يصل الى موسكو السبت المقبل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ويتوقع أن ينقل رد بغداد على اقتراحات روسية ل"صيغة معدلة" من القرار 1284، فيما اعلنت شركة "ايروفلوت" للطيران انها ستفتح قريباً مكتباً في بغداد تمهيداً لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين البلدين. ومن المنتظر أن يتوقف طارق عزيز في موسكو خلال عودته من زيارة بكين، وسيجري محادثات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف الذي كان زار بغداد في 14 تشرين الثاني نوفمبر. ونقل رسالة شخصية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى نظيره العراقي صدام حسين. وتوقعت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان ينقل عزيز رد بغداد على الاقتراحات الروسية التي عرضها ايفانوف لكنها لم تكشف طبيعتها. وقال مصدر ديبلوماسي ل"الحياة" ان موسكو ناشدت العراق الموافقة على استقبال لجنة "انموفيك" لوضع ترتيبات الرقابة الدائمة في مواقع ذكر انها استخدمت لانتاج أو تخزين أسلحة للدمار الشامل. وتعهدت موسكو في المقابل بالسعي لاستصدار "ملحق" للقرار 1284 ينص على تحديد "سقف زمني" ترفع اثره العقوبات. واعتبر المصدر ان محادثات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ورئيس الوفد العراقي الى القمة الاسلامية عزت ابراهيم الدوري كانت "تصب في الاتجاه نفسه" الذي تعمل ضمنه الديبلوماسية الروسية. ولا تخفي موسكو تخوفها من عرقلة أميركية لمساعيها، ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مايكل ماكفول كبير المستشارين في مؤسسة "كارنيغي" ان فوز المرشح الجمهوري جورج بوش سيجعل رفع العقوبات عن العراق "واحدة من أعقد المشاكل" في العلاقات بين موسكو وواشنطن. وقال ان الادارة الجمهورية في حال توليها الحكم ستكون أكثر تشدداً من الديموقراطيين في التعامل مع هذا الملف وستسعى الى إفهام روسيا بضرورة الكف عن "عرقلة جهود الردع الاستراتيجي إزاء العراق الجارية حالياً". إلا أن محللاً روسياً قال ل"الحياة" ان "اللوبي النفطي" الداعم لبوش قد يحضه على ادخال تغييرات على سياسته لتضمن الشركات الأميركية الحصول على "حصة" من النفط العراقي، خصوصاً في الحقول الجديدة الواعدة في الجنوب. وفي حال اخفاق مساعيها في معالجة المشكلة العراقية دولياً فإن موسكو ستساعد بغداد في "تقويض جدار الحصار". وفي هذا السياق اعلنت شركة "ايروفلوت" أمس انها انجزت التحضير لإعادة فتح مكتبها في بغداد. وشدد بيان أصدرته الشركة على أن القيادة الروسية "عاقدة النية" على العمل من أجل رفع العقوبات عن العراق وارتباطاً بذلك فإن "آفاق استئناف الرحلات المنتظمة" بين البلدين أصبحت قريبة. وأعلن في موسكو ان شركة الخطوط الجوية العراقية تنوي من جانبها إعادة فتح مكتبها في العاصمة الروسية وتعتزم الشركتان الروسية والعراقية توقيع اتفاق يسمح للمواطنين الروس بحجز بطاقات على رحلات "العراقية" ما يعني ان الجانبين يتوقعان استئناف رحلات الأخيرة الى أكثر من بلد. الى ذلك تعهدت "ايرفلوت" بمساعدة العراقيين في صيانة الطائرات وتدريب الفنيين