أحرزت بلدان مسيرة برشلونة نوعاً من التوافق حول مكافحة الارهاب واستخدام الوسائل الأمنية والمالية كافة لتحقيق هذا الغرض. وحرصت البلدان العربية بشكل خاص على ابراز الاختلاف بين اعمال الارهاب التي تستهدف المدنيين وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال. وطغت انهيارات عملية السلام على مداولات اجتماعات الشراكة الأوروبية - المتوسطية التي بحثت ايضاً في مشاكل النمو الاقتصادي واشكالية الهجرة السرية. وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ان البلدان العربية تمثل جزءاً من المجموعة الدولية وتناهض الارهاب بشدة و"هي تدعو في الوقت نفسه الى معالجة مسببات العنف والحرمان في المنطقة، وأهم هذه الأسباب تتمثل في استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة". واتفقت بلدان الشراكة الأوروبية - المتوسطية على وضع آلية للحوار بين الحضارات. واكدت مصادر وزارية من الجانبين الأوروبي والعربي ل"الحياة" الحاجة الى اطلاق مبادرة دولية تنقذ عملية السلام من الانهيار التام بعدما انهارت اتفاقات وقف النار وتأكدت القناعة حول استحالة تحقيق الأمن الكامل. وذكرت مصادر أوروبية ان بلدان الاتحاد وكذلك الولاياتالمتحدة تعتقد بأن الوضع بلغ درجة لا تطاق ويقتضي الحذر من عقد دورات تفاوضية تتحول كالجولات السابقة الى حلقات مفرغة. وتعتقد المصادر نفسها بأن الموقف الدولي قد يتجه نحو اعلان الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا استعدادها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال ظل ارييل شارون يجرجر خطاه ويتستر وراء ذرائع أمنية. ويراهن وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث على المشاورات التي سيجريها الوفد الفلسطيني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وفند الدكتور شعث في تصريح الى "الحياة" قبل سفره الى واشنطن تقريراً تحدث عن احتمال اعلان الرئيس عرفات الدولة الفلسطينية في خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة. وسيجتمع الوزير الفلسطيني في واشنطن مع كل من وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس. ومن جهته ذكر منسق السياسة الخارجية خافيير سولانا أن الفلسطينيين لا يزمعون اعلان الدولة في نيويورك. واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اعلان الدولة الفلسطينية "بمثابة الخطوة أحادية الجانب من شأنها تعقيد النزاع". وقال في مؤتمر صحافي عقده ظهر امس في بروكسيل عقب انتهاء اجتماعات الشراكة الأوروبية - المتوسطية، ان "حل النزاع لا يتم بخلق نزاع آخر". وكان ممثلو الاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعات مع كل من الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي أول من امس في بروكسيل على هامش اجتماعات وزراء خارجية بلدان مسيرة الشراكة الأوروبية - المتوسطية. وبينما جدد الرئيس عرفات التزامه باستراتيجية السلام وعزمه مكافحة العمليات الارهابية مهما كان مصدرها، فإن وزير الخارجية الاسرائيلي شكك في صدقية الاجراءات التي تتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية. ويعد رئيس الوزراء البلجيكي غي فورهوفشتات للقيام بزيارة المنطقة بين 15 و18 من الشهر الجاري في محاولة اضافية لحمل شارون على القبول بالعودة الى المفاوضات الجدية. ووفقت الرئاسة البلجيكية في جمع عرفات مع بيريز ليل الاثنين - الثلثاء طوال ساعة وربع ساعة. وعقب رئيس الوزراء البلجيكي، رئيس القمة الأوروبية، فورهوفشتات بأن "اللقاء تم في مناخ ايجابي"، فيما اعتبرت مصادر ديبلوماسية اللقاء خطوة مجاملة من الجانبين "أخذاً بخاطر بلجيكا رئيسة الاتحاد الأوروبي". وعقب وزير الخارجية الاسرائيلي على تساؤلات الصحافيين حول ما يتردد عن "مبادرة جديدة قد تفرزها المشاورات الدولية في واشنطن" بأنه "يعد خطة مشتركة مع رئيس الحكومة شارون" وان اسرائيل تتمسك بتوصيات تقرير ميتشل. مشادات وكانت جلسة افتتاح اجتماعات الشراكة الأوروبية - المتوسطية شهدت مشادات كلامية بين بيريز وكل من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ونظيره اللبناني محمود حمود. ونقل مصدر عربي الى "الحياة" ان بيريز "كان متجهماً ورد على كلام وزير عربي بتوتر شديد". واضاف المصدر: "وقف بيريز وقال في اتجاه سورية ولبنان ان البلدين يحتجزان رفات الجنود الثلاثة الذين فقدوا في جنوبلبنان وأنهما يساندان الاعمال الارهابية التي تستهدف المدنيين الأبرياء، ورد عليه فاروق الشرع بأن اسرائيل دولة ارهابية، وهي كانت دفنت الجنود العرب أحياء في الحروب السابقة".