سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام العميد يحيى المتوكل ل "الحياة" : التحالف مع "الإصلاح" لن يصل الى مرحلة الدمج والإشتراكي حزب تاريخي يساهم في عزل نفسه
أكد الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن العميد يحيى المتوكل ان حواراً سيبدأ فوراً مع الحزب الاشتراكي اليمني بعد انتهاء ضغط الحملة الانتخابية، وقال ان "من الطبيعي ان تحصل مقاطعة. ومع التجربة الأولى نكون في السلطة والمعارضة غير مستوعبين قواعد اللعبة الديموقراطية". واوضح المتوكل في حديث الى "الحياة" ان التحالف مع "الاصلاح" محدد بهدف انتخاب الرئيس وان خلافات بين "المؤتمر" و"الاصلاح" لا تسمح بتطوير التحالف الى درجة الدمج. وأشار الى ان قيادات في "الاشتراكي" و"الناصري" في تعز خرقت المقاطعة للانتخابات، معتبراً ان عدم جواز بقاء الرئيس لأكثر من ولايتين في "الدستور يمثل مكسباً كبيراً للديموقراطية في اليمن". ووصف المتوكل الحزب الاشتراكي بأنه "حزب تاريخي وله بصماته على الوحدة، غير انه لا يزال يساهم في عزل نفسه"، واعتبر ان منافس الرئيس علي عبدالله صالح نجيب قحطان الشعبي في الانتخابات الرئاسية "دخل التاريخ لأنه ساهم في ترسيخ الديموقراطية في اليمن". وفي ما يأتي نص الحديث: الانطباع الاول بعد الانتخابات الرئاسية على رغم اهميتها كأول اقتراع عام مباشر لاختيار الرئيس، هو غياب المنافسة الجدية. ويسود اعتقاد بأن الشعبي كان مرشح ظل لاعطاء انطباع بأن الاقتراع ليس مجرد استفتاء على تجديد ولاية الرئيس علي صالح؟ - اعتبر هذه الانتخابات حدثاً كبيراً ستكون له مكانته في تاريخ اليمن. اما عن غياب التنافس فحتى لو أتى علي صالح عباد مقبل او اي شخص آخر من اي حزب منافس او معارض فلن تكون الانتخابات مختلفة، في البداية تصور الناس ان نجيب قحطان مجرد ديكور او ظل لكن أداءه كمرشح أثار جدلاً واسعاً فاجتذب اهتمام الناخب كما تجسدت في خطاباته نكهة منافسة. أطروحاته المختلفة وانتقاداته رسخت مبدأ او سابقة، وهذا مكسب كبير، وكما لاحظتم من خلال صفوف الناخبين باتت لدينا ثقافة انتخابية ديموقراطية، واصبح المواطن يشعر بأن ذلك حق تجب ممارسته. التنافس موجود لكنه محدود لأن الأخ علي عبدالله صالح لا بد ان يكون مهيمناً بعد مشوار طويل في النضال والانجازات. وكيف تفسر غياب منافسين آخرين ذوي خبرة في العمل السياسي في البلد؟ - اول الأسباب كما قلت خبرة علي صالح وشعبيته الواسعة ومنجزاته. لذلك كان صعباً ان تجد منافساً اكثر مما هو موجود. وكيف اختار نجيب الشعبي ان يكون منافساً؟ - هذا عمل وطني ولو اخذ بعضهم عليه أحياناً ان دافعه طموحاته الذاتية فانني اعتقد انه دخل التاريخ كرجل قدم خدمة للديموقراطية في بلده. أليس صحيحاً ان قادة المؤتمر هم الذين طلبوا من الشعبي ترشيح نفسه في مواجهة الرئيس بهدف سحب البساط من "مقبل" كمرشح يطرح نفسه ضمناً مرشحاً ل"الجنوب" له الحق في المنافسة؟ - الرئيس علي صالح كما تذكرون طلب من اعضاء المؤتمر العام السادس للحزب الحاكم ان يقدموا مرشحين. اي ان الباب كان مفتوحاً لأي مرشح آخر في المؤتمر لمن أراد ان يرشح نفسه. اما القول بأننا طلبنا من نجيب الشعبي بالتحديد ان يترشح فهذا ليس صحيحاً. لكن قيل انه طُلب من نجيب الترشح لأنه جنوبي؟ - لا ليس من نجيب لأنه جنوبي بل طلبنا من كل من لديه رغبة ان يترشح. وكان الى جانب نجيب آخرون من "المؤتمر". ولا شك ان نجيب بصفته نجلاً لزعيم قحطان الشعبي اول رئيس للجنوب بعد الاستقلال كان من الشهداء وهو شخصية نيابية عريقة حظي بأصوات في مجلس النواب اكثر من غيره. هل تعتقد بأن التجربة الاولى للانتخابات الرئاسية عن طريق الاقتراع المباشر نجحت ديموقراطياً في غياب المعارضة، او بالاصح في محاولة لاقصائها لأن هناك تحالفاً بين "المؤتمر" و"الاصلاح". "المجلس الوطني للمعارضة" يعتقد بأنه تحالف يهدف الى ضرب المعارضة في "مجلس التنسيق" الذي يتزعمه "الاشتراكي". اعتبر ان الانتخابات اجريت في وجود معارضة ومن ضمن ما طرحه الشيخ عبدالله الأحمر انهم في "الاصلاح" ليسوا على انسجام او توافق كامل مع "المؤتمر" في كل السياسات، على رغم ترشيحهم الرئيس علي عبدالله صالح. والنقطة الثانية ان كثيرين من اعضاء احزاب "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" اعلنوا صراحة انهم سيشاركون في هذه الانتخابات على رغم اعلان احزابهم المقاطعة. وكانت هناك رغبة في الاقتراع لدى مجموعات من الحزب الاشتراكي والحزب الناصري الوحدوي في تعز وابين وحضرموت ولم يقولوا انهم سيصوتون بالضرورة لعلي عبدالله صالح. ومن الطبيعي ان تحصل مقاطعة ونحن نخوض هذه التجربة للمرة الاولى، وان يحدث اختلاف لأننا ما زلنا في السلطة وفي المعارضة غير مستوعبين قواعد اللعبة الديموقراطية، ونصر احياناً على ما نريد والا فلا مشاركة، واحياناً قد يحصل من السلطة ما يخالف تلك القواعد. وبالنسبة الى الذين جربوا الاشتراك في الانتخابات من الأحزاب المعارضة في تعز من الوحدوي الناصري والحزب الاشتراكي نشرت اسماؤهم في صحيفة "الميثاق" الناطقة باسم "المؤتمر"، الاربعاء الماضي أذيعت اسماء من حزب الحق ضد المقاطعة" وعلى رأسهم العلامة الكبير محمد محمد اسماعيل المنصور الذي كان لموقفه تأثير بالغ لدى عامة الناس. اذاً كانت هذه الانتخابات مجرد تجربة. كم سنة سيحتاج اليمن لممارسة لعبة ديموقراطية حقيقية؟ - لا اعتبرها تجريباً بل لبنة اخرى اضفناها الى قاعدة الديموقراطية في بلادنا، اذ ثُبّت دستورياً مبدأ عدم جواز بقاء الرئيس لأكثر من ولايتين وهذا اهم مكسب نعتز به. ألا تعتقد ان هناك سلبيات لتجديد التحالف بين "الاصلاح" و"المؤتمر" مثلما له ايجابيات؟ هناك تساؤلات كثيرة في شأن العلاقة بين التيارات الاسلامية و"المؤتمر الشعبي"؟ - كلمة التحالف في هذه الفترة حصرت في مسألة ترشيح الرئيس ولا تتجاوزها. واذا نظرنا الى القواسم المشتركة بين "المؤتمر" و"الاصلاح" فهي كثيرة لكنها لا تصل الى درجة تحالف يمكن ان يؤدي الى دمج الحزبين. والاصلاح كان عبّر عن تحفظات على سياسات "المؤتمر" بصفته الحزب الحاكم ول"المؤتمر" ايضاً تحفظات عن النهج الذي يريد "الاصلاح" ان تسير عليه الدولة. وما دام التحالف محدداً بهدف معين فلن يشكل اي خطر على الديموقراطية. لكن الشيخ عبدالله الاحمر يسميها علاقة تحالف وتعاون؟ - الشيخ عبدالله قال قبل ايام: نحن تحالفنا من اجل الرئيس ولدينا تحفظات، وبالتالي مهما قال انه تحالف او تعاون فسيظل في اطار اهداف محددة. انا اتمنى ان يكون بيننا تحالف لكن الخلاف في قضايا الاقتصاد والسياسة الخارجية يحول دونه. على رغم كل النفي الذي نسمعه هناك اتهامات ل"الاصلاح" و"المؤتمر" بابرام صفقة لابقاء الحزب الاشتراكي والاحزاب الاخرى التي تخالفكم في التوجهات بعيدة عن الدور الفاعل سياسياً، اي ان هناك صفقة لابقاء الفيتو على الاشتراكي؟ - اؤكد لكما ان ليس هناك صفقة، وان "المؤتمر" حريص على اتاحة الفرصة للحزب الاشتراكي ليعود الى الحياة السياسية كأي حزب. والاشتراكي هو الذي يتسبب بغيابه عن الساحة والاحباطات التي يعيشها، خصوصاً بلجوئه الى المقاطعة مرة تلو الاخرى، وايضاً من خلال المواقف المتشددة التي يفترض ان ينأى عنها في هذا الوقت. "المؤتمر" يلتزم مبدأ ان يتيح فرصة للحزب الاشتراكي والاحزاب الاخرى لنتعاون جميعاً على تطوير التجربة الديموقراطية التي نعيشها ومن منطلق ان "الاشتراكي" كان له دور تاريخي لا يمكن تجاهله في قضية الوحدة وله قواعده ومؤيدوه على رغم ان قضية الانفصال عام 1994 كانت الضربة القاصمة لذلك الوجه المشرق وذلك الوجود الحي. "المؤتمر" بادر ومدّ يده الى الاشتراكي منذ توقف الحرب ولم يستثن الا الذين دينوا وقرروا ان يتركوا البلد. إذاً لا صفقة ولن تكون صفقة، لأننا نعرف اننا اذا عقدنا مثلها كي نغمط الآخرين حقهم نكون تآمرنا على الديموقراطية. ألا يشكل استمرار القطيعة بين "المؤتمر" و"الاشتراكي" خطورة على استقرار البلد والوحدة اليمنية؟ - لم يبادر "المؤتمر" الى مقاطعة "الاشتراكي" كما يبادر "الاشتراكي" الى مقاطعة الانتخابات. ثم ان الرئيس على صالح أكد بعد انتهاء الحملات الانتخابية اننا سنبدأ نفساً مختلفاً. ستكون هناك اذاً مبادرات ومحاولات لرأب الصدع بين كل القوى السياسية في اليمن. مبادرات تجاه الاشتراكي؟ - نعم، وتجاه غيره. وحديث الرئيس بعد الادلاء بصوته يوم الاقتراع في الانتخابات كان يؤكد هذا التوجه. وما الدافع ليبدأ الرئيس مرحلة جديدة في التعاطي مع المعارضة؟ - الرئيس يتعامل مع كل القوى السياسية على أساس انه رئيس للجمهورية لكل اليمنيين وليس كزعيم للحزب الحاكم. هل انتم مستعدون فعلاً لحوار مع "الاشتراكي" من دون شروط، خصوصاً ان الحزب الاشتراكي يؤكد ان المؤتمر يفرض عليه شروطاً؟ - لا توجد شروط. لكن كي نتوصل الى صيغة للتعاون او التحالف لا بد ان يضع كل منا شروطه. الاشتراكيون يقولون ان شروطكم تصادر هويتهم كحزب سياسي؟ - أبداً، هذا هراء. انا حضرت معظم الحوارات التي جرت مع "الاشتراكي". وأحياناً أُتهم بأنني متعاطف معه. وأؤكد لكما انه لم تطرح عليهم شروط من أي نوع لمصادرة هويتهم السياسية. ولكن حتى نتوصل الى تعاون كامل فلنحدد على الأقل موقفاً من الذين خانوا البلد وصدرت في حقهم أحكام بالإعدام. على الأقل المطلوب من "الاشتراكي" إدانة الإنفصال ليس لمجرد التعبير عن موقف "المؤتمر" بل للتعبير عن موقف شعبي تمليه المصلحة الوطنية ومصلحة الحزب الاشتراكي نفسه. وأؤكد مجدداً ان لا عوائق أمام الحوار وليس لدى المؤتمر أي توجه أو أي نية لمصادرة هوية "الاشتراكي" أو فرض شروط غير منطقية عليه. وعندما نتوصل الى صيغة تعاون من أي نوع عندها لا بد لكل طرف من ان يضع الشروط التي يراها مناسبة لهذا التعاون. في أي بلاد تحدث خلافات وصراعات، ولكنها لا تثير المخاوف كما في اليمن بسبب وجود الكم الهائل من السلاح في حوزة المواطنين. الا يشكل نزع السلاح مدخلاً لنزع فتيل القنبلة الموقوتة؟ - السلاح آفة ويشكل هاجساً لدى النظام والشعب. ولكنني لست مع القول بأنها قنبلة موقوتة. السلاح بالنسبة الى اليمنيين قضية قابلة للتحكم فيها والسيطرة عليها ومن المستحيل ان تنزع منهم أسلحتهم الشخصية ولكن يمكن سحب كل ما عداها. ومن المبالغة القول ان هذه المشكلة تهدد اليمن، أو هي قنبلة موقوتة لكنها مشكلة مزعجة تتسبب في مشاكل اقتصادية. المهم هو ضبط السلاح بقانون. يقول اشتراكيون ان امتناع "الاشتراكي" من المشاركة في الانتخابات جاء بناءً على ضغوط من الحزب الحاكم حتى لا تتحول اصوات الجنوبيين التي يحصل عليها ممثل "الاشتراكي" أو "المعارضة" في الانتخابات النيابية او الرئاسية استفتاء على الوحدة. ثانياً هناك تيار قوي هو تيار الرئيس الأسبق علي ناصر محمد له دور في الحزب الحاكم في الضغط على "الاشتراكي" ومحاولة عزله؟ - الحزب الاشتراكي بتشكيله شمالاً وجنوباً لا يمثل الشمال وحده ولا الجنوب وحده. الأمر الثاني لو كان هناك خوف من مشاركة خوفاً من ان يحصل على أصوات أو على نسبة عالية من الاصوات في المحافظات الجنوبية، نفس الخوف يفترض ان يستمر عند المقاطعة، بمعنى لو ان هذا الخوف كان موجوداً لخفنا أكثر من المقاطعة لأن معناه ان الناس في المحافظات الجنوبية سيمتنعون عن المشاركة في الانتخابات. ونتائج الانتخابات الرئاسية تثبت العكس؟ اي ان "المؤتمر" وكل الاحزاب اصبحت موجودة افقياً وعمودياً في اليمن، والدعوة الى المقاطعة لم تؤثر. أما عن وجود تيار علي ناصر داخل المؤتمر الشعبي وتأثيره باتجاه ضغوط على "الاشتراكي" فهذا غير صحيح ولو كان هؤلاء محسوبين على علي ناصر محمد لما كانوا مندمجين في المؤتمر الشعبي العام، انهم مندمجون في "المؤتمر". هل يمكن ان تسمي أشخاصاً او قياديين في الاشتراكي يجرون معك او معكم اتصالات غير معلنة؟ - ليس هناك اشخاص معينون ونحن على تواصل مع قيادة الاشتراكي. كان الحوار متوقفاً منذ أشهر عدة والآن، بعد ما انتهينا من الضغط الذي احاط الحملة الانتخابية سنبدأ حواراً وصفحة جديدة.