تعول طواقم الانتخابات لمرشحي رئاسة الحكومة ايهود باراك وارييل شارون كثيراً على الدعاية الانتخابية، خصوصاً المتلفزة التي يبدأ بثها غداً الثلثاء ومدى تأثيرها على المترددين الذين لم يقرروا بعد لأي من المرشحين سيقترعون. وتصل نسبة هؤلاء الى نحو 30 في المئة. واجرى مستشارو شارون، وعلى رأسهم المستشار الاميركي آرثر فنلكشتاين، تعديلات على مضمون الدعاية. فبعد اسابيع من محاولة تسويق شارون "رجل سلام" أيقن هؤلاء صعوبة الترويج لهذه السلعة الجديدة فقرروا اعتماد السجل الأمني لشارون، لتأكيد انه قادر على تحقيق السلام بعد ضمان الأمن لدولة اسرائيل ومواطينيها. وقالت مصادر قريبة من شارون ان كلمة "سلام" استبدلت بها كلمة "أمن"، ثلاث مرات في نشيد الدعاية الانتخابية. ويواجه شارون نشاطاً لبنيامين نتانياهو وأنصاره الذين يعلنون معارضتهم لتفكير شارون في تشكيل حكومة وحدة، في حال فوزه برئاسة الحكومة. ويرى نتانياهو ان تشكيل حكومة كهذه قد يبقي شارون على كرسي رئاسة الحكومة حتى أواخر تشرين الثاني نوفمبر 2003 وهو الذي يسعى علناً لإجراء انتخابات عامة للكنيست، أواخر السنة الجارية يكون فيها مرشح ليكود لرئاسة الحكومة. ويسعى شارون بعدما ضمن تأييد أحزاب اليمين والاحزاب الدينية المتطرفة الى "احتلال" أوساط الروس الذين يبدون عدم اكتراث بالانتخابات رغم ان استطلاعات الرأي تشير الى ان غالبيتهم سيصوتون لشارون. كما يسعى شارون الى اقناع النائب دان مريدور، من حزب "المركز" بالعودة الى احضان ليكود، بعد ان كان أحد أبرز أقطابه، أو الاعلان على الأقل عن تأييده لشارون. وسينضم الى مريدور، في حال اطلق تأييده لشارون زميله في الحزب وزير الصحة روني ميلو، الذي قدم أمس استقالته من حكومة باراك احتجاجاً على قبولها مقترحات الرئيس بيل كلينتون. ومن غير المستبعد ان يترك مريدور وميلو حزب المركز ويقيما كتلة برلمانية لهما تنضم لاحقاً الى ليكود. وفي معسكر باراك يحتدم الجدل بين أنصاره وأنصار الوزير شمعون بيريز على خلفية مطالبة أوساط في معسكر اليسار باراك بالتنحي لمصلحة بيريز. ويرفض الأخير طلب أنصار باراك التوجه الى الأوساط الداعية لاستبدال باراك بالكف عن هذه المحاولات. ورفع خمسة وزراء و15 نائباً من "العمل" عريضة الى بيريز تطالبه بالعمل على منع أي نشاط في هذا الاتجاه. ولفت الانتباه رفض ثلاثة وزراء هم يوسي بيلين وحاييم رامون ويولي تمير التوقيع على العريضة. ودعا رئيس الطاقم الاعلامي لباراك، النائب ايلي غولدشميدت كل من تهمه مصلحة الحزب ومعسكر السلام الكف عن الحديث عن استبدال باراك مشيراً الى ان الأخير نجح، حسب استطلاعات داخلية، في تقليص الفارق بينه وبين شارون الى 12 نقطة "وبإمكانه سد هذا الفارق اذا ركز جميع أنصار السلام جهودهم على انجاح باراك".