توالى إعلان اللوائح الانتخابية في بيروت وكسروان - جبيل وبعلبك الهرمل وبيروت وعاليه - بعبدا. وينتظر إعلان المزيد منها اليوم في سائر المناطق اللبنانية لتأخذ المعارك الانتخابية في الاتضاح أكثر فأكثر على رغم الولادات العسيرة للتحالفات حاملة التناقضات في الانتماءات الحزبية والعائلية أحياناً والمفاجآت في طبيعة المنافسة حيناً آخر. وبقيت الأنظار مشدودة الى الشمال وإعلان الرئيس عمر كرامي لائحته في الدائرة الثانية في مواجهة لائحة الوزيرين سليمان فرنجية ونجيب ميقاتي، إذ إن معركة طاحنة ستجرى بينهما، في ظل تحالف كرامي مع النائبة نايلة معوض، واستمرت الاتصالات بين كرامي و"الجماعة الإسلامية" وهي العنصر الحاسم في إعلان اللائحة. وقال الدكتور عبدالله بابتي مرشح "الجماعة" عن المقعد السني في طرابلس إن قرار الجماعة النهائي هو "التحالف مع الرئيس كرامي في طرابلس والمنية والاعتذار عن عدم التحالف معه في الكورة والبترون وزغرتا. ولا شيء يمنع من أن نعلن بالتعاون معه لائحة مشتركة عن طرابلس، ومن ثم يعلن مع النائبة نايلة معوض لائحة أخرى في غيرها". وأعلنت ظهراً لائحة "الكرامة والتجدد" في كسروان - جبيل، وهي تضم الوزير السابق جورج فرام، والنواب منصور غانم البون، والياس الخازن وكميل زيادة والمحامي نعمة الله أبي نصر عن كسروان، والمرشحين فارس سعيد وناظم شهيد الخوري ومصطفى الحسيني عن جبيل. وأوضح فرام في مؤتمر صحافي في حضور أعضاء اللائحة إن أربعة عوامل كانت وراء تشكيلها هي: رفض منطق الخطوط الحمر و"البوسطات"، إرادة التغيير، التمثيل الشعبي القوي والالتزام بالعمل المشترك. وقال: "إن اللائحة تلتقي مع الإصرار الوطني والمسيحي على الخروج من دائرة الانكفاء في لحظة مصيرية تمثلت في تحرير الجنوب"، وأشار الى أن "لبنان مقبل على ساعة الحقيقة والخيارات المصيرية الكبرى". وهاجم النائب رشيد الخازن اللائحة التي أعلنها فرام لأنها تجمع أناساً يدعون حمل قضية كبيرة تحت شعار رفض التجنس وهم جنسوا 70 في المئة من المجنسين. وسأل: "لماذا يتدخل وزير الداخلية ميشال المر في لوائح كسروان؟". وفي دائرة بعلبك - الهرمل أعلنت قبل ظهر أمس من داخل قلعة بعلبك اللائحة الائتلافية التوافقية وتضم الرئيس حسين الحسيني، عمار الموسوي، محمد حسن ياغي، حسين الحاج حسن، ابراهيم بيان، مسعود الحجيري، عاصم قانصوه، مروان فارس، غازي زعيتر ونادر سكر. وسبق إعلان اللائحة بيان سياسي تلاه الرئيس الحسيني الذي شدد على ثوابت عدة أهمها "الانتصار التاريخي الذي حققه لبنان على العدو الإسرائيلي". وأعلن البيان الالتزام بعروبة لبنان وانتمائه الى أمته، وبالهوية الوطنية ووحدة العيش المشترك بين جميع أبنائه وعائلاته ومناطقه يشكل القاعدة أساساً لأي نضال وطني سياسي أو إنمائي". وأكد على "العلاقة المميزة مع سورية والتزام وحدة المصير معها وتغليب منطق الدولة على كل أنواع العصبيات التي تعيق مسيرتها". وأعلن المهندس فؤاد مخزومي خوض المعركة الانتخابية في الدائرة الأولى لبيروت في مواجهة لائحة الحريري بلائحة كاملة برئاسته وتضم إليه عن المقعد السني الثاني المحامي محيي الدين دوغان، عن الأرثوذكس الوزير السابق ميشال ساسين، وجان بيار حداد كاثوليك، النائب ابراهيم دده يان انجيلي، ونقيب المحامين السابق انطوان قليموس ماروني. وأضاف في مؤتمر صحافي في نقابة الصحافة في حضور أعضاء اللائحة وحشد من مناصريه، أن "أعضاء اللائحة اصيلون ينتمون الى بيروت لا مستوردين". واعتبر أن الهم الاقتصادي والمعيشي نشأ من عوامل عدة بدأت منذ العام 1990 على رغم الازدهار الاقتصادي، بين 1993 و1996، والتي كان من شأنها إنعاش الوضع العام لولا الفساد وهدر الأموال وغياب الشفافية والمساءلة واختزال المؤسسات في أشخاص". وعما إذا كان يطمح الى رئاسة الحكومة قال إن "خيار كل لبناني الوصول الى أعلى المراكز، لكن معركتنا الآن هي المعركة النيابية، ومن بعدها الشعب يقرر". وعن حظوظ اللائحة بالنجاح قال: "توقعاتنا 50 في المئة". ونحو السادسة عصراً أعلن النائب السابق فؤاد السعد من كفرشيما لائحة "وحدة الجبل" المدعومة من النائب وليد جنبلاط في احتفال حاشد وهي تضم عن دائرة بعبدا باسم السبع، أيمن شقير، صلاح حنين، انطوان غانم وعبدالله فرحات. وعن دائرة عاليه أكرم شهيب، عبده بجاني، انطوان اندراوس وفؤاد السعد. وأعلن السعد بقاء مقعدين شاغرين هما الشيعي الثاني في بعبدا والدرزي الثاني في عاليه. وفي المتن الشمالي تأكد بعد إعلان نجل الرئيس أمين الجميل بيار خوض الانتخابات منفرداً عن المقعد الماروني أن الاتجاه يميل الى تشكيل ثلاث لوائح غير مكتملة، الأولى برئاسة المر ينقصها المرشح الأرثوذكسي الثاني والثانية بزعامة البير مخيبر من دون مرشحين ماروني وارثوذكسي، والثالثة يقودها نسيب لحود. وعقد أعضاء اللائحة الائتلافية في دائرة الشمال الأولى اجتماعاً، بدعوة من النائب عصام فارس أكدوا فيه على الطلب من الأجهزة المختصة الإسراع في تأمين البطاقة الانتخابية. وعلمت "الحياة" أنه تقرر الإبقاء على المقعد السني في اللائحة شاغراً لمزيد من المشاورات للاختيار بين المرشح عبدالناصر رعد الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب أحمد فتفت. ونفى النائب حسين يتيم عزوفه عن ترشيح نفسه في بيروت، وقال إن قراره اتخذه ولن تثنيه عنه "قوى الضغط والترهيب". وأشار الى "مكالمات هاتفية يتلقاها يومياً باسم مواطن صالح تدعوني للانسحاب". وأعلن رئيس الاتحاد العمالي العام الياس أبو رزق ترشحه عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون - حاصبيا. وكشف أن كلاماً وجه إليه مفاده "أن الانتخابات انتهت قبل أن تبدأ. وأنك تصارع خياراً ممنوعاً عليه السقوط ولو نلت مليون صوت. ويجب أن تكون تعلمت وكل المعترضين من النتائج الرسمية لانتخابات 1996".