جددت إسرائيل انتهاكها للسيادة اللبنانية وللمجال الجوى اللبناني بتحليق طيرانها الحربي فجر امس على علو منخفض فى الأجواء اللبنانية لمدة نصف ساعة. وشنت غارات وهمية وخرق جدار الصوت فوق بيروت وضواحيها مما أحدث دويا هائلا . وأثارت الغارات المخاوف من شن غارات على أهداف محددة فى أعقاب عودة التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية للمرة الأولى منذ الانسحاب الاسرائيلى قبل ثلاثة اعوام بعد انتقال المواجهات بين (المقاومة الاسلامية) وبين قوات الاحتلال الاسرائيلى الى خارج جبهة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة اثر غارات اسرائيلية على قرى جنوبية فى القطاع الغربى بعد ساعات على مقتل اسرائيلى وجرح خمسة فى مستوطنة شلومى نتيجة اصابتهم بشظايا مضادات (حزب الله ) التى اطلقت باتجاه طائرات اسرائيلية خرقت الاجواء اللبنانية فى الجنوب. من جهته دان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الليلة قبل الماضية اطلاق حزب الله اللبناني الشيعي قذائف على اسرائيل الذي اسفر عن مقتل شخص وجرح خمسة آخرين. مبينا ان هذا القصف يشكل انتهاكا خطيرا للخط الازرق ولقرارات مجلس الامن الدولي. وكانت الاممالمتحدة رسمت الخط الازرق الذي يفصل بين اسرائيل ولبنان بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان. وعبر الامين العام للامم المتحدة عن قلقه العميق للتصعيد الجاري في المنطقة داعيا كل الحكومات التي تتمتع بتأثير على حزب الله الى ردعه عن اي هجمات اخرى يمكن ان تزيد من التوتر في المنطقة. على حد قولة. كما دعا اسرائيل الى التزام اقصى درجات ضبط النفس. وفي غضون ذلك تقدم لبنان بشكوى عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي بسبب اعتداءاتها وتهديداتها المستمرة ، وخروقاتها للسيادة اللبنانية، بعد شكوى تقدمت بها الدولة العبرية الى مجلس الامن الدولي ضد سورياولبنان السبت الماضي اثر هجوم شنه حزب الله على قواتها في منطقة مزارع شبعا التي يطالب بها لبنان. واعلنت الشرطة اللبنانية ان دوي انفجارين قويين نجم عن اختراق الطائرات الاسرائيلية التي كانت تحلق على علو منخفض جدا. وجاء تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية بعد بضع ساعات من اجتماع وزاري مصغر ترأسه شارون لمناقشة مجموعة من الردود الإسرائيلية الممكنة على هجمات حزب الله الشيعي اللبناني. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية في القدسالمحتلة ان الضربات الجوية من بين الخيارات التي وافقت عليها الحكومة الأمنية المصغرة. واكد مسؤول إسرائيلي طلب عدم كشف هويته بعد الاجتماع ان إسرائيل لا تستطيع ان تبقى مكتوفة الايدي في مواجهة هذه الهجمات لكننا لا نريد تصعيدا عسكريا مع سورياولبنان. مضيفا ان رسائل بهذا الخصوص وجهت الى واشنطن تنتقد ايرانوسوريا وتشدد على ضرورة ان توقف دمشق دعمها لمجموعات ارهابية. واكد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم امس ان اسرائيل تفضل في هذه المرحلة العمل الدبلوماسي لمواجهة عمليات حزب الله اللبناني الشيعي ولكنها يمكن ان تضرب اهدافا سورية في لبنان اذا وقعت هجمات جديدة. وقال بويم لاذاعة الجيش الاسرائيلي اخترنا الرد على هجمات حزب الله بالتركيز على العمل الدبلوماسي والرد ميدانيا. و اضاف اذا اختار حزب الله التصعيد فان اسرائيل سترد بقوة ويمكن ان تضرب اهدافا سورية مؤكدا ان اسرائيل تريد تجنب التصعيد. وزعم المسؤول الإسرائيلي سوريا بأنها المعلم الحقيقي لحزب الله. وقال مسؤولون لوسائل أعلام إسرائيلية انه يعولون في المرحلة الحالية على ضغوط أميركية على دمشق لردع حزب الله. ووسط هذا التصعيد وجه وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم مجددا تحذيرات الى دمشقوبيروت. وقال اذا اصيب مواطنونا (بنيران حزب الله) فسيكون علينا الدفاع عنهم ومن الافضل لسورياولبنان ان لا يضطرانا الى ذلك. واضاف نطالب بان تفعل سورياولبنان اللازم لوقف الانشطة الخطيرة جدا لحزب الله الذي لا يستطيع التحرك بدون موافقتهما وبالتالي فان هذين البلدين مسؤولان عن التصعيد. وسبق ذلك تحذيرات مماثلة جاءت في بيان للجيش الإسرائيلي وفي شكوى قدمها المندوب الإسرائيلي للامم المتحدة داني غيلرمان الى المندوب السوري ميخائيل وهبه الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الامن. وفي بلدة الخيام للحدود الإسرائيلية في جنوبلبنان أعلن مسؤول حزب الله في جنوبلبنان الشيخ نبيل قاووق ان حزب الله قادر على الرد على الاستفزازات الاسرائيلية وعلى منع الطائرات الإسرائيلية من انتهاك الأجواء اللبنانية. وقال قاووق ان المقاومة قادرة على ان ترد على الخروقات والاستفزازات الاسرائيلية وعلى ان تلجم الطائرات الاسرائيلية من التمادي في انتهاك سيادتنا. واضاف ان المقاومة قادرة ايضا على ان تجعل هذه الخروقات مكلفة للقيادة العسكرية الاسرائيلية. وينتهك الطيران الاسرائيلي باستمرار اجواء لبنان بينما يرد حزب الله المنتشر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية على الانتهاكات الجوية باطلاق نيران مضاداته الارضية. وذكرت صحيفة هاأرتس الاسرائيلية اليومية على موقعها بالانترنت نقلا عن راديو إسرائيل امس إن إسرائيل أنذرت دمشق من خلال الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة بأنه إذا استمرت الهجمات على شمالي إسرائيل فسترد بتوجيه ضربات إلى أهداف سورية في لبنان.