قالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان التحذيرات التي اطلقها السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الجنوب رولف كنوتسن، للبنان بعد عملية "حزب الله" في منطقة مزارع شبعا، الخميس الماضي، لا تعني بالضرورة ان هناك تصعيداً عسكرياً ستشهده الجبهة مع اسرائيل. وأكدت المصادر نفسها ان جميع الأفرقاء يتجهون نحو ضبط النفس ولا مصلحة لأحد في أي تدهور للأوضاع العسكرية، في هذه المرحلة، ولا مصلحة لاسرائيل بذلك. ورجّحت ان يكون هدف هذه التحذيرات الضغط للحؤول دون مزيد من العمليات التي قد يقوم بها "حزب الله" ضد القوات الاسرائيلية في شكل يوحي بامكان ربط عملياته بالانتفاضة الفلسطينية، لكن نشاط الحزب يبقى تحت سقف المطالبة اللبنانية بالافراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية واسترداد مزارع شبعا وبالتالي هو منضبط. ولم تستبعد المصادر ان تكون حصلت اتصالات بهدف ضبط الأمور. من جهة ثانية، قالت مصادر في الأممالمتحدة ان اعتبار كنوتسن عملية "حزب الله" خرقاً ل"الخط الأزرق" لا يعني ادانة لجانب واحد بل سبق للأمم المتحدة ان سجلت حصول خروق اسرائيلية للخط، خصوصاً لجهة خرق الاجواء والأراضي اللبنانية. وعلى صعيد ردود الفعل على العملية، سأل النائب المعارض الدكتور البير مخيبر الحكومة: لماذا تفجر المقاومة عبواتها في مزارع شبعا ومجلس الأمن ابلغ الحكومة ان الجيش الاسرائيلي انسحب من الجنوب على ان يفصل في شأن مزارع شبعا على حدة؟ وسأل "عن الأسباب التي تمنع المقاومة من القتال على الأرض السورية حيث لا خط أزرق" وعن "غياب السلطات اللبنانية كأنها تنازلت عن صلاحياتها لغيرها". واعتبر "ان هذه السياسة انهكت لبنان بتمسكها بالجيش السوري ضاربة عرض الحائط المطالبة بخروجه وتحرير لبنان من الارتهان". وانتقد غياب لبنان عن مؤتمر الشراكة الأوروبية المتوسطية "بناء على طلب سورية".