رحبت موسكو باعلان الرئيس الأميركي بيل كلينتون ارجاء اتخاذ قرار في شأن نشر شبكة الدفاع الصاروخي وقال الرئيس فلاديمير بوتين ان هذه الخطوة ستؤدي الى "تعزيز الاستقرار الاستراتيجي"، فيما توقع مراقبون ان يساعد الاعلان الأميركي في تهيئة مناخ ملائم لقمة أميركية - روسية تعقد الأربعاء وينتظر أن يكون بين مواضيعها التسوية في الشرق الأوسط والملف العراقي. ووقعت موسكووواشنطن أمس اتفاقاً تدمر بموجبه الدولتان 68 طناً من البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية. ورحبت الصين والاتحاد الأوروبي بالخطوة الأميركية، مشيدة بقرار الرئيس كلينتون. وأجمع السياسيون وكبار المعلقين الروس على الأهمية الاستثنائية لقرار كلينتون الذي اعتبرته صحيفة "كوميرسانت" بمثابة "انتصار كبير" للسياسة الخارجية الروسية. وذكر بوتين ان القرار "خطوة مدروسة ومسؤولة" وأضاف انها ثمرة "تفكير وتحليل عميقين راعيا عوامل عدة منها رأي حلفاء وشركاء الولاياتالمتحدة". وزاد ان هذه الخطوة ستؤدي الى تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن العالمي وتعزز "هيبة" الولاياتالمتحدة لدى الرأي العام العالمي عشية قمة الألفية. ونبه المكتب الصحافي للكرملين الى أن القرار الأميركي لا يعني ان مواقف موسكووواشنطن من شبكة الدفاع الصاروخي غدت متطابقة، إلا أنه اشار الى استعداد روسيا لمواصلة العمل مع الولاياتالمتحدة وسائر الدول المعنية لخفض الترسانات النووية وتطوير أنظمة منع انتشار الأسلحة الصاروخية والنووية وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي بوسائل سياسية. يذكر أن موسكو رفضت بشدة اقتراحات اميركية لمراجعة المعاهدة المعقودة عام 1972 بين الاتحاد السوفياتي والولاياتالمتحدة ونصت على أن يكون لكل من الدولتين منطقة محدودة لنشر صواريخ مضادة للصواريخ الاستراتيجية. واعتبرت روسيا سعي الولاياتالمتحدة الى نشر شبكة شاملة مضادة للصواريخ محاولة لكسر التوازن الاستراتيجي وهدد برد "مكافئ" يتمثل في الانسحاب من جميع معاهدات نزع السلاح. وحصلت موسكو على تأييد قوي لمواقفها من الصين، وحتى من حلفاء واشنطن في حلف الأطلسي الذين اعربوا عن مخاوفهم من جولة جديدة لسباق التسلح، على رغم ان روسيا لا تملك القوى والموارد الكافية. ولم تقدم واشنطن حججاً مقنعة لدعم موقفها ولم يأخذ أحد مأخذ الجد ما ذكرته انها تريد حماية الأراضي الأميركية من صواريخ "يحتمل ان تظهر" لدى كوريا الشمالية أو ايران أو العراق.