} انشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس في الحديث عن "اليوم التالي"، غداة الانتخابات لرئاسة الحكومة الثلثاء المقبل، واحتمالات تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، وذلك في اعقاب تصريحات مرشح "ليكود" للرئاسة ارييل شارون الذي قال فيها انه سيسعى الى تشكيل حكومة كهذه، في حال فوزه، وانه سيدعو اليها أولاً حزب "العمل" وزعيمه ايهود باراك. أعلن باراك امس ان مسألة تشكيل حكومة وحدة ليست قيد البحث الآن وانه يسعى لتحقيق الفوز في الانتخابات وتشكيل حكومة واسعة من دون ان يعلن ما اذا كان سيدعو "ليكود" للانضمام اليها. ونفى باراك ان يكون خوّل أياً من القريبين منه إجراء اتصالات مع ليكود في هذا الشأن، كما زعم شارون في اشارة الى اتصالات هاتفية اجراها مع الوزير بنيامين بن اليعيزر، المقرب من باراك. ونفى بن اليعيزر ان يكون نقل رسالة بهذا الخصوص لباراك، لكنه اضاف انه يعتقد بأن باراك، في حال فوزه، سيدعو ليكود للانضمام الى حكومته. وطالب زعيم حركة ميرتس، يوسي ساريد رئيس الحكومة بالإعلان بوضوح انه لن يقيم حكومة مع شارون أو ينضم الى حكومة برئاسة شارون. ورأى الوزير يوسي بيلين استحالة انضمام "العمل" الى حكومة حرب يتزعمها شارون وان الحديث الجاري الآن عن حكومة وحدة محتملة يهدف الى خلق البلبلة في أوساط المترددين وكأن باراك سيكون في الحكومة المقبلة في كل الاحوال. وقال سلفان شالوم، الرجل الثاني في "ليكود" ان انضمام "العمل" الى حكومة برئاسة شارون مشروط بموافقة هذا الحزب على الخطوط الحمر الواضحة التي أعلنها ليكود. ودعت زعيمة ميرتس سابقاً شولميت ألوني المترددين في معسكر اليسار الى التصويت الى باراك والامتناع عن الإدلاء بورقة بيضاء "على رغم الشعور بالغثيان الذي يثيره باراك، انما للحيلولة دون وصول شارون وزمرته من دعاة الفاشية الى الحكم". وعبرت ألوني عن اعتقادها بأن رئيس الحكومة الجديدة، أياً كان سيواجه صعوبات جدية في تشكيل حكومة مستقرة إزاء التركيبة الحالية للكنيست. واعتبرت ان دعوة النائبين العنصريين رحبعام زئيفي وافيغدور ليبرمان الى تدمير بيوت في رام الله اذا ما حصل قصف لمستوطنة اسرائيلية "تصب في نهج نازي وتذكر بما أقدم عليه النازيون من إبادة قرية في بولندا عام 1942". الى ذلك، نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس نتائج استطلاع جديد للرأي اجراه معهد "داحف" دلت الى فشل باراك في تقليص الفارق عن شارون، فحصل الأخير على 49 في المئة من أصوات المستطلعين مقابل 33 في المئة لباراك، وقال 18 في المئة انهم لم يبلوروا موقفهم بعد. وأثارت هذه الارقام مجدداً تساؤلات عن امكان تنحي باراك لصالح الوزير شمعون بيريز، لكن الأخير قال امس انه يحترم رغبة باراك في مواصلة المنافسة، علماً ان الموعد الأخير المسموح به لمرشح لترك المنافسة هو صباح الجمعة المقبل. عبدربه من جهته أدلى وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه بتصريحات لصحيفة "الاتحاد"، لسان حال الحزب الشيوعي الاسرائيلي، فهم منها انه يدعو المواطنين العرب في اسرائيل للتصويت لباراك. وقال عبدربه: "إننا ندعو الى عدم الحياد في هذه المعركة وندعو بصراحة الى الوقوف العلني في وجه اليمين الاسرائيلي بقيادة شارون. شارون هو الحضيض والانحطاط العنصري والاحتلالي في أوسع تجلياته ومعانيه ونعتقد بأن سياسة المقاطعة والورقة البيضاء والحياد والتبسيط في القول ان الجميع سواسية، هذه السياسة تصب في خدمة ما يسعى اليه اليمين بقيادة شارون وزبانيته".