} أثار إعلان انتخابي نشرته حركة "السلام الآن" في صحيفة "هآرتس" أمس دعت فيه رئيس الحكومة ايهود باراك إلى التنحي عن منافسة زعيم ليكود ارييل شارون لصالح شمعون بيريز، ردود فعل واسعة في مختلف الأوساط بداعي اقحام الثُكل في المعركة الانتخابية. من جهة أخرى أحرجت تصريحات زعيم حزب المتدينين مفدال اسحق ليفي في شأن عجز شارون عن تحقيق السلام، أقطاب ليكود الذين سارعوا إلى التنصل منها. استنكر رئيس الدولة موشي كتساف اقحام صور أمهات ثكلى فقدن ابناءهن في حروب إسرائيل في المعركة الانتخابية الدائرة رحاها في إسرائيل. جاء استنكار كتساف هذا في أعقاب إعلان انتخابي نشرته حركة "السلام الآن" في "هآرتس" أمس تضمن صورة كبيرة لأم تبكي ابنها قرب قبره وحوله أضرحة جنود قتلوا في الحروب التي خاضتها إسرائيل. وكتب فوق الصورة: "ايهود باراك، بعد ذلك ماذا ستقول؟ هل اعتقدت حقاً بأنك ستهزم شارون في نهاية الأمر؟ دعوا بيريز ينتصر قبل شارون وقبل أن تقع كارثة!". وأعلن بيريز أن لا علاقة له بالإعلان أو بناشريه. وسبق له أن طالب بصوت خافت وبتأتأة غير خفية وتلبية لمطلب أنصار باراك جميع الساعين إلى استبدال الأخير، بالكف عن ذلك، لكنه لم يعلن أنه لن يقبل باستبدال باراك في حال أقدم هو على الاستقالة. وعلى رغم هذه التصريحات، نقل التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر في حزب العمل قولها إن يوم الجمعة المقبل هو "يوم الحساب"، إذ ستقرر نتائج استطلاع الرأي الجديدة مصير باراك وأنه إذا لم ينجح في جسر الهوة بينه وبين شارون بشكل جدي "على أن تنحصر في رقم من منزلة واحدة"، على حد تعبيرهم، فإن أقطاب الحزب سيطالبونه رسمياً بالتنحي لصالح بيريز. وتوقع التلفزيون ان يقدم عدد من كتّاب الأعمدة في الصحف الإسرائيلية على هذه المطالبة رغم محاولات باراك شخصياً ثنيهم عن ذلك. وحسب استطلاع جديد لمعهد "غالوب" نشرته صحيفة "معاريف" أمس، لا يزال شارون يتفوق بوضوح على باراك 50 في المئة مقابل 33، بينما يسجل بيريز فوزاً بشق الأنفس بفارق نقطتين 46 مقابل 44، علماً أن الخطأ الاحصائي 5.4 في المئة. وجاء استطلاع للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بفارق أكبر لصالح شارون على باراك 55 في المئة مقابل 31. وأكد عدد من أقطاب "العمل" أنه في حال خسر باراك الانتخابات، فسيسعون إلى انتخابات داخلية لزعامة الحزب للحيلولة دون انضمام باراك إلى حكومة وحدة بزعامة شارون. إلى ذلك، أربكت تصريحات عدد من زعماء أحزاب اليمين قادة ليكود بدعوتهم شارون إلى الكف عن شعار "شارون سيحقق السلام"، لأنه ليس سوى ايهام وتضليل. وقال هؤلاء إنهم لمسوا من خلال لقاءاتهم الخاصة مع شارون أنه "ما زال رجل اليمين الذي عرفناه في الماضي". وأضاف زعيم حزب "مفدال" اسحق ليفي ان شارون لن يحقق السلام وانه لجأ إلى الشعار المذكور لاغراض انتخابية بحتة. وسارع أقطاب ليكود للرد على هذه التصريحات، التي من شأنها أن تعيد المترددين من الوسط واليسار إلى أحضان باراك. وقال رئيس الطاقم الإعلامي مئير شتريت ان "مفدال" ليس مخولاً لتحديد سياسة حكومة برئاسة شارون، فيما قال الأخير ان أحزاب معسكر اليمين تتبنى أفكاراً متفاوتة، وأن رأي الغالبية هو الذي سيحدد سياسة حكومته.