جددت بغداد دعوتها الاممالمتحدة الى رفع الحظر الدولي المفروض على العراق، مؤكدة ان الحظر دمّر اقتصاد هذا البلد، وان انعكاساته تسبّبت في وفاة ملايين من المواطنين. وحمّلت واشنطن نظام الرئيس صدام حسين مسؤولية ازدياد وفيات الاطفال العراقيين واصفة صدام بأنه "طاغية" يتلاعب بتوزيع الادوية والاغذية، في حين اكدت بريطانيا تأييدها ابقاء الحظر. بغداد، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - دعت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراقالاممالمتحدة الى الامتناع عن ان تكون "جسراً للايذاء وغطاء للعدوان" تستخدمه الولاياتالمتحدة واسرائيل لفرض عقوبات مؤذية للشعب العراقي". وكتبت امس: "اذا كان البيان الذي وزعته ممثلية العراق لدى الاممالمتحدة قبل ايام، قدم معلومات بالارقام تؤشر الى بعض نتائج الحصار على الحياة المدنية، فإن هذه المؤشرات تبقى مجرد عناوين لتفصيلات اكثر ايلاما وخطورة، يعرفها المجتمع الدولي والاممالمتحدة جيداً. ولكن لم يجر التعامل معها حتى الآن بالاسلوب المتناسب مع روح ميثاق المنظمة الدولية وجوهر عملها، علماً ان عليها العمل لحفظ الامن والسلم الدوليين وصون كرامة الشعوب وحياتها لا ان تكون جسراً للايذاء وغطاء للعدوان". وكان صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف نشر الخميس دراسة عن الحال الصحية للاطفال في العراق منذ نهاية حرب الخليج، اظهرت ان وفيات الاطفال زادت بنسبة تفوق المثلين في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة وان عدد الاطفال الذين توفوا في هذا الجزء بلغ نصف مليون على الاقل. واوضحت ان معدل الوفيات دون سن الخامسة في وسط البلاد وجنوبها حيث يعيش 85 في المئة من السكان، ارتفع من 56 وفاة لكل الف ولادة بين عامي 1984 و1989 الى 131 وفاة بين عامي 1994 و1999. واشنطن في واشنطن قال الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ليل الخميس: "لو لم يستمر صدام حسين في استيلائه على الادوية والوسائل المخصصة للاعتناء بالاطفال العراقيين، لما واجهوا مشكلة" مضاعفة الوفيات. وزاد ان "العبرة الاكثر وضوحاً التي يجب استخلاصها هي تنفيذ برنامج النفط للغذاء في المناطق التي يمكن ان ينفذ فيها بحرية". واكد ان "اللوم في معاناة الشعب العراقي يقع كلية على عاتق زعيمه الطاغية، وفي المناطق التي لا يتلاعب فيها صدام بالادوية والمؤن فان البرنامج فعّال. لا يمكننا حل مشكلة هي نتاج السلوك الاستبدادي للنظام في بغداد". وتابع روبن ان "الحكّام العراقيين مسؤولون عن شعبهم، ونستطيع ان نعمل جاهدين لممارسة اقصى ضغط عليهم، ويمكننا توفير برامج النفط للغذاء وتقديم أدوية، ولكن اذا كان صدام يجعل هذه الادوية حكراً على الذين يخصونه، فهو المسؤول". لندن في الوقت ذاته اعلن غوف هون وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ان لندن ما زالت مصممة على دعم سياسة العقوبات المفروضة على العراق، على رغم التقرير المقلق الذي نشرته "يونيسيف". وقال ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي ليل الخميس: "نحن قلقون من الوضع الانساني في العراق، لكن التقرير يقول صراحة ان نسبة الوفيات في الشمال الذي لا يسيطر عليه نظام صدام، ادنى بكثير مما هي في المناطق التي يسيطر عليها. وهذا يثبت انها مسؤولية النظام وليست بتأثير العقوبات". وذكّر بأن "العقوبات التي لا تستهدف الاطفال العراقيين يمكن ان ترفع غداً" اذا احترمت بغداد التزاماتها الدولية. على صعيد آخر، اعلنت الاممالمتحدة ان براكاش شاه، الموفد الخاص للأمين العام كوفي انان، لن يستقر في شكل دائم في بغداد التي لن يزورها الا لمهمات محددة. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارت ان أنان قرر "ان بقاء شاه في شكل مستمر في بغداد لم يعد ضرورياً"، علماً ان مجلس الامن لم يتوصل بعد الى قرار في شأن نظام جديد للرقابة على تسلح العراق. وأوضح ايكهارت ان "شاه سيواصل العمل كموفد خاص لكن مقره سيكون في نيودلهي، وسيزور العراق في حال الضرورة". يذكر ان انان عيّن براكاش شاه مبعوثاً خاصاً الى العراق في شباط فبراير 1988 اثر ازمة تفتيش القصور الرئاسية. واشار الناطق الى ان التغيير جاء استجابة لطلب شاه.