تصاعد التوتر جنوب صربيا امس، وتوقع المراقبون مواجهة دامية بين القوات الصربية والمسلحين الألبان، اذ اخفقت وساطة المسؤول السياسي في قيادة قوات حفظ السلام كفور سون ساليفين في ايجاد حل للمشكلة القائمة منذ اكثر من شهرين، نتيجة سيطرة مقاتلي "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" على حوالى 200 كيلومتر مربع من أراضي صربيا المحاذية للحدود الشرقية لاقليم كوسوفو. وأعلن قائد قوات حفظ السلام الجنرال الايطالي كارلو كابيجوزو، في تصريح الى الصحافيين في بريشتينا عاصمة كوسوفو، معارضته الحركة المسلحة جنوب صربيا، ودعا سكان كوسوفو الى عدم مساعدة الحركة "لأنها تهدد السلام في الاقليم". واكد على وجود تعاون واسع بين قوات حفظ السلام والقيادة اليوغوسلافية، "للحد من المواجهات وحل المشكلة سلمياً". وافاد قائد الفيلق الثالث للجيش اليوغوسلافي جنوب صربيا الجنرال فلاديمير لازاريفيتش، ان مواقع الشرطة الصربية في بلديتي بويانوفاتس وفرايني تعرضت لهجمات شديدة "ما يؤكد ان الارهابيين الالبان يملكون أسلحة حديثة ومتنوعة". وفي اشارة وصفها المراقبون بأنها تعني القوات الاميركية شرق كوسوفو، قال القائد اليوغوسلافي "أعرف جيداً مصادر هذه الأسلحة ونوعها والجهات التي زودت الانفصاليين الألبان بها على رغم الاتفاقات الدولية التي لا تسمح بذلك... ولكنني لا أريد كشف المزيد حالياً". وأضاف: "اتخذنا الاستعدادات اللازمة، وسنتولى انهاء التمرد المسلح وحدنا، اذا عجزت القوات الدولية عن اخراج المتمردين في وقت قريب". الى ذلك، نقلت صحيفة "كوخا ديتوري" الالبانية الصادرة في بريشتينا، عن محمد جماييلي أحد قادة جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا قوله: "نعرف اين ينبغي ان تصبح حدود كوسوفو، واذا لم ينسحب الصرب من الأراضي التي يحتلونها، فسنرغمهم على ذلك". واكد ان المسلحين الألبان، قتلوا خلال الاسبوع الماضي ما لا يقل عن أربعة من أفراد الشرطة الصربية. واعتبر قطب "الحركة الديموقراطية الصربية" زوران جينجيتش، ان الاحداث في جنوب صربيا "توفر امكان اندلاع حرب بلقانية جديدة". واشار الى وجود معلومات لديه تؤكد ان "المتشددين الألبان يريدون السيطرة على الطريق الدولية التي تمر من وادي بريشيفو". ومن جهة اخرى، أفادت وسائل الاعلام في بلغراد امس ان طلب الحكومة اليوغوسلافية بتعديل اتفاقها العسكري مع الوجود الدولي في كوسوفو "حظي بتفهم واسع لدى دول الاتحاد الأوروبي".