس الحكومة آنذاك غي موليه بقلقه حيالها. ونشرت الصحيفة مقتطفات من رسالة تحمل تاريخ 22 اذار مارس 1957 يلفت فيها ميتران موليه الى التجاوزات التي ترتكب في الجزائر خلال عمليات القمع غير انه اختار عدم الاستقالة من الحكومة. وكتب ميتران في رسالته ان "الاخبار التي تصلني من الجزائر عن كيفية معاملة الاشخاص الذين يعتقلون من جانب مختلف السلطات التي تمارس سلطة الشرطة تثير لدي قلقا من واجبي ان ابلغ عنه". واضاف: "يبدو ان غالبيتهم محرومون من الضمانات الرئيسية التي تؤمنها تقاليد القوانين الفرنسية للدفاع عن النفس حتى في اقسى الظروف التي قد تشهدها البلاد ... هنالك القليل من المحاضر والعديد من الفارين قتلوا بعد توقيفهم كما ان الكثير من الشكاوى بقيت من دون متابعة". وحصلت الصحيفة على الرسالة عبر اندري روسوليه الذي كان آنذاك مدير مكتب ميتران. وعاد الجدل على التعذيب خلال حرب الاستقلال في الجزائر الى الواجهة في فرنسا بعد نشر اعترافات الجنرال بول اوساريس القائد السابق لاجهزة استخبارات الجيش خلال حرب الجزائر. واعلن اوساريس، في حديث تلفزيوني مساء اول من امس، انه "نادم بصدق على انقياده لارتكاب هكذا اعمال". لكنه قال: "اكرر انني دفعت الى ارتكاب هذه الاعمال"، مشيرا الى انه "محمي" من ادانة قضائية. واضاف انه في حال محاكمته "ساكرر ان اعمالي املتها علي فظاعة جرائم الارهابيين"، في اشارة الى مناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائرية، مضيفا الى انه "لا تمكن محاكمة عسكري ادى واجبه في ظروف املتها الاحداث". وقال ردا على سؤال عن الشعور الذي كان يخالجه اثناء التعذيب ان "الامر كان يؤثر في طوال الوقت، لكنني لم اكن قادرا على ان اتذكر سوى ما ارتكبه" المقاومون الجزائريون.