حذرت قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو من ان وحدات صغيرة من القوات الصربية تحاول على ما يبدو زعزعة الاستقرار في الاقليم من خلال حوادث منسقة، فيما هدد قائدان عسكريان يوغوسلافيان بالتدخل عسكرياً في الاقليم. وأفاد ناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية بقيادة الحلف الاطلسي ان الحادث الذي وقع قبل اسبوع وقتل فيه جندي روسي بالرصاص ثلاثة مسلحين صرب هاجموا سيارة مليئة بسكان ألبان قرب بلدة غنيلياني جنوب شرقي الاقليم "كان ضمن نشاطات صربية منسقة ومخططة". وأضاف ان الصرب "كانوا يرتدون ثياباً شبه عسكرية ويحملون شارات من نوع لم نره من قبل". وأوضح ان مجموعة مؤلفة من حوالى 20 رجلاً يرتدون ثياباً سوداء "شوهدت في شمال كوسوفو قرب الحدود مع صربيا قبل بضعة أيام". وحذر الناطق الجيش اليوغوسلافي "من محاولة العودة غير الشرعية بهذه الوسيلة الى كوسوفو". وزار قائد قوات حلف شمال الاطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك امس، كوسوفو حيث تفقد القوات الاميركية في جنوب شرقي الاقليم والوضع في مدينة اوراخوفاتس كما التقى مع قادة للقوات الروسية. وجاء ذلك في وقت أعلن قائد فيلق بريشتينا السابق للجيش اليوغوسلافي الجنرال فلاديمير لازاريفيتش ان على القوات الدولية "ان تسمح للاجهزة الصربية بحماية الصرب وغيرهم من سكان الاقليم". ووصف قوات حلف شمال الاطلسي في تصريح نشرته صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس بأنها "لا تتقيد بالاتفاق العسكري". كما ان البعثة المدنية للامم المتحدة "لا تحترم الدستور والقوانين في صربيا ويوغوسلافيا". وأضاف الجنرال لازاريفيتش ان على العالم ان يعلم "ان العدوان المسلح ضد يوغوسلافيا لا يزال مستمراً في كوسوفو وميتوخيا من خلال القتل اليومي للصرب". وسخر القائد اليوغوسلافي من التقرير الذي رفعه مسؤول الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير الى مجلس الأمن حول نية جيش تحرير كوسوفو تسليم كل ما لديه من أسلحة بحلول الأحد المقبل. وقال: "من المعلوم ان الألبان سلموا ما لديهم من أسلحة قديمة وحصلوا عوضاً عنها على أسلحة جديدة وثقيلة بإشراف القوات الدولية". والى ذلك، أفاد قائد الفيلق الثالث في الجيش اليوغوسلافي الجنرال نيبويشا بافكوفيتش انه "يتعين على القوات الدولية ان ترحل من كوسوفو ما دامت غير قادرة على أداء مهمتها" وان "توجه الدعوة الى الجيش اليوغوسلافي للعودة من أجل تقديم الحماية للسكان غير الالبان والحفاظ على سيادة صربيا ويوغوسلافيا". ومعلوم ان تهديدات العسكريين للقوات الدولية تواصلت منذ اسبوع. وتزامن ذلك مع تزايد المعلومات عن تسلل افراد من ميليشيات صربية الى مناطق عدة في كوسوفو، من ضمنها مدينة ميتروفيتسا. وأعلنت القوات الدولية انها أوقفت خطتها لاعادة 162 أسرة ألبانية الى منازلها في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا الذي يسيطر الصرب عليه ، "بسبب الأوضاع المتوترة والمواجهات بين الألبان والصرب المتواصلة في المدينة". وذكرت مصادر البانية في مدينة اوراخوفاتس امس ان الوحدات العسكرية الروسية حاولت دخول قرية اوبتيروشا المجاورة للمدينة "إلا ان السكان المحليين ردوها على أعقابها".