} في سعي لخلق جبهة مناوئة لمشاريع "حرب النجوم" الأميركية، اقترحت روسيا إقامة مظلة تقي أوروبا من الصواريخ. وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإصرار على وصف بلاده بأنها "امبراطورية شر" وأبلغ الأمين العام لحلف الأطلسي جورج روبرتسون ان انهيار الثقة سيؤدي الى جولة جديدة من سباق التسلح، بينما نقل عن روبرتسون انه "لا يستبعد" انضمام روسيا الى الحلف، الأمر الذي أثار استغراباً شديداً لدى الأوساط الروسية". استغل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون أول زيارة له الى موسكو منذ توتر العلاقات بين روسيا والأطلسي بسبب أزمة البلقان، لإعادة فتح المكتب الإعلامي للحلف في العاصمة الروسية. وشارك روبرتسون في احتفال أقيم لهذه المناسبة. لكنه استثمر زيارته أيضاً لعقد سلسلة من اللقاءات المهمة كان في طليعة محاور النقاش خلالها، عملية توسيع حلف الأطلسي والمشروع الأميركي لإقامة درع صاروخي. وقام وزير الدفاع ايغور سيرغييف بتسليم روبرتسون اقتراحات بديلة لإنشاء شبكة اوروبية مضادة للصواريخ غير الاستراتيجية. وأوضح الجنرال ليونيد ايفاشوف مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الدفاع طبيعة المشروع الروسي الذي يقسم الى مراحل، يتم في أولها اجتماع خبراء من الجانبين لتقييم ما إذا كانت الدول الأوروبية معرضة لخطر صاروخي أم لا. وفي حال تأكد وجود الخطر أو احتماله، تبدأ المرحلة الثانية بدرس خيارات لصد أو تحييد الأخطار بأساليب سياسية وغير سياسية. وفي المرحلة الثالثة فقط، يتم انشاء عناصر الشبكة التي ستكون مختلفة تماماً عما يقترحه الأميركيون أي انها ليست مخصصة لحماية مساحات من الأراضي بل الهدف منها التصدي "للمحاور الخطرة" التي يحتمل أن تأتي منها الصواريخ. ولم تحدد الاقتراحات الروسية مصادر الخطر، في حين ان الأميركيين كانوا أشاروا تحديداً الى كوريا الشمالية وإيران وليبيا ودول أخرى "يحتمل ان تطور" سلاحاً صاروخياً. ونفى سيرغييف ان يكون هدف الاقتراحات الروسية "دق اسفين" بين الولاياتالمتحدة وحليفاتها الأوروبيات أو "زعزعة" حلف الأطلسي. وأضاف: "نحن واقعيون ولذا لا نضع اهدافاً يستحيل تحقيقها". غير أن المراقبين يجمعون على ان موسكو العاجزة عن التصدي بمفردها للمشروع الأميركي، تسعى الى عقد تحالفات تكتيكية خصوصاً أن فرنسا وألمانيا لم تخفيا اعتراضهما على برنامج "حرب النجوم" الأميركي. وذكر الرئيس بوتين عند استقباله روبرتسون ان الاقتراحات الروسية يجب ان توضح لخبراء الأطلسي وللرأي العام الأوروبي على حد سواء، وذلك في إشارة واضحة الى أن لها هدفاً إعلامياً ما. وفي تلميح الى تصريحات صدرت أخيراً عن قادة الإدارة الجمهورية في الولاياتالمتحدة وتناولت روسيا بوصفها مصدر خطر، انتقد بوتين الاستمرار في تصوير بلاده وكأنها "امبراطورية شر" وذكر ان هذا المصطلح الذي كان أطلقه الرئيس السابق رونالد ريغان لن يقنع الآن أحداً. وتابع أن لهجة التهديد تؤدي الى فقدان الثقة وهذا بدوره يقود الى سباق تسلح جديد. وشدد الرئيس على أن المخاوف الكبرى لموسكو تنحصر في قضيتين هما: إقامة شبكة الدرع الصاروخي وتوسيع حلف الأطلسي شرقاً. وكان رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف سأل روبرتسون: "إذا كان الخلف دفاعياً فمن هو الخصم المحتمل؟" ولم يجب الأمين العام على السؤال فوراً، لكنه قال لاحقاً "إننا نعتبر روسيا شريكاً" ووعد بمراعاة مخاوفها عند اتخاذ قرار بتوسيع الحلف الخريف المقبل. وذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان ديمتري روغوزين الذي شارك في لقاء روبرتسون ورئيس مجلس الدوما ان الأمين العام للأطلسي دعا الى قبول روسيا ذاتها في الحلف. وقال حرفياً "أنا لم استبعد أبداً إمكان انتساب" روسيا الى الأطلسي. وأحدث هذا التصريح اصداء واسعة إذ أشار نائب رئيس البرلمان فلاديمير لوكين الذي عمل سفيراً في واشنطن الى أن ما قاله روبرتسون يناقض ما أعلنه مسؤولون اميركيون عن رفضهم اعتبار روسيا شريكاً. وأضاف "إذا كانت التعددية في رأس واحد فإنها تغدو انفصاماً في الشخصية شيزوفرينيا". وسخر الجنرال اندريه نيكولايف رئيس لجنة الدفاع في البرلمان من الحديث عن انضمام روسيا الى الحلف وقال إن "هذا الافتراض لا يستحق حتى المناقشة".