يتوجه خمسة ملايين ونصف مليون ناخب يمني إلى صناديق الاقتراع اليوم، في الانتخابات الرئاسية التي تجرى للمرة الأولى بالاقتراع الشعبي المباشر، ما أكسبها بعض الحرارة التي افتقدتها بسبب غياب أحزاب رئيسية في المعارضة عن المنافسة. وأمام الناخبين ثلاثة خيارات: التصويت لمرشح "الاجماع الوطني" الرئيس علي عبدالله صالح، كما وصفته أحزاب "التحالف الوطني" وفي مقدمها تجمع الاصلاح، أو التصويت لمنافسه الوحيد الذي ينتمي إلى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام السيد نجيب قحطان الشعبي، أو استجابة دعوات أحزاب معارضة إلى مقاطعة الاقتراع، علماً أن حظوظ الشعبي بالفوز تبدو ضئيلة. راجع ص . ورداً على سؤال ل"الحياة" نفى رئيس الوزراء الدكتور عبدالكريم الارياني في مؤتمر صحافي عقد في صنعاء أمس ان تكون الانتخابات أقرب إلى استفتاء، في ظل انعدام تكافؤ الحظوظ لدى المرشحين، علي صالح ونجيب الشعبي. وفي تصريحات خاصة أدلى بها إلى "الحياة" أمس، اعتبر رئيس مجلس النواب اليمني رئيس تجمع الاصلاح الشيخ عبدالله الأحمر، أن فوز الرئيس علي عبدالله صالح "أكيد، ولو نافسه مرشح من الاصلاح أو الحزب الاشتراكي أو كلاهما معاً". وشدد على أن حزبه "لم يتآمر مع المؤتمر الشعبي على الاشتراكي"، نافياً أيضاً إبرام صفقة مع الحزب الحاكم، حالت دون تزكية البرلمان مرشح الاشتراكي السيد علي صالح عباد مقبل لانتخابات الرئاسة. وتساءل: "لماذا قبل مقبل بأن يرشح نفسه وهو يعرف أنه لا يملك مقعداً واحداً في مجلس النواب، بعد مقاطعة حزبه الانتخابات البرلمانية عام 1997". واعتبر الشيخ عبدالله الأحمر ان الأحزاب المعارضة التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية "عزلت نفسها والمقاطعة ستضرها" شعبياً، مشيراً إلى أن علي صالح "سيفوز بغالبية مريحة". معروف ان الحزب الاشتراكي دعا وأحزاب "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة" إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة بسبب "غياب المنافسة الجدية"، فيما اعتبرت أوساط أخرى معارضة أن منافس الرئيس اليمني، نجيب قحطان الشعبي هو "مجرد مرشح ظل" على رغم تأكيده استقلاليته. وكان علي صالح أحيا مهرجانه الانتخابي الأخير في العاصمة اليمنية صباح أمس، وشارك فيه أكثر من مئتي ألف شخص وسط اجراءات أمنية مشددة، في حين حلّقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق منطقة مدينة الثورة الرياضية حيث نظم المهرجان. ولم يظهر في شوارع صنعاء أي ملصق يحض على مقاطعة الانتخابات اليوم، ولوحظ أيضاً أن شاحنات تابعة للجيش ساهمت في نقل مواطنين إلى ميدان المهرجان، وسط حضور مكثف لمناصري تجمع الاصلاح، الذين رفعوا رجالاً ونساء لافتات تأييد للمرشح علي صالح. واعتبر الرئيس اليمني في كلمته أمام الحشود أن بلاده تدخل اليوم مرحلة جديدة، مجدداً تعهده "محاربة كل أنواع السلبيات والفوضى". وإذ حض جميع المواطنين على المشاركة في الاقتراع، خلت كلمته من أي إشارة أو حملة على مقاطعي الانتخابات، وهي كانت عنيفة في مهرجاناته السابقة. ووعد بحماية الاستثمارات، داعياً السعودية والدول الأخرى الخليجية إلى المشاركة فيها، خصوصاً في حقلي النفط والغاز في بلاده. إلى ذلك، قال نجيب الشعبي في مؤتمر صحافي عقده أمس إنه لم يرشح نفسه بهدف الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، بل "لترسيخ التجربة الديموقراطية في البلد، ومسألة النجاح أو الفشل لا تهمني". وأقر بأن تغطية الإعلام الرسمي لحملاته الانتخابية كانت "عادلة"، مشيراً إلى أنه اتفق ضمناً مع علي صالح على "التزام قواعد الديموقراطية والتنافس الشريف بعيداً عن الاساءة والشتائم والتجريح". ورأى أن نسبة المقاطعين ستكون "صفراً، وهؤلاء لا وجود لهم. هم معارضة غير وطنية، ورفضوا تأييدي حتى في القضايا المشتركة". ووصف مطالب المعارضة المقاطعة بأنها "ابتزاز ومزايدة". وذكر رئيس "المجلس الوطني للمعارضة" الأمين العام لحزب البعث العربي الدكتور عبدالوهاب محمود في المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة العليا للانتخابات أمس ان أحزاب التحالف لم تهدف من خلال تحالفها مع الرئيس اليمني في معركة الانتخابات، إلى ضرب المعارضة، نافياً وجود أي صفقة. وكانت اللجنة أوضحت ان أكثر من 800 مراقب من اليمن وأوروبا تشيخيا وفنلندا وآسيا الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية ومن فلسطين وجيبوتي سيشاركون في مراقبة الاقتراع.