بغداد - أ ف ب، رويترز - اكد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان امس ان بغداد مصممة على مواجهة "الاعتداءات العسكرية والاقتصادية" الاميركية - البريطانية، في وقت تزداد التحذيرات الاميركية للعراق، والمؤشرات الى احتمال توسيع واشنطن "الحرب على الارهاب" لتشمله في مرحلة لاحقة. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" الرسمية عن رمضان قوله خلال لقائه المبعوث الروسي نيكولاي كارتوزوف ان "العراق متمسك بإرادته الحرة ودفاعه المشروع عن سيادته، ومقاومته كل أشكال الاعتداءات العسكرية والاقتصادية". وزاد ان "شعب العراق بقيادة الرئيس صدام حسين، مصمم على مواصلة نهجه الثابت في مجابهة العدوان الاميركي - البريطاني، الذي يهدف الى اطالة أمد الحصار الذي فقد كل مسوغاته". وشدد على ان "مستقبل العلاقات العراقية - الروسية سيشهد نمواً وازدهاراً"، لافتاً الى ضرورة "توسيعها في المجالات الاقتصادية". وكان كارتوزوف وصل امس الى العاصمة العراقية، ويفترض ان يجري محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين. وعبر وزير الخارجية العراقي ناجي صبري خلال استقباله المبعوث الروسي عن "تقدير" بغداد "مواقف موسكو ازاء قضية العراق العادلة، ومساندة مطالبه المشروعة برفع الحصار عن شعبه ووقف العدوان الاميركي - البريطاني". ونقلت الوكالة عن كارتوزوف تأكيده موقف بلاده "الرافض كل اشكال الحصار والعدوان التي يواجهها العراق"، مشيراً الى "حرص روسيا على توسيع العلاقات، من خلال اقامة المشاريع المشتركة في المجالات الصناعية والزراعية، من اجل تحقيق المصلحة المشتركة لشعبي البلدين". في غضون ذلك دان علماء المسلمين في العراق الهجمات الاميركية على افغانستان، وحثوا حكومات الدول الاسلامية على الامتناع عن تقديم أي عون للعمل العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وجاء في "فتوى" أصدرها علماء المسلمين في العراق، نقلتها "وكالة الانباء العراقية": "لا يجوز شرعاً وبإجماع الأمة، أن يكون المسلمون عوناً للكافرين تحت أي ذريعة ووفق أي شعار، فلا يجوز لأي مسلم أو دولة أو مؤسسة تسهيل مهمة العدوان للطاغوت الاميركي الصهيوني على أمتنا الاسلامية ودولها وأفرادها". وأفادت قناة "الجزيرة" الفضائية ان "الفتوى" أصدرها 300 من علماء المسلمين في العراق، في اجتماع اختتم في بغداد أول من امس. ودان العلماء وهم من السنة والشيعة "الحرب الصليبية" التي تقودها الولاياتالمتحدة على افغانستان، معتبرين ان "الجهاد ضد الكفار ومقاومة العدوان الاميركي الصهيوني وتحالفه الهجمي، فرض على كل مسلم وبالأدوات والوسائل كافة". يذكر ان الرئيس صدام حسين انتقد أول من أمس ما وصفه ب"ضعف" موقف الحكومات العربية من الضربات الاميركية لأفغانستان. ونقلت الوكالة العراقية عن صدام قوله خلال لقائه نائب رئيس الوزراء وزير التصنيع العسكري عبدالتواب الملا حويش وخبراء في الوزارة: "اخجلونا بموقفهم، وبدأت استحي من بعض الشعوب الاسلامية وانا جالس هنا في بغداد، لأنني أتصور كيف ينظرون الى المواقف الضعيفة للعرب، وأتصور مقدار المرارة التي تتركها في نفوسهم". واكد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ان بغداد ليست قلقة من الحديث عن توسيع الهجمات الانتقامية الاميركية لتشمل دولاً أخرى غير افغانستان. وفي حديث الى شبكة تلفزيون العراق الفضائية، قال رمضان ان "العراق يواجه العدوان والعمليات العسكرية منذ 11 سنة، لكن شعبه لم يتبخر، واعتقد ان الشعب الافغاني هو ايضاً لن يتبخر. ما يقع على افغانستان الآن ظلم فاضح وعدوان كبير، من لا يستنكره يشجع الارهاب والعدوان والهيمنة الاميركية على العالم".