تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعمل من اجل رفع العقوبات عن العراق، وشدد على ان بلاده تعارض الغارات الجوية على الاراضي العراقية، ووعد بتعزيز التعاون الثنائي في حال موافقة بغداد على "استئناف الرقابة" على برامج التسلّح. واستقبل بوتين في مكتبه بالكرملين امس نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي صار اول مسؤول عربي يقابل الرئيس الروسي بعد انتخابه. واشار بوتين الى ان التعاون بين روسياوالعراق "يمكن ان يصبح اكثر فاعلية ومردوداً في حال استئناف عملية الرقابة" على اسلحة الدمار الشامل. ومعروف ان بغداد رفضت استقبال لجنة هانس بليكس للرقابة على برامج التسلح، فيما تنصح موسكو باستقبال اللجنة بعد تغيير هيكليتها واستبعاد الموظفين الذين عملوا في "اونسكوم" تحت إمرة ريتشارد بتلر. وذكر الرئيس الروسي انه "يعارض بشدة اي ضربات" الى العراق، وقال ان دولاً عديدة اخذت تعيد النظر في علاقاتها مع بغداد، وتعهد بأن موسكو ستعمل "لدعم العراق" في الاممالمتحدة. وذكر مستشار الرئيس للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان بوتين اكد انه "سيعمل من اجل رفع العقوبات" وانه دعا الى اعتماد نظام للرقابة الدائمة "يتفادى الثغرات التي كانت ملازمة للجنة بتلر". وأشار بريخودكو الى ان طارق عزيز نقل رسالة جوابية من الرئيس العراقي صدام حسين رداً على رسالة كان نقلها مبعوث بوتين الى بغداد السفير نيكولاي كارتوزوف واكتفى بالاشارة الى ان الرسالة الروسية تناولت "تقويم التعاون والوضع في المنطقة". ونفى ان يكون الجانبان ناقشا موضوع تبادل زيارات "على مستوى القيادة". ونقل المسؤول الروسي عن طارق عزيز قوله ان تعزيز مساهمة روسيا في شؤون الشرق الاوسط من شأنه ان يساعد على حل قضايا كثيرة. وفي لقاء طارق عزيز مع رئيس الحكومة الروسية ميخائيل كاسيانوف تعهد الاخير ب"السير قدماً نحو تعزيز وتوسيع" التعاون مع العراق، ولكنه اكد ان ذلك سيتم "في اطار الالتزامات الدولية" لروسيا، اي ان موسكو لا تنوي كسر نظام العقوبات من طرف واحد. وكان طارق عزيز قابل امس ايضاً سكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف الذي تعهد بأن تبذل روسيا "قصارى الجهود لتعليق ثم إلغاء العقوبات في اقرب وقت". واضاف ان منطقة الخليج يجب ان تتحول منطقة سلام واستقرار بعد اتخاذ "جملة اجراءات" عسكرية وسياسية واقتصادية. واوضح خبير روسي تحدثت اليه "الحياة" ان موسكو "تحبّذ" وضع ركائز لنظام امن اقليمي لا تستبعد منه ايرانوالعراق ويؤمن "بدائل من الوجود الاجنبي المكثّف" في المنطقة. ولم يكشف فحوى الرسالة التي نقلها المسؤول العراقي من الرئيس صدام حسين الى نظيره الروسي، لكن طارق عزيز شدّد على ان البلدين يعملان "سوية". وفي لقائه مع رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ يغور سترويف قال نائب رئيس الوزراء العراقي ان "روسيا صديقة للعرب والمسلمين" ووصف "الامبريالية الاميركية" بأنها "العدو الاول" وشدد على ان محاولات إضعاف روسيا "تخدم مصالح الامبريالية والصهيونية". وفي تأييد لموقف موسكو في القوقاز يلتقي طارق عزيز اليوم رئيس الادارة الموقتة حاكم الشيشان المُعيّن من المركز الفيديرالي احمد قادروق الذي قال انه سيبحث مع المسؤول العراقي تفاصيل جولة ينوي القيام بها في عدد من الدول العربية على رأس وفد يضم عدداً من رجال الدين في شمال القوقاز.