دخلت ايران على خط المساعي الدولية للتهدئة في المنطقة والجهود الدولية لعملية تبادل الجنود الاسرائيليين الأسرى لدى "حزب الله" مع أسرى لبنانيين وعرب في السجون الاسرائيلية، ويزور وزير الخارجية الايراني كمال خرازي دمشق اليوم وبيروت غداً الخميس، لهذا الغرض. وبينما أعلن "حزب الله" في بيروت انه ضرب طوقاً من السرية على كل ما يتم تداوله في شأن عملية التبادل هذه وحصر التصريحات في صدد الأسرى الاسرائيليين بالأمين العام السيد حسن نصرالله، علمت "الحياة" في طهران ان موضوع الديبلوماسيين الايرانيين الذين فقدوا في لبنان عام 1982، وتقول ايران انهم احياء ومعتقلون لدى اسرائيل، "سيكون أحد عناصر الصفقة المحتملة للتبادل وان هذا ما يؤيده حزب الله". وإذ يصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى بيروت اليوم للقاء رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة الدكتور سليم الحص، حاملاً ما لديه من جديد في شأن عملية التبادل، من الجانب الاسرائيلي، قالت مصادر في الخارجية الايرانية ل"الحياة" ان هدف زيارة خرازي دمشقوبيروت "تجديد دعم طهرانلبيروتودمشق في مقابل التهديدات الاسرائيلية وهي تصب في اطار الجهود الدولية الهادفة الى منع انفجار الوضع، مع الاشارة الى ان ايران اعربت عن قلقها من وجود نيات عدوانية اسرائيلية". وتلقت طهران في الأيام القليلة الماضية اتصالات دولية تدور على الوساطات في شأن عملية التبادل، وبين هذه الجهات الدولية فرنسا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، وألمانيا واسبانيا. وكانت واشنطن طلبت من باريس ومدريد حث طهران على التدخل لدى "حزب الله" للافراج عن الأسرى الثلاثة من الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة، وتشدد ايران على ضرورة الافراج عن جميع المعتقلين في اسرائيل ووجهت تحذيراً الى تل أبيب عبر أنان بأن "الردّ سيكون قاسياً على أي عدوان اسرائيلي ووفقاً لما اعلنته وتوعدت به المقاومة الاسلامية الجناح العسكري لحزب الله". على صعيد آخر، نفى مصدر اعلامي في الخارجية الايرانية ل"الحياة" ما قيل عن زيارة خرازي بغداد غداً الخميس. وأوضح ان "الزيارة ستتم ولكن لم يحدد موعدها بعد". وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول الاعلام المركزي في "حزب الله" موفق الجمال ان الجواب عن أي اسئلة تطرح عن الجنود الثلاثة الأسرى ثمنه الافراج عن الأسرى اللبنانيين ال19 في السجون الاسرائيلية". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" انه "لم تتحدد حتى الآن الجهة الوسيطة في اتصالات عملية التبادل وان "حزب الله" يحصر اتصالاته الى الآن بالصليب الأحمر الدولي". راجع ص6 من جهة اخرى، قالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان "حزب الله" يتولى الاتصالات في شأن تبادل الأسرى وان الدولة اللبنانية ستطلع أولاً بأول عليها من اجل تقديم التسهيلات اللازمة لاتمام العملية. وكشفت ان الموفد الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رولف كنوتسن أقر حين التقى الرئيس لحود أول من امس بأن "القوات الاسرائيلية اطلقت النار على المتظاهرين الفلسطينيين واللبنانيين عند بوابة راميا على الحدود اللبنانية الاسرائيلية السبت الماضي وهم عزل ومن دون سابق انذار" قتل شابان وجُرح عشرون. واستغربت المصادر الرسمية الا تعكس الأممالمتحدة هذا الموقف في التصريحات العلنية مكتفية بالمطالبة بتعزيز القوات المسلحة على الحدود تصريحات كنوتسن وغيره. وتعتبر الأوساط الرسمية في بيروت ان المطالبة الدولية للبنان بزيادة انتشار قواته المسلحة على الحدود هدفه سياسي، وهو الضغط عليه لتسريع الافراج عن الجنود الاسرائيليين الأسرى. وأكدت المصادر الرسمية ل"الحياة" ان "الهدف من هذا المطلب الايحاء بأن لبنان يرفض ارسال قواته الأمنية في وقت نجحت القوة الأمنية المشتركة منذ ارسالها في ضبط الأمن الداخلي في المناطق الجنوبية المحررة". وأضافت: "ان لبنان لا يرفض تعزيز قواته هناك لكنه يتريث ويتعاطى مع الموضوع بحذر لأن اسرائيل ما زالت تنتهك الخط الأزرق للانسحاب، وتمارس عدوانها على المدنيين. وهي تريد بالتالي ان يحمي الجيش حدودها في وقت لم تنسحب من مزارع شبعا ولم تفرج عن الأسرى اللبنانيين. ولو كان الجيش موجوداً على الحدود اثناء احداث السبت الماضي لكانت اسرائيل اعتمدت على الجيش وتسبب ذلك بمشكلة معه". وقالت المصادر الرسمية ان لحود "يستغرب كيف يطلب الموفدون الدوليون ضمانات لحدود اسرائيل ولا يبذلون جهوداً لتحرير الأسرى اللبنانيين ولسحب اسرائيل من مزارع شبعا...". وقالت: ان الحذر اللبناني في تعزيز الجيش يعود الى ان وجوده على الحدود في ظل غياب السلام العادل مع اسرائيل يضعه امام احتمال اعتداء الجانب الاسرائيلي على وحداته، ونحن في غنى عن ذلك".