زار الرئيس حسني مبارك أمس ليبيا حيث أجرى محادثات مع العقيد معمر القذافي تناولت تطورات الأوضاع في الاراضي الفلسطينية وعدداً من القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان الرئيس المصري قبل توجهه الى ليبيا عقد جلسة محادثات مع الرئيس ياسر عرفات الذي زار القاهرة لساعات في اطار جولة عربية تشمل المملكة العربية السعودية والاردن. وعقب المحادثات اعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر انها تناولت الاوضاع الحالية في فلسطين والاعتداءات التي وقعت ليل الجمعة - السبت وحادث اغتيال محمود أبو هنود وقتل الاطفال الابرياء، مؤكدا أن مصر تدين بكل قوة هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية، وزيارة المبعوثين الأميركيين وليام بيرنز وانتوني زيني المقبلة للمنطقة والمسائل التي يمكن طرحها عليهما، خصوصا الرغبة الفلسطينية في التعاون مع الجهود الاميركية والدولية من أجل وضع حد للأوضاع السائدة والتقدم نحو المفاوضات. وعن ادعاءات وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز بأن الاغتيالات كانت دفاعاً عن النفس، قال ماهر: "إن هذه التصريحات ليست أمراً جديداً فهم دائماً ما يقلبون الحقائق، والعالم يعرف أن هذه الأساليب مرفوضة ومدانة". واعتبر ان إسرائيل ممعنة في تحدي السياسة الاميركية التي تهدف الى التهدئة وتمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات بممارسة العمليات الاجرامية المتتالية التي قامت بها أخيرا. وأكد أن العالم لن يغفل حقيقة ان إسرائيل تمهد الطريق للجهود الاميركية المتجددة بزيادة التوتر والاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني. وعن طبيعة التحرك الاميركي على الأرض، أشار ماهر الى أن الجنرال زيني سيتولى المسائل الامنية وسيبقى في المنطقة لبعض الوقت بينما يتولى بيرنز المسائل السياسية. وأوضح أن الجانب الفلسطيني يتمسك بتنفيذ تقرير "ميتشل" وخطة "تينيت" اللتين تحظيان بتأييد دولي ويفتحان الطريق أمام التسوية التي تكتمل بقيام دولة فلسطينية. ولاحظ أن الولاياتالمتحدة تواجه موقفاً إسرائيلياً يعمل على إفشال الجهود الأميركية، داعياً واشنطن الى مواجهة ذلك بكل حزم وقوة. وأعرب عن اعتقاده بأن واشنطن لن تقبل بهذا التحدي، مشيدا ببيان نظيره الاميركي كولن باول وايضاحه أن لب المشكلة هو الاحتلال الإسرائيلي التي يجب وضع حد لها. وقال انها المرة الأولى الذي يصدر فيها مثل هذا الكلام عن واشنطن وبمثل هذا الوضوح و"اعتقد انها ستترجم الى إجراءات وخطوات معينة". كما أوضح أن خطاب باول لم يشر على الإطلاق الى مهلة الايام السبعة التي يتحدث عنها شارون مستهدفاً عرقلة التقدم في عملية السلام، وقال إن الولاياتالمتحدة وأوروبا أوضحتا ان الاعتراض الإسرائيلي اصبح مرفوضاً.