حذرت الولاياتالمتحدة من احتمال ان يدفع لبنان ثمن التصعيد. جاء ذلك على لسان سفيرها في بيروت ديفيد ساترفيلد تعليقاً على العملية التي نفذها "حزب الله" أول من أمس في مزارع شبعا، ضد دورية اسرائيلية جرح اثنان من عناصرها، فيما أعلن رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ان التهديد الاسرائيلي للبنان ليس جديداً، وأكد ان الوجود السوري في لبنان "ضروري وشرعي وليس أبدياً". راجع ص5 وبينما كان الحريري يتحدث في ختام محادثات اجراها في دمشق مع نظيره السوري محمد مصطفى ميرو، لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، صدرت ردود فعل دولية على عملية "حزب الله" في مزارع شبعا، التي تطالب الدولة اللبنانية باسترجاعها من الاحتلال الاسرائيلي، واعتبرتها الأممالمتحدة ضمن الأراضي السورية المحتلة. وإضافة الى تحذير ساترفيلد الذي اجتمع ليلاً مع الحريري فور عودة الأخير من دمشق، رأت الأممالمتحدة، بلسان الممثل الشخصي للأمين العام في جنوبلبنان، رولف كنوتسن في العملية "خرقاً خطيراً لخط الانسحاب الاسرائيلي الذي حددته الأممالمتحدة وتعهد الجانبان احترامه". وأبدى كنوتسن قلقه البالغ من حادث مزارع شبعا، وقال في بيان أصدره أمس "ان هذا النوع من خروق السلام والأمن الدوليين في الجنوب يهدد بإشعال فتيل دوامة العنف مجدداً، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مأسوية للسكان المدنيين الذين يحاولون اعادة بناء حياتهم بعد سنوات من الاحتلال". وأكد ان "من الضروري ان تتخذ السلطات اللبنانية المسؤولة خطوات فورية لضمان الاحترام الكامل لخط الانسحاب". وأمل ساترفيلد، بعد لقائه الحريري الذي بحث معه في قضايا اقليمية ب"استمرار الأمن والاستقرار وضبط النفس من جانب الأفرقاء في الجنوب والامتناع عن أي اعمال ذات طابع استفزازي". وقال السفير الاميركي في وقت سابق: "نحن قلقون جداً من احتمال التصعيد اذا استمرت الأعمال الاستفزازية، ونأمل بأن يبذل كل الأفرقاء أقصى درجات المسؤولية، لئلا يحصل ذلك، فلبنان وغيره سيدفعان الثمن الذي يجب ألا يدفع، لأنه ليس ضرورياً، ولأنه يلحق الضرر فقط بجهود الحكومة والذين يودون مساعدتها في جهودها". وأعرب ساترفيلد بعد لقائه وزير شؤون المهجرين مروان حمادة عن اعتقاده "ان الحكومة اللبنانية ملتزمة كما نحن ملتزمون، تحسين حياة الشعب اللبناني، ولإتمام ذلك نتطلع الى تنمية الحال الاقتصادية والمالية وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن، فالسلام مطلوب، وهو هدف الحكومة وهدفنا أيضاً وأي شيء يهدد انجاز هذه الأهداف وبالتصعيد، هو ضد هذه الأهداف". ورفض ساترفيلد التعليق على سؤال هل عملية "حزب الله" رد على الدعوات التي اطلقت لنشر الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل. ودعا السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه بعد لقائه نائب رئيس الحكومة عصام فارس الى "التنبه وتجنب اي خروق او اعتداءات كالتي حصلت للأسف، فنحن مع وضع هادئ ومستقر في الجنوب، ومع أن يتحمل لبنان مسؤولياته في شكل كامل". وزاد: "من الطبيعي ان يتمكن لبنان من بسط سلطته على كل أراضيه وأن يكون سيد نفسه. هذا هو الهدف الذي نسعى اليه، فلا نريد ان نزجّ لبنان في مواقف صعبة، بل ان يتحمل مهماته كافة". وسئل هل توافق فرنسا على استمرار عمل قوات الطوارئ الدولية في جنوبلبنان، فأجاب: "نحن لا نصوّت، أظن ان في الأممالمتحدة تفهماً وحذراً كبيرين حيال الوضع في الجنوب، وعلى لبنان ان يهنئ نفسه بعلاقته مع الأممالمتحدة وهي جيدة". وردّ رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد على بيان كنوتسن فقال: "ما حصل من اختراقات اسرائيلية على الحدود واختراقات جوية وبحرية لم يدفع ممثل كوفي أنان الى اصدار بيان، ولكن بعد عملية شبعا أصدر بياناً غير مؤدب لا يحترم فيه الأصول الديبلوماسية وحقوق الشعوب والدول". وأضاف ان "مزارع شبعا لبنانية وأعلنت الدولة اللبنانية والرئيس السوري بشار الأسد انها لبنانية، وبعد هذا الكلام لا نستطيع ان نحترم كلام أي جهة دولية على ان هذه المزارع غير لبنانية". واعتبر بيان كنوتسن "اعتداء واضحاً على السيادة والكيان اللبنانيين، وعلى حقنا في تحرير أرضنا"، مشيراً الى ان "عملية المقاومة أول من أمس بداية لعمليات عسكرية، سبقتها عمليات أمنية في مزارع شبعا، وهذا تنفيذ لما وعدنا به شعبنا بأننا سنكمل مسيرة المقاومة المسلحة في الأراضي المحتلة من مزارع شبعا، حتى اخراج العدو منها".