القدس المحتلة، باريس - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - نفى مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون امس تقريرا نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية عن ان الجانبين يقتربان من التوصل الى اتفاق من شأنه ازالة ثلاث من اكبر العقبات التي تواجه السلام. وكتبت الصحيفة اول من امس ان الجانبين احرزا تقدما باتجاه حل قضايا السيادة على القدس والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة ووضع اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدة ان هذه الانباء لم يسربها اي من الطرفين. وقال صائب عريقات المفاوض الفلسطيني البارز ل"رويترز" ان هذا التقرير لا أساس له من الصحة على الاطلاق. وكان الاسرائيليون والفلسطينيون الذين يجرون مفاوضات مكثفة من اجل التوصل الى اطار لاتفاق سلام نهائي يستهدفون التوصل اليه بحلول 13ايلول سبتمبر المقبل انهم لم يحرزوا اى تقدم في محادثات السلام. وقد عاد المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس الى واشنطن بعد ان اخفق في ردم الفجوة الواسعة بين مواقف الطرفين. ويلتقي الرئيس الفلسطيني اليوم الرئيس المصري حسني مبارك لاطلاعه على نتائج لقائه مع باراك مساء الاحد الماضي ونتائج جولته الخليجية الاخيرة. وادعت "لوموند" ان الفلسطينيين والاسرائيليين يدرسون مسودة اتفاق اطار قدمت الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في اجتماعهما مساء الاحد الماضي في رام الله. واضافت ان المسودة تنص على ان تكون السيادة على القدس لاسرائيل وان يكون للفلسطينيين حكم ذاتي اداري في القدسالشرقية وفي عدد من الاحياء في محيطها، بما في ذلك قرية ابو ديس. ووفقا ل"لوموند" سيكون الفلسطينيون قادرين على زيارة المسجد الاقصى عن طريق معبر تحت السيادة الفلسطينية. وقالت الصحيفة ان الدولة الفلسطينية ستكون لها سيادة على اكثر من 80-90 في المئة من الضفة الغربية، وان بعض المستوطنات سيتم اخلاؤه وبعضها الآخر سيتم تأجيره لاسرائيل ويخضع للسيادة الفلسطينية. وزادت "لوموند" ان مؤتمرا دوليا تحت اشراف الاممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سيناقش مسألة دفع تعويضات للاجئين الفلسطينيين . ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي امس مقال "لوموند" ب"المثير للاهتمام"، ولكنه نفى ضمنا وجود مثل هذا الاتفاق. واعلن باراك "انها افكار مثيرة للاهتمام وخلاقة، ويمكن حتى ان نستوحي منها، ولكن لم يثرها اي طرف خلال لقائي مع ياسر عرفات"، في رام الله. واضاف في مقابلة معه بمناسبة العيد الوطني الاسرائيلي: "هذه الافكار لم تطرح، على حد علمي، في اي لقاء". وتجاهل وزير الاتصالات الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر تقرير "لوموند" غير انه قال ان مسألة مشاركة الادارة المدنية في القدس "اثيرت اكثر من مرة". وقال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن ل"رويترز" ان القدس جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. وأضاف ان ليس هناك مجال لمناقشة استمرار الاحتلال الاسرائيلي للقدس. وقال بن اليعازر للاذاعة الاسرائيلية: "اجريت اجتماعا مطولا امس الاثنين مع ياسر عرفات و.. صائب عريقات.. واسلوب المناقشة لم يشر على الاطلاق لوجود اى دليل على ذلك بل على العكس". وأضاف: "كل ما جرى بحثه الامس يتعلق بتهيئة المناخ من اجل مواصلة المحادثات".