} باتت مسألة انسحاب رئيس الحكومة ايهود باراك من السباق على رئاسة الوزراء، واخلاء الساحة للوزير شمعون بيريز صاحب الحظوظ الأوفر في هزيمة مرشح اليمين ارييل شارون، المسألة التي تشغل الاسرائيليين هذه الأيام، وذلك في اعقاب نتائج استطلاعات جديدة للرأي نشرت امس واكدت "عجز باراك عن تقليص الفارق بينه وبين شارون". ورغم اعلان باراك انه سينافس حتى النهاية لا يستبعد معلقون للشؤون الحزبية اضطراره للتنحي. حافظ مرشح ليكود لانتخابات رئاسة الحكومة ارييل شارون على فارق 18 الى 20 في المئة من الأصوات عن ايهود باراك في الاستطلاعات الجديدة، اذ قال 50 في المئة من الاسرائيليين انهم سيصوتون لشارون لو جرت الانتخابات اليوم مقابل 32 في المئة لباراك. وحسب هذا الاستطلاع الذي اجراه معهد "داحف" لحساب صحيفة "ايديعوت احرونوت"، فإن 47 في المئة من الذين استطلعت اراؤهم قالوا انهم سيصوتون لبيريز مقابل 45 في المئة لشارون في حال تنحي باراك. وحسب استطلاع آخر اجراه معهد "غالوب" لحساب صحيفة "معاريف" بلغ الفارق بين شارون وباراك 19 نقطة 44 في المئة لشارون مقابل 25 لباراك. وكان اللافت تراجع شارون، مقارنة باستطلاعات سابقة للصحيفة، وفشل باراك في احراز أي تقدم. وفي هذا الاستطلاع ايضاً يفوز بيريز، كمرشح افتراضي، على شارون بفارق نقطتين. واظهر استطلاع اعده معهد "سميث" ونشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" ان شارون سيحصل على 40 في المئة من الاصوات في مقابل 20 في المئة لباراك والبقية من المترددين. واظهر ايضا تقدم بيريز على شارون في حال انسحب باراك لصالح بيريز. ويرى معلق الاذاعة الاسرائيلية يارون ديكل ان باراك سيرغم على الاستقالة "ما لم يقلع الى الأعالي" في استفتاءات الاسبوعين المقبلين. ونقل عن وزيرين كبيرين في حكومة باراك انهما يؤيدان، بل قد يطالبان باراك بالتنحي اذا ما اتضح ان شارون يشق طريقه الى كرسي رئاسة الحكومة. لكن الوزير يوسي بيلين، المقرب حتى الأمس القريب من بيريز، نفى ان يكون أحد هذين الوزيرين، وقال للاذاعة الاسرائيلية انه يؤيد استمرار باراك في المنافسة حتى خط النهاية. وحسب ديكل ايضاً فإن باراك سيفضل مرغماً اخلاء الساحة لبيريز لأن من شأن هزيمته امام شارون ان "تفضي الى اطاحته عن زعامة حزب العمل غداة الانتخابات. ورأت الصحافية سيما كدمون من "يديعوت احرونوت" ان باراك، في حال قرر التنازل لبيريز فإنه سيفعل ذلك في اللحظة الأخيرة، أي قبل أربعة ايام من موعد الانتخابات، ليضمن فشل بيريز أمام شارون، أي بعد ان يكون الناخب الاسرائيلي بلور موقفه من دون ان يكون بيريز قد حصل على الوقت الكافي لاقناع الناخب الاسرائيلي. الى ذلك، يتواصل نشاط عدد من الحركات الشعبية في معسكر اليسار الاسرائيلي لجمع تواقيع على عرائض تطالب بتنحي باراك حتى ان احداها افتتحت موقعاً في الانترنت لهذا الغرض. وينادي بالتنحي عدد من الشخصيات الاعتبارية كان دعم باراك في الانتخابات الأخيرة. وفي محاولة لتخفيف الصراع الخفي الدائر في أوساط قيادة حزب "العمل" في شأن هذه المسألة، طالب الوزير بنيامين بن اليعيزر زميله بيريز بأن يقول بوضوح العبارة انه يدعم باراك حتى النهاية لوضع حد للاشاعات التي تضر باحتمال نجاح باراك في تقليص الفارق مع شارون. ورد بيريز بالقول انه لا ينتظر حكماء يلقنونه ما يقول وانه سبق ان أعلن تأييده لباراك. ورد شارون على احتمال تنحي باراك بالقول انه لا يخشى أحداً وانه سيهزم بيريز ايضاً، لكنه حذر ناشطي حزبه من احتمال اقبال ضعيف على صناديق الاقتراع لغياب محفز لدى أنصار الاحزاب، باستثناء العمل وليكود، للمشاركة في التصويت. ولم يخف مقربو شارون قلقهم من الاستطلاعات التي تؤكد فوزه وقد تقود بالتالي الى عدم اكتراث ناخبي اليمين والركون الى حقيقة فوزه، علماً ان استطلاعات داخلية لكلا الحزبين تشير الى ان الفارق لصالح شارون لا يتعدى 10 في المئة.