شككت السلطة الوطنية الفلسطينية في صدق اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس انه مستعد لأن يقود مفاوضات مع الفلسطينيين، خصوصاً أن إعلانه جاء في يوم واصلت قوات الاحتلال تنفيذ سياسة الاغتيال للنشطاء الفلسطينيين بقتلها ناشطين من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، احدهما في الخليل والآخر قرب طولكرم. وأردى جيش الاحتلال بالرصاص عنصرين من جهاز الامن الوطني الفلسطيني قرب نابلس، واعتقل عناصر من "حركة الجهاد الاسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في قرية عرابة شمال الضفة الغربية. وتوغلت وحدات في قطاع غزة. راجع ص7 وقال شارون أمام قادة المؤتمر اليهودي العالمي في الكنيست: "نحن مستعدون للتفاوض" مع الفلسطينيين و"انني حتى مستعد لترؤس المفاوضات التي اؤمن فعلاً بضرورتها". ولم يحدد اطاراً زمنياً لها. وكان أعلن مراراً منذ تسلمه رئاسة الحكومة انه يريد التوصل الى حل طويل الأمد وعلى مراحل تحتفظ اسرائيل فيه بمناطق واسعة من الضفة الغربية وبالمستوطنات في الضفة وقطاع غزة. وتعقيباً على ذلك قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث "اننا مستعدون دائماً" للتفاوض "عندما يكون شارون جاهزاً للمفاوضات السياسية في ضوء قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعناها". لكنه أشار في الوقت نفسه الى ان شارون "لم يقم بأي تحرك نحو السلام ولم يخض سوى تحرك نحو القتل والدمار والعدوان". واضاف: "انه يتحدث الآن عشية زيارة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الى الأراضي الفلسطينية عن المفاوضات لكنه بدلاً من أن يتفاوض يرسل فرق القتل والاغتيال الى فلسطين. بعدما هدأت الأوضاع لثلاثة أيام عاد لتفجير كل ردود الفعل". واعتبرت مصادر اسرائيلية حديث شارون عن استعداده لقيادة مفاوضات مع الفلسطينيين رسالة واضحة الى وزير خارجيته العمالي شمعون بيريز بأنه لن يسمح له بقيادة المفاوضات مع السلطة. ومن المحتمل ان يلتقي الرئيس ياسر عرفات مع بيريز في جزيرة مايوركا الاسبانية على هامش مؤتمر اقتصادي يبدأ غداً الجمعة. إلى ذلك، حصل اتصال هاتفي أمس بين وزير الخارجية الأميركي كولن باول ونظيره الاسرائيلي بيريز، وتناول الحديث الاجتماع المرتقب بين بيريز وعرفات في مايوركا. وقال مصدر في الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة أيدت دائماً حصول اتصالات مباشرة وذات مضمون بين الطرفين. ولم تعلق الخارجية الاميركية مباشرة على تصريح شارون عن استعداده للتفاوض، وكرر المصدر ان موقف واشنطن لا يزال يدعو الى اتمام الانسحاب الاسرائيلي من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.