سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحدثت عن تلقيها اقتراحات "سطحية" للايحاء بحدوث تغيير ومسؤولون من الجانبين أقروا باتصالات مكثفة بينهم . السلطة الفلسطينية تنفي وجود مفاوضات سياسية مع إسرائيل
أقر الفلسطينيون والاسرائيليون بوجود اتصالات مكثفة بينهم إلا أنهم اختلفوا بشأن اطار هذه الاتصالات وأهدافها، فيما كشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة" عن تقديم الجانب الاسرائيلي اقتراحات "سطحية" تهدف الى الايحاء بوجود تزحزح عن مواقفه التي طرحها في كامب ديفيد. نفت السلطة الفلسطينية وجود أي مفاوضات سياسية مع مسؤولين إسرائيليين حول قضايا الوضع النهائي واتهمت الجانب الاسرائيلي بتسريب انباء عن لقاءات لخلق بلبلة فلسطينية وعربية ودولية. وأكد وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه ل"الحياة" ان الاسرائيليين "يحاولون المبالغة والتضخيم في شأن بعض اللقاءات والاتصالات التي لم تتوقف ولا يوماً واحداً منذ اندلاع الانتفاضة والتي لا تمت بصلة لمفاوضات بمفهوم المحادثات السياسية". وأوضح عبدربه الذي اوردت مصادر اسرائيلية اسمه من بين المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة الذين قالت انهم التقوا نظراء اسرائيليين لهم قبل يومين في القدس ان "الاتصالات التي تتعلق وتتعامل مع الوضع الراهن والانتهاكات الاسرائيلية واعمال التطويق وغيرها لم تتوقف لحظة واحدة على كل المستويات، ولا يهم ان تسجل الاتصالات ولكنها جميعها خلت من اي مضمون جدي واي تقدم عملي في مسألة المفاوضات". واعتبر التسريبات الاسرائيلية بهذا الخصوص "جزءا من الالاعيب الاسرائيلية التي تعمد للمبالغة في هذه اللقاءات وأهدافها وإطاراها لإثارة أجواء من عدم اليقين والبلبلة في الموقف الدولي والعربي والفلسطيني الداخلي". وأكد على هذا الصعيد ان اللقاء المقرر بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والمبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام دنيس روس في الرباط "ليس له أي علاقة بلقاء روس ووزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي في باريس" اول من امس. ورفض الوزير الفلسطيني التعليق على تأكيدات مصادر في مكتب بن عامي لحدوث لقاء بين الجانبين قبل يومين. ونشرت الصحف العبرية الرئيسية الثلاث امس على صدر صفحاتها أنباء متفاوتة عن مفاوضات مكثفة اجراها مسؤولون اسرائيليون مع مسؤولين فلسطينيين. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان "الظروف نضجت" لاستئناف المفاوضات بهدف استكمالها قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي بيل كلينتون على اساس "التفاهمات" التي احرزت في تموز يوليو الماضي في كامب ديفيد. وأشارت الصحيفة ذاتها الى ان وزير الخارجية الاسرائيلي بن عامي التقى اول من امس في باريس "شخصية قرببة جداً" من الرئيس المصري حسني مبارك ومطلعة على الاتصالات الجارية لاستئناف المحادثات. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها ان اللقاء جرى بين بن عامي و "ممثل كبير من دولة عربية قطعت علاقاتها مع اسرائيل في فترة المواجهات العنيفة مع الفلسطينيين". ذكرت "صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية امس ان بن عامي التقى في باريس شخصيات رسمية مغربية كبيرة قبل وصول مبعوث السلام الاميركي دنيس روس الى الرباط. واشارت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس الى لقاء "سري" مساء الاحد الماضي مثل اسرائيل فيه كل من بن عامي وغلعاد شير مدير مكتب باراك ونائب رئيس جهاز المخابرات العامة الداخلية شاباك السابق يسرائيل حسون، وعن الجانب الفلسطيني رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة محمد دحلان وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والوزير عبدربه. وقالت الصحيفة ان هذا اللقاء جاء في اعقاب عدة اتصالات اجراها شير مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء في بيت الاخير في رام الله وكان اخرها في الخامس من كانون الأول ديسمبر الجاري في القدس. واضافت انه بعد فشل "قناة شير - ابو علاء" بسبب طلب الأخير من اسرائيل اتخاذ خطوات "حسن نية" بما في ذلك اطلاق عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين، حاولت الحكومة الاسرائيلية ايجاد "مسار التفافي". وفي مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، رفض شير التطرق الى مهمة بن عامي السرية في باريس، غير انه اقر بوجود مفاوضات مع الفلسطينيين وقال إنها تهدف الى "تهدئة الوضع ودفع السلطة الفلسطينية للتقيد باتفاق شرم الشيخ". وقالت مصادر اسرائيلية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك الذي يتعلق مستقبله السياسي والشخصي باحراز اتفاق مع الفلسطينيين، اجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الاميركي كلينتون ناقش معه خلالها سبل التوصل الى مثل هذا الاتفاق في الافق المنظور. وكان باراك طلب بوضوح من كلينتون في وقت سابق عدم التدخل في المرحلة الحالية في المفاوضات مع الفلسطينيين. واكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الاخير سيلتقي روس على هامش زيارته للعاصمة المغربية ولكنه رفض تأكيد أو نفي واقعة لقاء بين روس وبن عامي في باريس. وأشار ابو ردينة الى ان "الاتصالات الكثيرة مع مسؤولين اسرائيليين"، موضحاً ان هذه الاتصالات تتعلق بأمور حياتية يومية او امنية ولكنها لم ترق الى درجة مفاوضات سياسية. وأشار في الوقت ذاته الى ان جهوداً مصرية وأردنية وعربية وأخرى بذلها الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان "لم تؤد الى نتائج ملموسة حتى الآن". إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية في القدس ل"الحياة" ان مسؤوليين اسرائيليين أبدوا "مرونة محدودة" في المواقف التي طرحها باراك في كامب ديفيد خلال لقاءاتهم الاخيرة مع نظرائهم الفلسطينيين. وأكدت المصادر ذاتها الى ان باراك يسعى الى اقناع الجانب الفلسطيني بضرورة التوصل الى اتفاق من خلال الايحاء باستعداده "التنازل" بسبب ضغط عامل الزمن الذي يلاحقه كالسيف القاطع. وأوضحت أن من بين الاقتراحات "غير الرسمية" التي طرحها مبعوثو باراك التسليم بالسيادة الفلسطينية الكاملة على الحرم القدسي وسيادة فلسطينية "متقدمة" على الاحياء العربية في المدينة المقدسة واخلاء المستوطنات اليهودية المزروعة في قلب المدن والتجمعات السكنية الفلسطينية الأخرى، وعدم تدمير هذه المستوطنات لتشكل مأوى للاجئين الفلسطينيين الذين ستسمح اسرائيل بعودتهم الى الدولة الفلسطينية العتيدة وغالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالاضافة الى اعتراف اسرائيلي بالدولة الفلسطينية التي ستقطعها كتل استيطانية كبيرة الى ثلاثة اقسام. وأشارت المصادر ذاتها الى أن بن عامي يقود الطاقم الاسرائىلي المعني باحراز الاتفاق وانه عرض هذه الأفكار والمقترحات على اطراف عربية ودولية في الآونة الأخيرة.