في محاولة لمواجهة الحملة العراقية التي تلقي باللوم في معاناة الشعب العراقي على العقوبات الاقتصادية، وجهت الولاياتالمتحدة انتقادات حادة للنظام العراقي متهمة الرئيس صدام حسين والقريبين منه ببناء قصور فاخرة واستيراد كميات ضخمة من الخمور بينما يعاني الشعب العراقي من الجوع والفقر. وقدم الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن للصحافيين صوراً التقطت جواً لمواقع وصفها بأنها قصور ومساكن فاخرة مخصصة لكبار مسؤولي النظام، موضحاً ان "الخمر يتدفق فيها بفضل تمويل من مبيعات غير مشروعة للنفط على حد قول واشنطن". وقال روبن ان "النظام يسكر ويدعي في الوقت نفسه ان الشعب لا يملك ما يؤمن له الغذاء"، داعياً الأسرة الدولية الى ابقاء العقوبات الصارمة المفروضة على العراق. واتهم الناطق مجدداً بغداد بتمويل هذه النفقات بواسطة صادرات غير مشروعة لمنتجات نفطية بدلاً من الالتزام ببرنامج "النفط للغذاء" الذي ينص على ان تستخدم موارد مبيعات النفط العراقي لشراء مواد غذائية وأدوية. ورأى ان بغداد بذلت "جهوداً كبيرة لتصدير نفط بطريقة غير مشروعة" وفي الوقت ذاته "تلقي باللوم على باقي العالم لآثار الحظر الدولي المفروض منذ حرب الخليج في 1991 على الشعب". وتحدث روبن عن استيراد كميات كبيرة من المشروبات الكحولية الى العراق، بينما يفترض ان استهلاك الكحول محظور في البلاد. وقال ان "نظام بغداد يستهلك اسبوعياً اكثر من عشرة آلاف زجاجة ويسكي و350 الف عبوة من البيرة و700 زجاجة نبيذ". وأضاف ان كلفة بناء 49 من القصور والمساكن الفاخرة منذ 1991 بلغ حوالى بليون دولار. وأوضح ان قصر ابو غريب الذي يجري بناؤه مزود بنظام متطور للمجاري المائية بينما تواجه البلاد موجة قاسسية من الجفاف. وقال روبن ان بغداد "تشكو من الجفاف ولكن صدام حسين لا يتردد في الوقت نفسه في استخدام الموارد النادرة في التأكد من ان قصوره لا تنقصها المياه وحدائقها تلقى العناية اللازمة". وأكد روبن بالاستناد الى شهادات ان "الرخام يغطي أرض" هذه القصور المزودة "ثريات من الكريستال وصنابير ذهبية". وأضاف: "سيكون شعب العراق في حال افضل اذا تعاون صدام مع الأممالمتحدة وباع النفط وفقاً لبرنامج النفط للغذاء واستخدم المال لشراء حاجات الشعب العراقي". وقال روبن انه يريد ان يوضح ان العقوبات التي سترفع في الوقت المناسب وتجميد عقود الواردات ليسا السبب في معاناة الشعب وانما "سوء الحكم والاستغلال" من جانب النظام الحاكم. وأضاف روبن معلقاً على استقالة سبونيك "ليس وحده الذي له ضمير... لهذا السبب وضعنا برنامج النفط للغذاء. وسمحنا بارسال امدادات غذائية وأدوية قيمتها عشرة بلايين دولار للشعب العراقي". وزاد ان الاعتقاد بأن صدام سينفق المال على شعبه اذا رفعت العقوبات هو تفكير مبالغ فيه و"السبب الرئيسي لمعاناة الشعب العراقي هو هذا الدكتاتور المجنون الذي أدخل بلاده في حرب دامت عشرة أعوام ضد ايران ثم في حرب استمرت عشرة أعوام اخرى ضد العالم أجمع".