فتحت مداولات الساعات الأخيرة التي تسبق إقفال باب الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية، منتصف ليل بعد غد الثلثاء، الباب على خلط أوراق جديد لتركيب اللوائح في قوى 14 آذار، فضلاً عن ترقب عناصر جديدة في تأليف لوائح المعارضة في بعض الدوائر التي يطالب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون حليفيه في «حزب الله» وحركة «أمل» بمراعاة مطالبه فيها بالنسبة الى مقاعد مسيحية تلعب الأصوات الشيعية الدور الأكبر في ترجيح فوزها. (راجع ص 6 و7) وعبّر عن خلط الأوراق هذا تصريح رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط أمس الذي أعلن فيه «الاعتذار» عن أنه مضطر للتخلي عن 3 مقاعد من «اللقاء الديموقراطي» لمصلحة تحالف قوى 14 آذار ولمصلحة العلاقة القائمة في شكل خاص مع (زعيم تيار «المستقبل») النائب سعد الحريري التي ستبقى علاقة وطيدة وفي المرتبة الأولى. وأفادت معلومات «الحياة» ان خلط الأوراق سيشمل تبديلات في لائحة المرشحين عن دائرة مدينة طرابلس، بعد الاجتماع الذي عقد ليل أول من أمس بين الحريري ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي حيث رسمت الملامح النهائية للائحة. وتواصلت أمس عملية اعلان البرامج السياسية والمناسبات التعبوية الانتخابية، فنظمت «القوات اللبنانية» مهرجاناً حاشداً عصراً، لمناسبة ذكرى حل حزب «القوات» قبل 15 سنة حين اعتُقل قائده الدكتور سمير جعجع ولوحق قادة الحزب وعناصره. وتخللت المهرجان الذي حضره ممثلون عن قادة قوى 14 آذار شهادات عن مرحلة الإدارة السورية للوضع اللبناني الداخلي، والتوقيفات تركت ردود فعل مؤثرة. وتحدث جعجع خلال المهرجان عارضاً برنامج القوات الانتخابي، وقال: «ان استقلالنا ليس ناجزاً بعد وسيادتنا منتقصة والقرار الاستراتيجي خارج المؤسسات». ورفع شعار ثورة الأرز – 2 للانتخابات النيابية في 7 حزيران (يونيو) المقبل، في مخاطبته للبنانيين. وخاطب المسيحيين قائلاً: «إن أقصى ما نتعرض له ليس محاولات التهميش بل البعثرة التي نعيشها بفعل التصرف المزاجي لبعض القيادات ومحاولتها غشنا». ودعا المسيحيين الى عدم الاقتراع للذين لا يمكنهم التفاهم مع أحد»، في اشارة الى العماد ميشال عون. وبعدما تناول أسباب حل حزب «القوات» وعرض برنامجه المكون من 14 نقطة، سمى مرشحي القوات في نهاية خطابه كالآتي: ريشار قيومجيان في بيروت الأولى، ميشال سلوم في بعلبك - الهرمل، روبير خوري في الزهراني، جورج عدوان في الشوف، إدي أبي اللمع في المتن الشمالي، انطوان زهرا في البترون، فريد حبيب في الكورة، ستريدا جعجع وايلي كيروز في بشري. أما في شأن لائحة طرابلس، وفي ظل تكتم كل من الحريري وميقاتي عما اتفقا عليه أول من أمس، فإن مصادر واسعة الاطلاع أوضحت أنه، بالإضافة الى التبديل الذي طرأ على اللائحة والذي قضى باعتذار النائب مصطفى علوش عن عدم الترشح لمصلحة ميقاتي، فإن البحث أدى الى طرح فكرة ترشيح النائب أحمد كرامي بدلاً من النائب الحالي مصباح الأحدب (نائب رئيس حركة التجدد الديموقراطي). كما أن هذه المعلومات رجحت الاتفاق على تبني ترشح عضو قيادة الكتائب سامر جورج سعادة عن المقعد الماروني في طرابلس بدلاً من اقتراح ترشح النائب السابق جان عبيد. وقال جنبلاط في مهرجان في اقليمالخروب ان من المؤسف أنه والحريري لم يتمكنا من دعم ترشح عبيد في طرابلس، وكان النائب سمير فرنجية قال تعليقاً على إمكان ترشحه في طرابلس إن الأمر لم يُطرح عليه وأنه لم يطرحه شخصياً وأن ترشحه في زغرتا هو الطبيعي. أما بالنسبة الى المقاعد الثلاثة التي أشار جنبلاط الى اضطراره للتخلي عنها، فقد رجحت مصادر مطلعة أنها تشمل استبدال المرشح دوري شمعون بالنائب الحالي نبيل البستاني في الشوف، والمرشح الكتائبي فادي الهبر في عاليه بالنائب الحالي من تيار «المستقبل» انطوان اندراوس واحتمال التخلي عن النائب عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا الدكتور عبدالله فرحات لمصلحة المرشح عن حزب «الوطنيين الأحرار» الياس أبي عاصي. وبذلك يكون الحريري وجنبلاط تنازلا عن مقاعد عدة لمصلحة حلفاء مسيحيين لهما من قوى 14 آذار. وينتظر أن تشهد لائحة تيار «المستقبل» في عكار تبديلات أساسية قد تشمل النواب الثلاثة الحاليين عن المقاعد السنية، فضلاً عن النائب الحالي عن المقعد الأرثوذكسي عبدالله حنا. وهاجم رئيس الحكومة السابق عمر كرامي ما يطرح من ائتلاف في طرابلس (بين الحريري وميقاتي) قائلاً: «ان كرامة المدينة تجعلني أحجم عن الدخول في مشروع كهذا». وفي المقابل أعلن عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده عن تدشين ماكينة الحزب الانتخابية في دائرة جبيل، وقال ان ما ذكر عن استعداده للترشح في كسروان في مواجهة العماد ميشال عون ليس نهائياً وبالتالي ليس جدياً لغاية الآن. وقال ان خياره الأول الترشح في جبيل لكن فكرة كسروان ما زالت اقتراحاً لكن القرار لم يتخذ بعد.