أكدت موسكو رسمياً ان العراق "من الأهداف المحتملة" للحملة العسكرية الاميركية، ودعا نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف بغداد الى الموافقة على استئناف الرقابة الدولية والحوار مع كوفي انان فيما علمت "الحياة" ان روسيا أكدت ان هناك "حدوداً" لا تستطيع تجاوزها في مقاومة الضغوط الاميركية. ووصف الرئيس جورج بوش، في مقابلة مع "نيوزويك"، الرئيس العراقي صدام حسين "بأنه شيطان يملك أسلحة دمار شامل وعليه أن يفتح بلاده للتفتيش". وتزامن ذلك مع تزايد الاشارات الى الأهداف المقبلة للحرب، وقالت "نيوزويك" في عددها الصادر أمس أ ف ب ان الولاياتالمتحدة قد تستهدف منشآت يشتبه بإيوائها ارهابيين في الصومال والفيليبين. وأضافت ان طيران البحرية الأميركية قام برحلات استطلاعية فوق الصومال حيث يعتقد أن هناك معسكر تدريب ل"القاعدة". واكدت "نيوزويك" ان الولاياتالمتحدة سبق ونشرت قوات خاصة في الفيليبين في محاولة لمساعدة الرئيسة غلوريا ارويو في حربها ضد المتطرفين الاسلاميين الفيليبينيين الذين قد يكون بعضهم مرتبطاً بشبكة "القاعدة". واستناداً الى مسؤولين اميركيين نقلت المجلة اقوالهم، فإن حكومة الرئيس جورج بوش تبحث في طريقة التعامل مع الرئيس العراقي صدام حسين ولم يتخذ اي قرار بعد حول هذا الموضوع ما لم يتم التأكد من ادلة كافية عن احتمال وجود علاقات بين صدام حسين واسامة بن لادن. وكانت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية نقلت عن مسؤولين في واشنطن ولندن أول من أمس الاحد ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تسعيان الى مهاجمة الصومال والسودان واليمن باعتبارها اهدافاً جديدة مرتبطة ببن لادن. لكن ناطقة باسم وزارة الدفاع البريطانية قللت من اهمية هذه المعلومات من دون ان تستبعد امكان شن عمليات مستقبلية في هذه الدول الثلاث. وفي موسكو تحدث سلطانوف في ندوة كرست للتعاون الاقتصادي مع العراق ونظمتها هيئات غير حكومية، واعترف بأن "ابعاد خطر تشديد العقوبات على العراق يغدو أكثر صعوبة" خصوصاً لأن الولاياتالمتحدة تعتبر العراق "من الأهداف المحتملة" في اطار الحملة المناوئة للارهاب. وأضاف ان روسيا تدعو الى "تسوية حقيقية تقوم على استئناف الرقابة الدائمة على برامج التسلح بالتزامن مع وقف ومن ثم الغاء العقوبات". وشدد على أهمية استئناف الحوار بين بغداد والأمين العام للأمم المتحدة وقال انه "في هذه الحال يمكن تفادي تأزم الوضع". ويرى المراقبون ان هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها موسكو رسمياً احتمال قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة الى العراق والضغط من أجل تشديد العقوبات على بغداد. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان موسكو أبلغت زعيماً عربياً زارها أخيراً ان قدرتها على مقاومة الضغوط الاميركية "لها حدود". وشددت على أن "العراق يجب أن يساعد روسيا" ويكف عن رفض بعثات الرقابة الدائمة. ولاجراء مشاورات عشية اجتماع مجلس الأمن المكرس لدرس موضوع العقوبات توجه الى بغداد المبعوث الخاص السفير نيكولاي كارتوزوف الذي سيلتقي نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ومسؤولين آخرين. وأقر المشاركون في ندوة التعاون الاقتصادي بياناً موجهاً الى الرئيس فلاديمير بوتين يدعو الى اتخاذ كل الاجراءات، بما فيها استخدام حق النقض الفيتو لتعطيل مشروع القرار البريطاني - الأميركي الذي يتوقع ان يطرح على مجلس الأمن. وذكر الكسندر سلطانوف في الندوة ان حصة العراق تصل الى 60 في المئة من حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية. وأضاف ان العقود التي وقعت مع العراق خلال عشرة شهور من السنة الجارية بلغت 1850 مليون دولار. وشكا من ان لجنة العقوبات الدولية عطلت "لأسباب منها ما هو سياسي" عقوداً قيمتها أربعة بلايين دولار منها 750 - 800 مليون لروسيا. ومن جانبه أشار وكيل وزارة النفط العراقية حسين الحديثي الى أن الشركات الروسية اشترت في اطار برنامج "النفط للغذاء" أكثر من بليون برميل من النفط بقيمة عشرين بليون دولار. وأضاف ان القيادة العراقية عرضت على الشركات الروسية المشاركة في استثمار حقول نفطية كبرى مثل غرب القرنة 600 الف برميل يومياً ونهر عمر 350 ألفاً والرافدين 100 ألف والغرّاف 100 ألف. وذكر السفير العراقي في موسكو مزهر الدوري ان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف سيوقع عما قريب برنامجاً طويل الأمد للتعاون الاقتصادي مع العراق كان درس أثناء زيارة نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان الى موسكو. وسيوقع البرنامج عشية انعقاد اللجنة الحكومية المشتركة في بغداد مطلع سنة 2002.